وجوه عند خالقها جميلة ناعمة ولسعيها راضية
    الثلاثاء 30 سبتمبر / أيلول 2014 - 05:02
    بنيحيى علي عزاوي
    ناقد مسرحي مغربي الدراماتورج
    سؤال طرح علي منذ شهور في رسالة من أحد الأصدقاء يقول:هل للوجه علاقة بتوائم الأرواح؟ الجواب الشافي حسب تجربتي العلمية في علم النفس وعلم الفراسة بما فيهما "النظري والتطبيقي"، الطويلة المدى نسبيا والتي عمرت خمسة عقود ونيف مع "المكان المقدس التآترون المسرح" أقول بلا النافية ولن القطعية...عالم "علم الأرواح" له طقوس خاصة تتطلب معرفة الذات عبر مراحل شاقة ومتعبة في العبادة المسترسلة والانعطاف في الخلوة و التي تسمى عند المتأمل الحكيم: التدرج الشعائري بالتركيز قلبا وعقا وإرادة قوية للتغلب على النفس الموسوسة وذبحها ذبحا مبينا لكي يستطيع العاشق للنور الإلهي الولوج إلى عالم النفس اللوامة التي تتطلب نقدا ذاتيا صريحا مع النفس ،وبعد هذا التأمل جدلي الصاخب يصل انسيابيا المتأمل الحكيم إلى النفس المطمئنة ..عظيم... وما أدراك من النفس المطمئنة..
    عالم النفوس للولوج في جوهرها وفي عالمها الجميل يتطلب ممارسة مشفوعة بالعلوم الإنسانية وفقه الديانات السماوية التي تفتح أبواب السعادة للوحي الموحى من لدن خالقنا العزيز الجبار. وأخيرا عندما يصل المتأمل الحكيم أو الفنان الملسوع ب:"الكثارسيس الذي هو طقس احتفال جدلي يطهر النفوس ويغسل الأدمغة من وشائج الخوف والشفقة، إلى حين يصل تدريجيا إلى "النفس المطمئنة" وتكون له قدرة يستطيع بها ترويض "الحدس" المسمى الحاسة السادسة بطقس جميل على مستوى التركيز ،حينها يكتشف الممارس أن هذا الحدس أصبح له عيونا وعقلا يعي ويتنبأ. ..أما عند "كناوة " في المغرب أو بما يسمى "لعبيد" فلهم عالم كاثرسيسي خاص منذ صغرهم. لهم"الهجهوج":(( آلة موسيقية معروفة في المغرب لها ثلاثة أوتار عازفها يستعمل الأصبع بدل الريشة التي يعزف بها الموسيقي على أوتار العود..ثم"القراقب" وهو نوع من الإيقاع المسموع مصنوعة من الحديد لها شكل جمالي راقي" طبعا زيادة على طبل كبير مصنوع بجلد الماعز")) هذه العناصر الموسيقية هي: العنصر الرئيسي لترويض العاطفة ومشاعرها الجياشة للولوج إلى معتقد غيبي مُعيَن.. إما لولي صالح أو أسماء أسطورية مرتبطة بعالم أرواح الجان والعفاريت...إذن عالم الأرواح الذي أبحث عنه في سجايا الوجوه وعلميته تتطلب مني معرفة كل العلوم الإنسانية بما فيها علم الفراسة الذي له تجربة في معرفة أعضاء الذات البشرية الداخلية ثم الخارجية ومن بينها عالم الوجه المشرق البديع الصنع من لدن الرحيم الرحمن ..الذي يعلم الإنسان بالقلم العلم من حيث لا يعلم ولا يحتسب ،في يوم من الأيام عند الله كلمح بصر الإنسان بالتمام.. قررت في هذا المقال التحدث عن عالم الذات المعقدة للبشر بإسهاب وخاصة منها الوجوه التي عند ربها وخالقها كلها ناعمة ولسعيها راضية....ما أروع العلم حين يكسو ذاتنا وعقلنا بالقسطاس والميزان.
    @الوجه الرفيع: أصحاب هذا الوجه من خلال علم الفراسة، يتميزون بنحف الوجه ولهم الخدان غائران والعينان حادتان..صاحب هذا الوجه ذو حس مرهف، مثالي يسعى للتميز بشخصيته ويعشق التحرر والاستقلال عن عالم مجتمعه، وفي كثير من الأحيان يشعر بالإحباط إذا عاكسته الأمور ومع ذلك يتظاهر أن يكون لامعا...بعض العلماء في علم النفس أطلقوا على هذا الوجه( الوجه الملكي) وأصحاب هذا الوجه غالبا من الملوك والمسئولين في مفاصل الدولة ثم القليل منهم من الفنانين العباقرة الذين يتركون بصمة إبداع جديد في أعمالهم الإبداعية أو علم لعلمهم...هذا الوجه "الرفيع" تجده في ميدانه قيادي له إصرار وصرامة ورغبة في تمام لكل شئ وإنهائه.ومع ذلك لا يستسلم للفشل الذي يحفزه أكثر بالثقة بنفسه..مثله كثمل طائر "الفنيكس" يموت ثم من رماده يحيا من جديد... ما أعظم الخالق الرحمن الذي خلق فسوي كل فرد على شاكلة منفردة بحكمة هو: القدوس ذو الجلال والقوي العزيز المقدر في كل شئ عنده في كتاب ولكل حظ في أجل عند الله بحسبان...
    ويقولون علماء علم الفراسة عن الوجوه التالية:
    @الوجه المثلث أو الجبلي: يعتبر صاحبه ذو تميز باشراقته ورسومات ملامحه، وصاحب هذا الوجه عقلاني ذو ذهن حاد ومتفائل وناقد جيد، يحاسب نفسه على الأخطاء بكثرة وهو ذو حماسة للعمل.
    @الوجه المستدير أو القمري:كثيرا ما نسمع عن تشبيهات لطيفة لأصحاب الوجوه المكتنزة كقولنا:" وجهك كالقمر" لاستدارته وجماله، والحقيقة إن معظم هذه الوجوه يميلون للسمنة ثم يعانون من مشاكل كثيرة ولديهم القدرة على التأقلم السريع مع ظروف الحياة ومواقفها الجديدة والمستجدة...صاحب هذا الوجه ينجح في الأعمال التجارية إلا انه يشعر بالملل بسرعة وعلانية واضحة في الأمور ثم يغير اتجاهه نحو عمل آخر، وأحيانا يندم على أخطائه ويسترضي أصحابها ..وهذه الأخطاء السبب الرئيسي لها في أغلب الأحيان يرجع إلى عصبيته الشديدة وانفعالاته العفوية...في هذا الوجه عند البعض تجد عنده طيبة القلب وعند آخرين الغطرسة والتباهي والعكس صحيح.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media