أنامل مُقيّدة : أمير الربيعي لقد رحلت مهموما عن الحياة
    الأثنين 29 سبتمبر / أيلول 2014 - 08:30
    جواد كاظم الخالصي
    تحدثت الى الفقيد المرحوم امير الربيعي أبا زينب  في محطات حياته الاخيرة قبل رحيله الى البارئ الاعلى  حيث وجدته يحمل هموما عديدة أولها هموم الوطن وثانيها الدين والمذهب وثالثها الحياة وما حملته من مرض ومعانات فكانت بالتفكير بالوطن يأخذ حيزا كبيرا من تفكيره لما يحيق به من مخاطر جمة وكبيرة لانها هجمة بربرية لا تبقي ولا تذر لارتباطها بهمه الثاني هو الدين والمذهب فيتألم وجوارحه تحكي قصة حياة مليئة بالحزن والتأسّي على عراق الأئمة والمقدسات وما آل اليه حاله اليوم ان يقع بين فكي الارهاب ومطامع التمزيق التي يلهث خلفها عديد من دول المنطقة بقيادة الكيان الصهيوني .
    كان الفقيد من الأصوات التي ارتفعت عاليا بوجه الدكتاتورية وعاش ظلم ذوي القربى من أبناء الوطن العربي بعد ان جاهر بصوته عاليا في مصر الكنانة التي أكملت عليه انتقام البعث وأساليبه الوقحة في التشريد والمطاردة فعملت على نفيه خارج الاراضي المصرية هو ومجموعة من رفاقه المهاجرين من العراقيين والسبب تافه جدا هو الخوف من أن ينشروا حالة التشيع لمذهب أهل البيت (ع )وهذه المحطة أفرزت لنا بالفعل هذا التفكير السادي للمنظمات التكفيرية التي تتحرك اليوم بقوة في العراق وسوريا لتضرب بأطنابها الوحشية والسادية في القتل والتهجير والاغتصاب وتدمير الحضارة وهذا هو ما كان يؤمن في الوقوف بوجهه الفقيد الربيعي وحَملَه في  تفكيره هو أينما حل ورحل من اجل ان لا تنقسم أمة الاسلام الى فئات تقتل بعضها البعض الاخر ضمن مخطط إسرائيلي في المنطقة وهو متألم منه في آخر أيام حياته بعد ان بح صوته في لقاءات تلفزيونية ومقالات. متسلسلة وحوارات متتالية هنا وهناك ويتأوه كثيرا وهو يردد لقد فعل المخطط الصهيوني الخليجي فعلته وبدأت المنطقة بالانحدار السريع نحو الهاوية والاتجاه الى تمزيق الأمة الاسلامية
    هي الآلام والمعاناة الكبيرة التي تزاحمت على صدر المرحوم أبا زينب الربيعي الذي عرفته متدينا محبا للخير وحريصا على الجيل من الشباب العراقي بين المنافي ليُحصّن الأبناء ويربطهم بدينهم ووطنهم الأم العراق من خلال المدرسة العربية التي أصر على تأسيسها في بلاد المنفى في المملكة الهولندية واللقاءات المبرمجة لأهالي الجالية العراقية وربطهم بوطنهم ودينهم ومذهبهم
    كل تلك الهموم بقي الفقيد يعيشها وهو يتقلب على فراش المرض والموت معا في صراعه المرير مع مرض عضال حتى كاد كأنه يريد القول بالتمني ان يمنحه الله فرصة  أخيرة ليبرهن حب وطنه ودينه ومذهبه كي يخرج متحدثا على الفضائيات بصوت واضح يختلط فيه كل حبة من تراب وطنه في الوقوف بوجه الهجمة البربرية التي حاربها وحذر منها قبل اكثر من عشرين عاما
    رحمك الله أيها الفقيد أبا زينب الربيعي وأسكنك الله فسيح جناته وجزاك الله جزاء المهاجرين في سبيله والهم ذويك الصبر والسلوان.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media