إدانة كردية
    الثلاثاء 25 مارس / أذار 2014 - 05:33
    محمد عبد الجبار الشبوط
    رئيس شبكة الإعلام العراقي
    قاتل الشهيد الاعلامي محمد بديوي ضابط كردي منتسب الى الفوج الرئاسي. وكان هذا سببا في ان يثير ثائرة بعض المواطنين، وربما توجيه التهمة الى الكرد، كقومية، بشكل جماعي تعبيرا عن ادانتهم لهذه الجريمة النكراء. ومن خلال ما سمعته من بعض المواطنين القاطنين في منطقة الحادث فان هناك شعورا بالضيق من ممارسات بعض افراد الفوج الرئاسي، وهم كلهم او غالبيتهم من الكرد. بل اني سمعت من بعض الكراديين من يطالب بان يترك هذا الفوج منطقة الكرادة بسبب المضايقات التي يتعرضون لها من قبل الفوج، كما قالوا.
    وكاد الموقف يتفاقم بصورة مؤسفة، بسبب التأخر في تسليم الجاني الى السلطات المختصة، لولا مسارعة رئيس الوزراء نوري المالكي في المجيء الى موقع الحدث وتدخله المباشر والقوي والذي اسفر عن تسليم الجاني الامر الذي هدأ النفوس وبرد السخونة في الاجواء الشعبية.
    وكتبت يوم امس عن ضرورة ألا يتطور الامر الى ادانة للكرد، ووقوع شرخ بين العرب والكرد في قضية يبدو، على الاقل حتى الان، انها حادث فردي منعزل، وليس حلقة في سلسلة مترابطة عضويا. فنحن في غنى عن ازمات جديدة تؤدي الى تفسخ اللحمة الاجتماعية، وتؤثر في السلم الاجتماعي الهش الذي يعيشه بلدنا.
    ومما يساعد في هذا الموقف ان يعلن الكرد موقفا مُطَمْئِنا من هذا الحدث لجهة الفصل بين كون الجاني كرديا وبين الشعب الكردي الشريك في الوطن الواحد.
    وفي هذا السياق توالت مواقف كردية تستنكر الحادث، الذي وصفته بعض التصريحات الكردية بالجبان، مؤكدة كما قال نائب رئيس كتلة التحالف الكردستاني محسن السعدون، على «أن القاتل لا يمثل القومية الكردية بتصرفه الإجرامي الفردي البشع»، مؤكدا أنه «يتحمل جميع المسؤولية».
    واكد رئيس كتلة التحالف الكردستاني في مجلس النواب فؤاد معصوم، أن "الجريمة فردية ولن تنعكس على طبيعة العلاقات الوثيقة بين العرب والكرد كقوميتين في بلد واحد، والقانون هو الفيصل في الأمر”.
    في الوقت نفسه حذر نائب رئيس الوزراء الدكتور روژ نوري شاويس من توظيف الحدث الجلل «لاثارة النعرات القومية والبغضاء بين ابناء الوطن الواحد والتي لا تصب في مصلحة العراق» داعيا «الجميع الى الارتقاء الى مستوى المسؤولية التي يتطلبها الظرف الحرج الذي نمر به  وتفويت الفرصة امام من يروم دق اسفين بين العلاقات الاخوية لابناء الوطن الواحد.»
    مرة اخرى يكون من الضروري الحرص على تعزيز الوحدة الوطنية بين الكرد والعرب وبقية مكونات الشعب العراقي، في اطار الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة التي نتطلع جميعا الى اقامتها في ربوع هذا البلد الجميل.
    كما يتطلب الامر المسارعة الى معالجة اسباب التذمر التي عبر عنها اهالي الكرادة بصدقهم وعفويتهم المعهودة للحيلولة دون تكرار مثل هذا الحادث المؤسف.

    "الصباح"
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media