الإرهاب: بين جدة وباريس..!؟
    الخميس 18 سبتمبر / أيلول 2014 - 06:40
    باقر الفضلي
    [[واشنطن (رويترز) - قال مسؤولون امريكيون بارزون إن الدفاعات الجوية للجيش السوري ستواجه ضربة انتقامية إذا حاولت دمشق الرد على ضربات جوية امريكية من المتوقع ان تستهدف مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.]](*)

    بهذا التحدي الصارخ تعلن الولايات المتحدة الأمريكية، وهي الدولة العضو الدائم في مجلس الأمن، الجهة الأولى المسؤولة عن حماية الأمن والسلم الدوليين في العالم، وعلى عاتقها وبمعية الدول الأعضاء الأخرى في المجلس، تقع مسؤولية حفظ السلام وحماية إستقلال وسيادة الدولة الأخرى الأعضاء في الأمم المتحدة، تعلن موقفها هذا والذي لا غبار عليه، من إنتهاك ميثاق الأمم المتحدة، في وقت يناقش فيه الكونكرس الأمريكي الآن، مشروع قانون يجيز للرئيس الأمريكي تسليح ما يسمى ب " المعارضة المعتدلة"، ومن جهة أخرى، يعلن رئيس الأركان الأمريكي الجنرال مارتن ديمبسي، في تصريح أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ هذا اليوم الثلاثاء بما يفيد: ""سنكون على استعداد لضرب أهداف تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا بما يقلص قدرات الدولة الاسلامية"مضيفاً "لن يكون ذلك مثل حملة للصدمة والرعب لأن هذه ليست ببساطة الطريقة التي يقوم عليها تنظيم الدولة الإسلامية. لكنها ستكون حملة متكررة ومتواصلة". وبحسب المسؤول الأميركي فإن " تدريب وتجهيز 5000 عنصر من المعارضة السورية خلال العام الأول لن يغير الكثير لكنها البداية"...!؟
    يأتي هذا في سياق تصريح سابق لمسؤول أمريكي، [[ حذر فيه دمشق من استهداف الطائرات الأميركية في حال شنها غارات على مواقع داعش في سوريا. وكانت دمشق حذرت من أي ضربات عسكرية لمواقع داعش على أراضيها دون التنسيق مع الحكومة السورية، وقالت إن أي عمل عسكري في هذا الإطار هو بمثابة عدوان وستردّ عليه.]](1)

    وهكذا تثبت الولايات المتحدة الأمريكية ما جبلت عليه من إزدواجية في معالجتها لموقفها من الإرهاب، بإعتباره خطراً مهدداً لجميع دول العالم ، وبأنها بموفقها هذا وإذا ما أقدمت عليه، فإن ذلك لا يمكن أن يخرج عن كونه تدخلاً صارخاً في شؤون دولة حرة عضو في الأمم المتحدة، وعدوان سافر لايمكن تبريره..!؟

     فمكافحة الإرهاب وهذا ما نعيد تكراره، لا يمكن أن يكون مشروعاً إلا بمقتضى حالتين، هما حالة الدول في الدفاع عن النفس وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، وهذا ما تمارسه دولة سوريا منذ أربع سنوات في مجابهتها لفلول الإرهاب على أراضيها، دون أن يتقدم أحد لمساعدتها أو دعمها في تلك المواجهة، والثانية هي تحت رعاية الأمم المتحدة وبقرار منها، كما هو في حالة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم/2170 المتعلق بتنظيم " الدولة الإسلامية"، أما ما أقدمت عليه الولايات المتحدة في تشكيلها لما يسمى " التحالف الدولي"  لمجابهة إرهاب التنظيم المذكور، فإن تم ذلك خارج إطار رعاية الشرعية الدولية، ووفقاً للإستراتيجية الأمريكية، فبقدر ما كونه يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة ، فله من التداعيات ما ينعكس سلباً على مسار السلم والأمن الدوليين في المنطقة، الأمر الذي أكده وزير الخارجية الروسي في مؤتمر باريس للتحالف الدولي السيد سيرغي لافروف..!؟(2)
       
    فلمرتين متتاليتين يعقد التحالف المذكور، مؤتمرين وفي غضون إسبوعين، أحدهما في جدة والآخر في باريس، ليؤكد خلالهما النية في مجابهة الإرهاب في العراق، من خلال تقديم المساعدات العسكرية واللوجستية للعراق في مواجهته لتنظيم " الدولة الإسلامية"، بما فيه تهيئة القواعد العسكرية للطيران الحربي للحلف الأمريكي_ الغربي في العراق، كمنطلق بإتجاه مهاجمة داعش..؟؟!

    هذا في وقت يرسم فيه الخطط والسيناريوهات الملائمة، وتحت ذريعة مواجهة التنظيم المذكور في سوريا، ولكن دون اي إتفاق أو طلب تعاون وتنسيق مع الدولة السورية؛ بل على العكس من ذلك، حيث يجري عزل سوريا ولا يتم دعوتها الى أي من المؤتمرين المذكورين، وهي صاحبة الشأن الأول في محاربة الإرهاب، في وقت توجه فيه الإدارة العسكرية الإمريكية الإنذارات المهددة للحكومة السورية، بعدم التعرض لطيرانها الذي سيخترق الأجواء السورية دون علم أو تصريح مسبق منها، وبعكسه فإن القواعدالجوية السورية، ستتعرض للضربات الإنتقامية من قبل الأسطول الجوي الأمريكي كما تمت الإشارة اليه فيما تقدم..؟؟؟!

    فيالغرابة تلك الإزدواجية المفضوحة، فهي عودة للمربع الأول في البحث عن الذرائع للإطاحة بدولة سوريا، وليس مهماً بعد ذلك، إن كانت تلك الذرائع تمتلك سنداً ما في ميثاق الأمم المتحدة أو مواثيق حقوق الإنسان أو بعكسه..؟؟!!(3)
    باقر الفضلي/ 16/7/2014
     (*)http://ara.reuters.com/article/topNews/idARAKBN0HB02J20140916?sp=true
    (1) http://www.almayadeen.net/ar/news/americas-
    (2) http://arabic.rt.com/news/758303-%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%B1%D9%
     (3)  http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=432357
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media