التّحالف الدولي..صدقيّة الفعل
    الجمعة 12 سبتمبر / أيلول 2014 - 20:11
    نزار حيدر
       العراقيّون يتوجّسون خيفة ويتعاملون بشكٍّ مع نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية وقطر تحديدا، فكل تجاربهم معه طوال العقد المنصرم، سواء السياسيّة منها او الأمنيّة، لم تكن مشجّعة، ففي كل مرة كانت بغداد تمد يدها صادقة اليه، كان نظام القبيلة يطعنها في مقتل، وكلنا نتذكر كيف ان الحزب الوهابي رفض التّوقيع على وثيقة تحريم الدم العراقي في مؤتمر مكة إبان شدة الأزمة الأمنية التي مر بها العراقيون، ولذلك فعندما تعلن الرياض والدوحة عن موافقتهما للمساهمة في التحالف الدولي لمحاربة الارهاب في العراق، يظل الامر في دائرة الضوء ما لم تلمس بغداد، المعنية الاولى بهذه الحرب، جدية حقيقية منهما ليس على مستوى الكلام والبيانات وإنما بالتنفيذ والالتزامات وعلى ارض الواقع.
       وأضفت في مشاركتي على الهواء مباشرة لقناة (الثّقلين) الفضائية بشأن الحرب العالمية على الارهاب والتي التحق بها نظام القبيلة الحاكم في دول الخليج من خلال اجتماع جدة يوم امس:
       انّها مسؤوليّة بغداد ان تراقب نظام القبيلة عن كثب، لتتأكد ما اذا كان جادا في مشاركته في هذه الحرب ام انّها مجرّد انحناءة امام العاصفة لذر الرماد في العيون تهرباً من استحقاقات المرحلة والتحايل على الفواتير المفروضة عليه دفعها كونه المنبع الأساس للإرهاب في العراق تحديدا.
       على بغداد ان تقدّم تفاصيل فاتورة الحرب التي يجب ان يلتزم بها نظام القبيلة للتأكد من جدية مشاركته، من قبيل الطلب من الرياض والدوحة تقديم قوائم مفصّلة عن خرائط التشكيلات الإرهابية المنتشرة في العراق، بالأسماء المحددة وليس بشكل عام.
       وكذلك ممارسة نفوذهما لدى العشائر السنية، خاصة الحواضن الدافئة، من اجل المزيد من التعاون مع الحكومة في بغداد ومع المؤسسات الأمنية للمساهمة في خطط الحرب على الارهاب.
       كذلك، ممارسة نفوذهما لدى أنقرة لتراقب عن كثب حدودها مع العراق لمنع تسلل الارهابيين الذين تحتضنهم تركيا سواء من الذين تدربهم وترعاهم بشكل مباشر او غيرهم.
       وبرأيي، فان من مصلحة العراق ان يشارك نظام القبيلة في التحالف الدولي، لانّ ذلك سيضعه تحت المراقبة الدولية خاصة اذا ما حددت واشنطن دوره بشكل واضح، انه يضعه تحت المجهر، يراقب إعلامه وفتاواه وحركة المال والعناصر الإرهابية على حد سواء، ليتابعه ويحاسبه ويعاقبه، وكل هذا يصب في مصلحة العراق في حربه على الارهاب.
       ان مصداقيّة واشنطن في حربها على الارهاب تقف اليوم على المحك من خلال التحالف الدولي الذي تقوده، فبين الجديّة والهزْل مسافة قصيرة جدا، فاذا ضبطت واشنطن دور نظام القبيلة في إطار التحالف، فهذا يعني انها جادة بالفعل في القضاء على الارهاب في العراق، والا فالهزل سيبين من ذلك.
       ويمكن الحكم على جدية واشنطن من هزلها بعد شهر من الان، فبعد ان بانت ملامح التحالف واستراتيجاته وخططه بشكل كامل تقريبا وربما سيُعلن عنه رسميا في مؤتمر باريس منتصف هذا الشهر، لم يبْق أمامها الا الانطلاق لتنفيذه، فاذا نجحت القوات العراقية في تحرير مساحات ملموسة من الاراضي من قبضة الارهابيين، فستبان الجديّة اكثر فاكثر، والا فسيعني الامر ان التحالف ليس اكثر من تجارة أميركية تديرها شركات متعددة الجنسيات، وان كنت شخصيا اعتقد بجدية واشنطن هذه المرة لحسابات دولية وإقليمية كثيرة.

       ١٢ أيلول ٢٠١٤
                           للتواصل:
    E-mail: nhaidar@hotmail. com
    Face Book: Nazar Haidar
    WhatsApp & Viber& Telegram: + 1 (804) 837-3920
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media