كان متوقعا ان يقوم بعض السياسيين بالتهريج والنقاق كما لاحظنا خلال اليومين الماضيين حيث انطلقت حناجرهم بالصراخ على ان المالكي تجاوز حدوده في قضية مقتل الشهيد محمد بديوي الشمري عندما ذهب الى موقع الجريمة لالقاء القبض على القاتل الذي اطلق النار على رأس الضحية وكان الامر واضحا لماذا نزل المالكي الى مكان مقتل بديوي والذهاب الى مقر المجمع الرئاسي مكان تواجد القاتل هناك ، لكن المطبلين من السياسيين الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب تبقت نبرتهم الحادة ضد الحكومة ورئيسها تحديدا قائمة لأنهم لا يرون شيئا آخر خلف هذه المشكلة سوى أنهم يريدون النيل من خصمهم فلا حسابات لهم لأبعاد التناحر والتقاتل والنفوس مشحونة في الشارع امام مبنى المقر الرئاسي حيث يقول حامد المطلك وهو العارف بالامور العسكرية (من المؤسف ان يتكلم الحاكم بمنطق الدم بالدم في الوقت الذي يفترض فيه ان يتكلم بمنطق السلام والعقل والحكمة "،مشيرا الى ان ” منطق الدم بالدم لن يسهم في التوصل الى سلام واستقرار البلاد بل بزيادة اراقة الدماء الذي لانريد لها ان تراق) فهل يعلم المطلك ان العديد من وجهاء وشيوخ شمر وقفت وقفة تحدي أمام الفوج الرئاسي واقسموا انهم لن يرفعوا جثة ابنهم ما لم يتم تسليم القاتل الى القضاء ، وهل يعلم ان عمليات بغداد ذهبت لالقاء القبض عليه وبشخص قائدها عبد الامير الشمري وامتنع امر الفوج عن تسليم القاتل وكادت  ان تكون مواجهة عسكرية بينهم والغرض من ذلك هو تهريب القاتل وتمويع القضية بالكامل وهو ما لم يحمد عقباه لو حصل ذلك وبسبب كل هذا التداخل رأى المالكي انه من الواجب عليه ان يذهب بنفسه لوأد الفتنة وعدم حصول اي تصادم بين القوات العسكرية والاهالي من عشيرة ذوي الفقيد ، فكونوا منطقيين قليلا عندما تصرحون وارفعوا الغشاوة عن اعينكم حتى تشاهدون الامور بشكل واضح دون غبش اسود انسدل على وجوهكم .
لم يتوقف الامر عند النائب المطلك بل سمعنا الكثير من الاعتراضات الممجوجة على هامش حادثة القتل ومنهم من التحالف الوطني من الصدريين والمجلس الاعلى وكأن هؤلاء السياسيين بعيدين عن معاناة اهل الكرادة من أفعال هذا الفوج الرئاسي وخصوصا المجلس الاعلى الذي يسيطر على نصف منطقة الجادرية بل انهم يتقاسمون المنطقة مع مجمع رئاسة الجمهورية فلماذا هذا النفاق أيها الساسة ، عليكم ان تنزلوا الى الشارع وتنظروا بأعينكم ماذا يحصل للمواطنين وهم يتعرضون الى أبشع الاهانات من قبل حماياتكم والطراطير التي تسير في مواكبكم الذين لا يعرفون مديات التعامل الانساني فعلموا رعاياكم خلقا رفيعا قبل ان تعلموا رئيس الوزراء كيف يتصرف في واجباته.