صدى يضيء دم العراق
    الخميس 25 سبتمبر / أيلول 2014 - 15:52
    مصطفى محمد غريب
    صوت الأفاعي وهي تزحف للجداول والعيون
    وعلى جوانبها جنادب بها عث التحول والمثول
     تتبع القفزَ تنادي الماء في الجفاف
    والماء أصبح في ضياع
    أواه دجلة أن تكون بلا مياه
    وان تكون بلا  عفاف
    وان تكون غابةً
    تحول الأزهار للفجيعة والعويل
    وان تكون المقبرةْ
     لقامةٍ من الشجر
    وعلى الدواب نقمة الشرر
    أواه أنتَ يا فرات
    يا من رأيت " الداخل الرحمن *" باكي  في الضفاف
     يضيفك الهم الرعاف..
    وباكياً أخاه جثة العبور
    في عريها عند الجوار
    تذبح من نحيبها الحزين
     ومن الوريد للوريد..*
    كيف السبيل إليك يا وطني المباح
    وإذا الدم القاني سيصعد للركاب
    زحف الأفاعي كالصدى
    وفي الضباب
     للحجر الصوان
    فلم تكنْ.. إلا سكاكين الجريمة في الرقاب
    ولم تكنْ.. إلا الإغاثة في القفار..
    وعقربٌ سوداء في المهد تصيءْ
    عقاربٌ  تضيء تلدغ  كالجهاد
    تطفح في سود المرايا والحداثة
    تمحي جذور الحكمة الأولى طريقاً للوصول
    تصيء في شجن القبورْ
    زحف الليالي للعبور..
    ـــ لو أنني كما السحاب
    سحابنا الوافر في السماء
    لزفرتُ عاماً أو يزيد
    ومطرتُ في كل السهول
    وبعثتُ ثلجاً في الجبال
    وملأتُ دجلة والفرات.
    لو أنني طيرٌ أطير
    لرأيت في وطني الكلام إلى الصباح
    وإلى المساء بلا حجاب
    لو أنني كالبرج عالياً
    لوشمتُ ارض الرافدين حمامةً
    وغسلتُ قاماتٍ لأطفال البلاد
    وبصقتُ في  الحرب البغيضة
    ومنحتُ من قلبي سلاماً للجميع
    وصرختُ في الأجواء أواه العراق
    يا أيها القلب العفيف
    ويا دماً تغرفه كل المناهل والحقول
    بحجة الرايات
    بحجة الرؤيا بحيرات الخداع
    بحجة التحريم والنكاح
    لو أنني لم افترقْ
    وبقيت قرب مظلتك الرخيمة
    ونقلت ماءً من فراتٍ للعيون
    " ودجلة الخير " الحبيب
    لكشفت لعبتهم
    لأن منبعهمْ عقارب من سديم
    عقاربٌ سوداء في سرادق البكاء
    ـــــ
    * ــ عبد الرحمن الداخل عندما قطع الفرات هاربا من بني العباس مع أخيه الصغير ذو الثلاث عشرة سنة الذي لم يستطع العبور فصاحوا عليه " لك الأمان فصدقهم " فرجع حيث قطع رأسه وأخذوه معهم وعبد الرحمن الداخل يتطلع نحوه .
    *ـ ذبح البشر وقطع الرؤوس أو قتلهم لاختلاف الرأي تاريخ من وحشية  يبدو انه  قد جدد تحت طائلة الأسلاف والأصول وأصبح سمة للجريمة والتطرف بحجة الإسلام وهو بريء منهم ، الإنسان هو الأعلى في إنسانيته..
    15/9/2014
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media