انتصرنا جميعا
    السبت 13 سبتمبر / أيلول 2014 - 05:02
    حسين علي الحمداني
    البرلمان منح حكومة العبادي الثقة في التوقيت الدستوري ليتأكد الجميع بأن العراق قادر على أن يتجاوز الصعاب خاصة في هذا الظرف الذي ظل العالم يترقب فيه ولادة الحكومة العراقية .
    انتصرنا جميعا، وانتصرت إرادتنا، وها هي سفينة الديمقراطية العراقية تواصل مسيرتها، هذه المسيرة التي انتظرناها طويلا، وها هي حكومة الشراكة الوطنية تبصر النور في اللحظة التي وضع فيها الجميع مصلحة العراق والعراقيين فوق كل المصالح الثانوية والفئوية الضيقة.
    وبالتأكيد فان جهودا كبيرة بذلها قادة الكتل لتقريب وجهات النظر وتقليص المسافات حتى بات الجميع أقرب للجميع ، فالحوارات المباشرة وحدها قادرة على بلورة الصيغ وإيجاد القواسم المشتركة، هذه الحوارات التي كانت مفقودة وحين حضرت حضر معها التوافق، التوازن، والشراكة، ومعها تجلت صورة جديدة للعراق، صورة الشراكة لا التصارع ، والتنافس لا الاقتتال والمصلحة العامة لا المصالح الخاصة.
    وحين تكون مصلحة الشعب حاضرة في حوارات الكتل السياسية فانها بالتأكيد (أي الكتل السياسية) ستجد نفسها تنتصر مرتين  في لحظة واحدة، المرة الأولى حين تحقق للشعب العراقي طموحاته المشروعة بولادة حكومة وطنية تضم الجميع، والمرة الثانية حين توجه رسالة لكل العالم بأن حواراتنا المباشرة قادرة على حل كل العقد والمشاكل إذا ما جلسنا وتحاورنا في إطار مشروع وطني عراقي غايته الأولى الحفاظ على وحدة العراق أرضا وشعبا.
     من هنا نجد بأن نخبنا السياسية وقادتنا الذين اكتسبوا خبرة كبيرة من أزمة الشهور الماضية باتوا قادرين على إدارة ملف الدولة العراقية وصياغة مشروع وطني من شأنه أن ينهض بالبلد ويرتقي به للأفضل .
    اليوم نجد بأننا نسير بالاتجاه الصحيح لتأسيس وترسيخ مشروع الدولة العراقية القائمة على أساس المواطنة والشراكة الفعلية القائمة على احترام الرأي والرأي الآخر وعدم إقصاء أو تهميش الآخر، فعملية بناء الدولة ليست بالأمر السهل والهين، وتتطلب تكاتف الجميع من أجل الإسراع بسن وتشريع الكثير من القوانين التي من شأنها أن تحقق طفرة كبيرة في جميع المجالات السياسية منها والاقتصادية والتربوية والصحية، وتقوم بخلق فرص عمل لعدد كبير جدا من أبناء العراق، ناهيك عن استعادة الدور العراقي في المجالين العربي والدولي في هذا الظرف الصعب.
    انتصرنا جميعا، لأننا حرصنا على وحدة العراق، وكلنا سعداء، حتى الشهداء في جنان الخلد سعداء بالوطن حين يعلو فوق كل الهويات الثانوية، سعداء لأن تضحياتهم لم تذهب سدى بل تكللت بانجاز تاريخي حظي بارتياح مكونات الشعب العراقي من شماله إلى جنوبه ومن شرقه لغربه. وسيكون انتصارنا الأكبر حين نقتلع الإرهاب من جذوره، وهذا الإنجاز يتطلب منا جميعا أن نقف صفا واحدا لمواجهته لأن السنوات المقبلة هي سنوات الإعمار والبناء والأمن.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media