الحرس الوطني معناه مانريد عبد الزهره
    السبت 24 يناير / كانون الثاني 2015 - 04:28
    عباس العزاوي
    فكرت طويلا حول قدرة عبد الزهرة المذهلة على الغفلة او التغافل عما يحدث حوله وهو صابر محتسب او لنقل وجل مضطرب, ولولا الفتوى للسيد السستاني لظل يعد الاحياء من اهله بُعيد كل انفجار, ومقدار وارد الفواتح وخسائرها, فلم اجد مبرراً واحداً لموقفه السلبي طوال سنين العار والخيانة والتفخيخ الوطني السافر رغم الوضوح الذي يكاد يُعمي الابصار, فلا الاتهامات ولاالتهديدات بالذبح التي تُنشر في الاعلام جلبت انتباهه ولا اصوات الرصاص والمفخخات ايقضه من سُباته! وقبل اي يطربني احدهم بسمفونية الاخوة والوطن الواحد الموحد القوي الصامد,هل يستطيع ان يجبني على سؤال واحد ؟ لماذا لم تهدأ المحافظات الغربية منذ سقوط الصنم ولحد الان !!!؟ وقد تناوبت على حكم العراق خلال هذه الفترة خمس حكومات منتخبة !!؟؟ المحافظات التي ضُرب بها المثل ايام المقبور بالامان والسكينة في ظل نظام قمعي عائلي منحط!!! ,اريد اجابة بدون لف ودوران وفلسفة واسلوب تفحيطي لايقدم لنا اي جواب مُقنع وواقعي ولا يفتح اي باب يفضي الى حل ناجع.
    وهاهي آخر حكومة مقبولية فصلت على مقاسهم من لدن خبير حصيف, ولم تُجدِ نفعاً ايضا, ربما هناك طلب واحد لم يُسمع لحد الان ,اعيدوا لنا السلطة ونحن نعفو عنكم وربما نسامحكم على جريمتكم النكراء بقتل " شهيدنا وقائدنا"!! اي ان مشكلتهم لاتقتصر بمن هو على راس السلطة فقط  فهناك امور اخرى لم يعلن عنها بعد.
    كنا نعتقد بان كل مايحدث هو محاولات بعثية قذرة لجرالشيعة لحرب اهليه وحسب, وان شراذمه من يفعل هذا وسرعان ماينتهي الامر بعد سنتين او ثلاثة من السقوط وفي اقصى حد خمس سنوات لكن ان يستمر الامر لهذا اليوم وبنفس الوتيره  وتسقط مدينة باكملها  خلال ساعات وتكون لقمة سائغة مع وجود مليوني عراقي موصلي يدعي غالبيهم الرجولة والشهامة والفخر, تنهار بيد مجموعة من الشراذم جاءوا من خلف الحدود لايفقهون لغة البلاد ولا جغرافيتها, والانكى ان يصفق بعض السياسيين والكتاب لكياسة الدواعش مع ابناء الموصل, ولكن رغم الخيانة والتآمر استعاد العراق ثباته وردهم يبحثون عن مخابئ لرؤوسهم القذرة بعد ان هبت ملايين الرجال لانقاذ البلاد , ومرة اخرى تفشل خططهم الخبيثة باسقاط البلاد في اتون حرب طاحنة وانقلب السحرعلى الساحر وذاق اهالي الموصل اخلاق ورحمة الدواعش ذبحا وتنكيلا ورمياً من سطوح البنايات!!!
    بعد كل المحاولات اليائسة جاءت فكرة مايسمى بالحرس الوطني  كيف ولماذا لم يتضح بعد!!؟ ويبدو حسب الاخبار يريدونه على غرار قوات البيش مركَة  للجارة كردستان, وكلنا يعرف كيف يتعامل البيش مركَه مع الجيش العراقي واستقبالهم الحافل لجنودنا بعد سقوط الموصل وكيفية اذلالهم وسلبهم اسلحتهم وملابسهم العسكرية واهانة رتبهم كأنهم من دولة عدوة وليس من نفس المؤسسة التي يتاقضون وكبيرهم منها رواتبهم الشهرية ,هذا مايحلم به ساسة السنة من تشكيل الحرس الوطني الذي يرتبط بالمحافظات الغربية, وبقيادة منفصلة عن بغداد, يعني جيش اخر غير الجيش العراقي  وولاء مختلف , واستراتيجية مغايره تماما!! فقضية التوازن بين الطوائف في المؤسسات العسكرية ليست كافية ولاترضي غرور ساسة السنة لان الاغلبية ستكون شيعية في كل الاحوال, وهذا الامر يغيضهم.
    اذن الفكرة في محتواها الجوهري هو تقسيم البلاد واخراج عبد الزهرة من المناطق ذات الغالبية السنية , كما قالها من قبل الهارب سعيد اللافي, وبذلك سيكون هذا الحرس بخدمة اي معتوه من الجنرالات القدامى يريد فرض امر على الحكومة الاتحادية وسهولة اعلانه التمرد والعصيان,ناهيك عن الاعداد الهائلة التي ستلتحق به من جرذان البعث وداعش وافاعيها, والا من يضمن ان لا تلتحق هذه الزمر المجرمة بعد حلق اللحى , وانطلاق مسلسل  وعهد جديد من القتل والتخريب ولكن بغطاء قانوني.. والفاعل يبقى مجهولاً!!!

    عباس العزاوي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media