في أيَّ .. زمان نحن ؟!
    الثلاثاء 9 سبتمبر / أيلول 2014 - 14:11
    حسن أحمد
    قرأت فيما أقرأ .. ان احد الامراء كان من سيرته تقديره لذوي الحكمة والراي في إمارته .. وكان لايحل او يعقد امرا الاّ بعد استشارة فريق المستشارين لديه .. ولقد كان لكبير حكمائه ولدا خائبا لم ينتفع بعلم ابيه , وكان الاب مشفق عليه ولهذا  اوصى به احد تلامذته الملازمين له وامره  باخذ رأيه فيما بعده حين يمّر بشدة او يقع في مشكلة ... احتاج الامير لاستشارة هذا الحكيم وقيل له انه فارق الحياة .. فأمر باحضار كبير ابنائه ظنا منه بان الابن قد انتفع من علم ابيه .. وقبل ان يحضر عند الامير ذهب الى صديق والده واخبره بالامر , فاشترط عليه   ان يعطيه نصف هبة الامير لكي يخبره بجواب سؤاله.. وقبل ابن الحكيم الشرط .. واعلمه بالجواب .. وتكرر استدعاء الامير له لثلاث مرات متباعدة وكان في كل مرة يساله : في اي زمان نحن ؟ وكانت الاجابات  : نحن في زمن الذئاب  في المرة الاولى .. وفي الثانية نحن في زمن الكبش .. وفي الثالثة نحن في زمن الميزان  .. ولم يف بوعده الابن بمناصفة عطاء الامير مع صديق ابيه في المرتين الاوليتين ولم يمّر به  ..  ولقد جاء في المرة الثالثة  بكامل العطاء وهو يعتذر عما فعله في المرات السابقة , وقال له : خذ كامل المبلغ لك , وتقبل اعتذاري لعدم وفائي .. لكن الرجل قال له : انني اعلم بانك لم تاتي ولم تف بالوعد في زمنيّْ - الذئاب والكبش - وكنت على يقين بوفائك ومجيئك في المرة الثالثة لان : الزمن هو زمن الميزان والعدالة ورد الحقوق , واذا صلُحَ الزمان صلح اهله .. ورباط هذه الحكاية ماسمعت من رواية لاحد الناجين من مجزرة سبايكر حيث يقول : كنا عشرة واستجرنا باحد البيوت في تكريت ورحب بنا صاحب البيت وتفاجأنا بما قدّم لنا من واجب الضيافة حين ذهب الى داخل الدار واحضر بندقيته واخذ باطلاق النار علينا بشكل عشوائي ولم يستطع النجاة من غدره الاّ  انا وصاحب لي .. او حين سمعت احدهم يقول بافتخار : لقد ذبحت ستين شيعيا وتعبت !؟ او هلاهل النسوة فرحا بقتل شباب الشيعة وهم بعمر الورود .. او هجوم احد النسوة على احدهم بفأس كان بيدها قائلة له : تدخل بيتي ايها الرافضي  - اورواية ناج آخر بذبح العشرات في كل وجبه في حمامات مدرسة ابتدائية في منطقة الاسحاقي  ونقل الجثامين بسيارات الحمل لرميها في الصحراء بعد ان تفرغ من دمائها -  روايات غير قابلة لتصديق انسان سوي العقل والضمير - وهي وصمة عار في جبين كل من قتل ,ورضي وحرّض وشجّع -  رواها الناجون من الموت في قاعدة سبايكر سيئة الصيت  .. اقول في ايّ زمان نحن ؟! ولكم ان تضعوا رباّط لهذه الحكاية ! حين تصفون حال هذه المخلوقات الذي يطلق عليهم كلمة ناس جزافا!!

    لك الله ياعراق الضيم .

    المهندس  حسن احمد
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media