سوريا: العدوان الإسرائيلي على القنيطرة إستفزاز مقصود..!؟؟
    الأحد 25 يناير / كانون الثاني 2015 - 03:39
    باقر الفضلي
    مع كل ما يعتري منطقة الشرق الأوسط من أجواء عدم الإستقرار ومن إضطراب إمني ، وبما تتعرض له دول المنطقة من إستفحال النشاط الإرهابي؛ في مثل هذا الوقت، أقدمت الحكومة الإسرائيلية في الأحد الماضي على عمل إستفزازي، شمل مزارع الأمل في منطقة القنيطرة السورية، وبسببه إستشهد عدد من كوادر حزب الله، وأحد القادة العسكريين الإيرانيين..!؟(1)

    فما الذي يدفع إسرائيل على القيام بمثل ما أقدمت عليه، وهي تدرك بحسها الأمني وخبرتها العسكرية، ما يعنيه ذلك الفعل في أجواء منطقة حبلى بالتوتر والإضطراب، من ردود افعال وتداعيات غير محمودة العواقب، أول المتضررين منها، هو الشعب الإسرائيلي، الذي يعيش اليوم حالة من القلق والترقب، بسبب مسلسل العدوان الذي تواصل حكومته العنصرية الإستمرار به، تحت طائلة أسباب سياسية اغلبها تدور حول نوازع الصراع بين الأحزاب الإسرائيلية المتنافسة على السلطة، وضغط اليمين الإسرائيلي المتطرف، في سياسته العنصرية الهادفة للتوسع في سياسة الإستيطان، وتكريس يهودية الدولة..!

    إسرائيل تدرك جيداً ما يعنيه العدوان على أراض دولة أخرى في حكم القانون الدولي، وما يعنيه التجاوز على حدودها، حيث لم يك العدوان المذكور، الأول في نوعه، ولا الأخير في مسلسل العدوان الإسرائيلي على جيرانها من الدول العربية، وجميعها تشكل خروقات متواصلة لميثاق الأمم المتحدة، وإنتهاك صارخ لكل قواعد ذلك القانون، ولجميع القرارات المتعلقة بالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وفي مقدمتها القرار الأممي المتعلق بمنع الإستيطان..!؟(2) 

      فالعدوان الجديد بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، يشكل إضافة لما تقدم، إستفزازاً منقطع النظير، لكل أطراف المنطقة، حيث لم تعد التبريرات الإسرائيلية ذات طابع منفرد، بقدر ما هي، تلقي الحطب في النار المشتعلة، دون حساب بأن تلك النار آخذة في السريان، لتشعل الأخضر واليابس، ولا تفرق بين الحدود أو الأجناس والأديان، بل وبات من بدهي القول، أن تصبح جميع التبريرات لشن أي عدوان، مجرد وقود لإشعال فتيل الحريق في المنطقة، أما الذرائع التي تتمسك بها الحكومة الإسرائيلية، وخاصة ما يتعلق منها بوجود حزب الله في منطقة القنيطرة السورية، فإنها لا تسمح لها بتجاهل واقع، أن إسرائيل لا تمتلك حق إنتهاك أراضي الغير، دون موافقة أو سماح ذلك الغير لها بذلك "التجاوز"، وإلا فإن تصرفها المذكور لا يمكن تفسيره بأي حال من الأحوال، وهي تعلم ذلك سلفاً، إلا إنتهاك لحدود دولة ذات سيادة، وعضو في الأمم المتحدة، وبأنه يشكل خرقاً للوائح القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة..!؟

    فما الذي ياترى، يدفع بحكومة إسرائيل تكرار لعبة العدوان على الغير، ووضع نفسها في موضع المتهم بخرق القوانين الدولية، وهي لأيام خلت ممثلة برئيس حكومتها، كانت من المتصدرين للصفوف الأولى لمظاهرة باريس المناهضة للإرهاب والمساندة لضحايا الصحيفة الفرنسية الإسبوعية شارلي أيبود من الإعلاميين، في الوقت الذي ما أنفكت فيه من رفع عقيرتها بالشكوى المستديمة من "إرهاب" الفلسطينيين، لدرجة لم تمتنع فيه وتحت تلك الذرائع من شن الحروب المدمرة ضد أبناء الشعب الفلسطيني وتدمير حضارته وتراثه التأريخي، وحرمانه من حقوقه المدنية..!؟(3)   

    ليأتي العدوان الأخير على اراضي الدولة السورية في القنيطرة، بمثابة الدليل القاطع الجديد، على النهج العدواني المستمر للحكومة العنصرية في إسرائيل ضد جيرانها، والمدعوم بتأييد الولايات المتحدة المستمر؛ أما السلام الذي تنشده الحكومة الإسرائيلية، فلا يظنه المرء، آتياً من خلال إنتظار ردود الأفعال على الأفعال الإستفزازية التي تقدم عليها الحكومة الإسرائيلية بين الوقت والآخر، تحت مختلف الذرائع والحجج الواهية، والتي تزيد النار إشتعالاً في المنطقة فوق إشتعال، وهذا على ما يبدو، ما تسعى له الحكومة الإسرائيلية، في ظل الأوضاع المأزومة بالإرهاب..!؟؟(4)
    باقر الفضلي/ 2014/1/23    
    _____________________________________________________________________________
       (1)  http://ar.rt.com/gj0n
     (2)   http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=343656     
     (3)   http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=425551
     (4)     http://www.unmultimedia.org/arabic/radio/archives/158183/index.html#.VMKrfMI5B1s
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media