اوجه التشابه بين النائبة فيان دخيل والوزيرة سعيدة وارسي
    السبت 9 أغسطس / آب 2014 - 21:58
    جمال فاروق الجاف
    كاتب ومحلل سياسي كردستاني
    ابتداء اقول بان ما حل بالاخوة الايزيديين جريمة بحق الانسانية. فلقد ارتكبت القوات المجرمة لداعش وما زالت  ترتكب جرائم بشعة ضد شريحة مسالمة عاشوا منذ مئات السنين على ارضهم دون ان يؤذوا احدا من جيرانهم الذين وللاسف، انقلب البعض منهم ضدهم. ان هذه الكارثة الفضيعة التي يتعرض اخوتنا الايزيديين لها  نتيجة انسحاب قوات بيشمركة الحزب الديمقراطي الكردستاني التي كانت مكلفة حصرا لحماية تلك المناطق، ستخلف تداعيات على مجمل العملية السياسية في اقليم كردستان وربما ستطيح برؤوس البعض.

    السيدة فيان دخيل النائبة في البرلمان العراقي والتي استحوذت على مقعدها ضمن قائمة حزبها (الحزب الديمقراطي الكردستاني) فاستبشر الايزيديون بوجود ممثل لهم في البرلمان لكون السيدة فيان الدخيل ايزيدية ابا عم جد.

    فازاء الكارثة التي لحقت بالاخوة الايزيدين اجهشت  السيدة فيان بالبكاء امام عدسات الكاميرات فابكت العالم معها ومنحت مجزرة شنغال زخما هائلا ببكائها. ونشد على ايديها لموقفها الانساني ذلك. فقد احسنت في خطابها والدمع تنهال على خديها فاظهرت حجم الكارثة حين ذكرت بان 500 شاب ايزيدي تم تصفيتهم من قبل مجرمي داعش وان نسائهم تسبى وان 70 طفلا ايزيدا توفوا جوعان وعطشى. 

    وفي  ركن اخر في العالم وفي قارة اخرى، بعيدة بالاف الكيلومترات عن الشنغال الاسيرة، قدمت السيدة سعيدة وارسي وهي وزيرة بريطانية في حكومة كاميرون، اوراق استقالتها من منصبها الرفيع احتجاجاً على المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة. ولم تتناول كبريات صحف العالم الموالية لاسرائيل خبر استقالتها.

    السيدة فيان دخيل اكتفت بسيل من الدموع تطالب البرلمان بالتدخل السريع لانقاذ الايزيديين دون ان تتفوه بكلمة موجهة الى حزبها الذي تخلى عن ابناء وبنات جلدتها من الايزيديين.

    السيدة الوزيرة البريطانية ذكرت سبب استقالتها بالقول، إنه لم يعد بإمكانها دعم سياسات الحكومة فيما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. فاستقالت من منصبها الرفيع الذي حصل عليها بجهودها وليس على على حساب المحاصصة.

    السيدة فيان انهت مهمتها بالدموع وعادت الى مقعدها المريح في البرلمان  لتدافع عن مواقف حزبها في الوقت الذي ما زالت مأساة الايزيدين في جبال كردستان تتفاقم يوما.

    السيدة سعيدة وارسي مضت في دربها دون ضجيج وخسرت موقعها الممتاز وامتيازاتها الهائلة كوزيرة  واختفت عن الانظار كشهاب افلت في سماء الامبراطورية العجوز.

    لقد هيجت السيدة فيان ضمائرالعالم ومنحت مجزرة شنغال زخما هائلا ببكائها. ونشد على ايديها لموقفها الانساني ذلك، ولكن المطلوب الان من السيدة فيان ان تقتدي بالسيدة سعيدة وارسي وتقدم استقالتها من الحزب الذي تنتمي اليه وتستنسخ مقولة السيدة وارسي  كديباجة لمسودة استقالتها قائلة (لم يعد بإمكاني دعم سياسات حزبي فيما يتعلق بسحب قواته من شنغال وما حصل لاخوتنا الايزيدين) لكنها لم تفعل.

    والآن سيداتي سادتي هل تجلت  لكم اوجه التشابه بين هاتين السيدتين الكرميتين!!

    جمال فاروق الجاف
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media