هيدى لامار .. أيقونة «هوليوود» مخترعة «الواى فاى»!
    الجمعة 21 فبراير / شباط 2014 - 21:42
    العالمة والممثلة هيدي لامار
    إيهاب التركى - حينما تمسك بهاتفك الذكى أو جهاز «الآى باد» أو «اللابتوب»، وتتعامل مع تقنيات «الواى فاى» و«البلوتوث» أو أى وسيلة تكنولوجية حديثة تعتمد على التقنية اللاسلكية عليك توجيه الشكر إلى صاحبة الفضل فى هذا الاختراع.. نجمة هوليوود وأيقونتها فى عصرها الكلاسيكى الممثلة الراحلة النمساوية الأصل، هيدى لامار.

    هيدى لامار.. يعرفها عُشاق السينما الكلاسيكية بدورها الأشهر، شخصية دليلة فى فيلم سيسيل ديميل الشهير (شمشون ودليلة) Samson and Delilah من بين عديد من الأفلام التى قامت ببطولتها لصالح شركة «مترو جولدن ماير».

    وضعت مجلة «تايم» صورة هيدى لامار على غلاف واحد من أعدادها فى منتصف الخمسينيات تحت عنوان «أجمل امرأة فى العالم»، وقد احتفلت ثلاث دول هى النمسا وألمانيا وسويسرا في تشرين 2 من العام (2013) بذكرى يوم ميلادها الـ 99، ليس فقط لأنها نجمة سينمائية كبيرة، بل لأنها مخترعة مهمة، وقد اختارت هذه الدول يوم ميلادها ليكون «يوم المخترع» تكريما لها ولإنجازها العلمى الذى لولاه لما كان هناك شىء اسمه «بلوتوث» أو «واى فاى» أو «موبايل».

    اختراعها اعتبرته أمريكا سلاحا سريا ساعدها فى استخدام أجهزة الإرسال لتوجيه قذائف الطوربيد بدقة عالية فى أثناء الحرب العالمية الثانية، وأسهمت هذه التقنية فى حسم معارك البحر لصالح جيوش الحلفاء، وبعد نهاية الحرب استمر تطوير التقنية لتصبح أساس طفرة الاتصالات الحديثة كالموبايل و«الواى فاى» و«الجى بى إس» ونظم اتصال الأقمار الصناعية.

    وحينما قامت ببطولة فيلمها الأول Ecstasy أو «النشوة» اعتبر البعض الفيلم إباحيا لما تضمنه من مشاهد جريئة بمقاييس هذا العصر، كانت فى السابعة عشرة من عمرها وقتها، ووجدت نفسها سريعا زوجة لصانع وتاجر السلاح فريدريش ماندل، لم يكن زواجها عن حب، بل بتدبير من والديها، ووجدت لامار نفسها سجينة تقريبا فى منزل كهل غيور متسلط، منعها من إكمال مسيرة التمثيل التى كانت قد بدأتها لتوها، ومن المفارقات أن ماندل كان يورد السلاح والذخائر إلى الجيش الإيطالى، وقد التقى موسولينى عدة مرات.

    كرهت لامار زوجها، وكرهت عمله لحساب هتلر وموسولينى اللذين دمرت حروبهما أوروبا، جمعت كل متعلقاتها الشخصية النفيسة من الحلّى ومعاطف الفراء، وتنكرت فى زى خادمة ثم هربت إلى العاصمة الفرنسية باريس، ومنها إلى لندن، حيث التقت مدير شركة «مترو جولدن ماير» الذى تعاقد معها على السفر والتمثيل بـ«هوليوود».

    كانت لامار تعمل فيلمين أو ثلاثة كل عام، وكان العمل بكل فيلم شهرا تقريبا، وباقى شهور السنة كانت تجد نفسها بلا عمل، تمارس هوايتها الأثيرة وهى استغلال عبقريتها وموهبتها فى علم الرياضيات لتطوير تقنية اللاسلكى، استعانت لامار بالموسيقار وعازف البيانو، جورج إنثيل، كمساعد لها لسنوات عديدة، تعاون معها فى مجال ضبط عنصر التزامن فى آلات البيانو، كان إنثيل يسعى لتطوير آلات الموسيقى الإلكترونية، وكانت لامار مشغولة بتقنيات اللاسلكى، وكان لاكتشافهما لنظام القفز الترددى صدى واسع فى وزارة الدفاع الأمريكية، أهدت هيدى لامار اختراعها وزميلها هدية بلا مقابل للجيش، على تكريم أمريكى حقيقى إلا فى عام 1996 حينما منحتها المؤسسة القومية للعلوم الإلكترونية الجائزة السنوية للرواد المخترعين.
    [[article_title_text]]
    مانشيت فيلم شمشون ودليلة تمثيل هيدي لامار وفكتور ماتيور

    كتب عنها أنيس منصور:
     هيدي لامار ممثلة نمساوية، عندها طموحات غريبة.. أن تكون فاتنة الدنيا، فكانت. وأن تكون مخترعة، فكانت. وبعض العلماء يرون أنها المخترع الحقيقي للتليفون المحمول، وأنها سجلت ذلك في أميركا، وأنها سجلت اختراعا آخر هو تحريك الطوربيد باللاسلكي.. ولكن أحدا لم يأبه لهذا الاختراع الذي سجلته، ولكن بعد سنوات اكتشفوا أنها كانت سابقة لزمانها.

    أما الفيلم الذي جنّنت به الدنيا فهو «شمشون ودليلة»، وقامت بدور دليلة سنة 1949، ولا يخجلني أن أقول إنني رأيت هذا الفيلم كل أيام عرضه في مصر، وكنت أسافر سرا إلى بلاد كثيرة لأراه أيضا.

     أما نهاية هيدي لامار فهي نهاية كل الجميلات جدا.. هي ومارلين مونرو.. نهاية حزينة، كبرت في السن وانحنت وانكسرت، وحاولت السرقة من المحلات، ودخلت السجن، وساءت حالتها بسبب الإدمان واختفاء الناس وتنكرهم لها.

    وحدث لها ما أجد صعوبة في ذكره؛ فما زلت مفتونا وغير قادر على أن أحكي ما يسيء إليها أكثر من ذلك، وماتت في نوفمبر (تشرين الثاني) سنة 2000 عن 86 عاما، يرحمها الله بقدر ما أسعدتني ومئات الملايين في كل مكان، بكيت عليها؟ والله بكيت!

    مخطط إختراع الـ WIFI

    التعليقات
    أضف تعليق
    اسمكم:
    بريدكم الالكتروني:
    عنوان التعليق:
    التعليق:
    اتجاه التعليق:
    شروط التعليق:لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى لائق بالتعليقات لكونها تعبر عن مدى تقدم وثقافة صاحب التعليق علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media