نداء الى السادة المستشارين في العراق
    الأحد 25 يناير / كانون الثاني 2015 - 03:37
    علي فهد ياسين
    أيها السادة المستشارون ، على أختلاف أختصاصاتكم ومواقعكم في (مؤسسات) الدولة العراقية ، المستحقين هذا اللقب الكبير والمهم فعلاً ، أوالآخرين الذين يشغلونه دون حق ، اسمحوا لنا نحن أبناء الشعب العراقي ، ضحايا الصراعات السياسية لأحزاب السلطة التي تنتمون اليها ، منذ سقوط الدكتاتورية التي أذاقتنا المر والهوان طوال أربعة عقود من القمع والحروب العبثية والدمار العام ، ولازالت أحزابكم تخوض صراعاتها على حساب تطلعاتنا لمستقبل آمن لنا ولأجيالنا القادمة ، كأنها تسير على منهج الدكتاتورية ، نحن الذين دفعنا ضرائب الدم وكل هذا الخراب ، من حقنا أن (نستنجد) بكم من أجل التسريع في (اقرار الميزانية) ، تأسيساً على عنوان وظيفتكم ، تاركين العناوين الأخرى التي أخفق فيها السياسيون وأخفقتم أنتم ، لأن تعطيل الميزانية لهذا العام يساهم في اضعاف قدرات مواجهة الدولة التي أنتم مستشاريها للارهاب المتصاعد في العراق ، الذي يأكل من (أحشائنا ) تلك التي أكلت منها الدكتاتورية عقود ، وتبعتها أحزابكم دون رحمة .
    نحن لانعرف أعدادكم ولاالحكومة وأحزابها كانت شفافة في توضيح أصل حاجاتها لجهودكم ، ولم تتضمن ميزانيات العراق طوال السنوات الماضية أبواباً لتكاليف (جهودكم) التي لم تساهم  في الاستقرار،الذي يمثل الشرط الاساسي في اعادة البناء ، ومن هذا الباب نحن نستدعي (جهودكم) لاستغلال فرصة الوضع الحالي الشائك في البلاد ، لتثبتوا لنا نحن أبناء الشعب ، بأنكم جديرون بمناصبكم وفاعلون فيها ومجتهدون في أختصاصاتكم وتستحقون وظائفكم وماترتب عليها ، قبل أن تحاججونا بأن مناصبكم ضرورية ، وأنكم عراقيون أصلاء تساهمون في اعادة البناء خارج التقاطعات السياسية ! .
    أيها السادة ، أنتم الآن أمام أختبار في تعديل الميزانية لهذا العام ، لتمر في مجلس النواب دون تأخير ، وهو واجب عليكم وعلى أحزابكم لايقبل أي شكل من الصراعات (المعتادة) ، أمام أخطار الارهاب المتفاقم ، عسى أن يكون دوركم هذا يشكل معيناً في مواجهة (قوائم) أتهاماتنا لكم على طريق (الغفران) الذي لانغلق بابه ، نحن شعب العراق الذي تعرفون أنتم قبل غيركم فضائله عليكم وعلى أحزابكم ، فهل تفعلون ؟ ، أم أنكم لازلتم في فضاء الاستقواءعلينا بأحزابكم وحصاناتكم الآنية ، رغم معرفتكم أن للشعوب قراءات أُخرى لتأريخ الأشخاص والأحزاب ولتأريخها معهم ؟!.
    دعونا نخاطب قيادات أحزابكم أيضاً في هذا الظرف العصيب الذي تمر به  البلاد، عساها ترتقي لمستوى المسؤولية أمامنا ، نحن الشعب المتفضل عليها ، لتبادر الى (تقليم ) الفروع الضعيفة وغير النافعة في (أشجارها)  ، وتبقي على الضامنة لقدراتها على طرح الثمار التي يفترض أن تهديها لنا ، لأن المواجهة بين الأبيض والأسود ماعادت شعارات تعلق على الحيطان !.
    فهل تفعل قياداتكم ذلك ؟ وهل يفعل بعضكم ذلك خارج سلطة حزبه ، أم تنتظر أحزابكم وتنتظرون يوماً لاينفع فيه (مالٌ ولابنون) ؟ ! .   

    علي فهد ياسين       
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media