مسؤول: مقتل 15 بينهم مجند في ذكرى انتفاضة 2011 بمصر
    الأحد 25 يناير / كانون الثاني 2015 - 17:55
    تعزيزات أمنية تغلق ميدان التحرير بوسط القاهرة أمام حركة المرور والمارة يوم الأحد 25 يناير كانون الثاني 2015
    القاهرة (رويترز) - قال مسؤول في وزارة الصحة المصرية إن 15 شخصا قتلوا يوم الأحد وأصيب 35 آخرون في الذكرى الرابعة للانتفاضة التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك وقالت وزارة الداخلية إن أحد مجنديها من بين القتلى وإن ضباطا من بين المصابين.

    ولم تفلح التدابير الأمنية المشددة في القاهرة وبعض المدن في احتواء احتجاجات في ذكرى الانتفاضة التي استمرت 18 يوما وقتل فيها نحو 850 متظاهرا وأصيب أكثر من ستة آلاف بحسب تقرير لجنة حكومية لتقصي الحقائق.

    وقال رئيس قطاع الطب الوقائي في وزارة الصحة هشام عطا لرويترز إن القتلى والمصابين سقطوا في القاهرة والإسكندرية ومحافظات أخرى.

    وقالت وزارة الداخلية في بيان إن المجند قتل في حي المطرية بشمال شرق القاهرة وإن ثلاثة ضباط أصيبوا بالرصاص في الحي.

    وأضاف أن سكانا من المصابين.

    وقال عطا إن أغلب القتلى سقطوا في المطرية التي تشهد اشتباكات عنيفة بين محتجين يؤيدون جماعة الإخوان المسلمين وقوات الأمن.

    وتمثل ذكرى الانتفاضة اختبارا لمدى قدرة النشطاء الإسلاميين والليبراليين الذين يواجهون واحدة من أعنف الحملات الأمنية في مصر على تحدي الحكومة.

    وتتصدى قوات الأمن للمعارضين في مصر بحزم منذ إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي حين كان وزيرا للدفاع عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في يوليو تموز إثر احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه الذي استمر عاما.

    وقتل عشرات المحتجين في ذكرى الانتفاضة العام الماضي. واتخذت قوات الأمن تدابير مشددة يوم الأحد وانتشرت في أنحاء العاصمة ومناطق أخرى.

    وقالت وزارة الصحة في بيان إن قتيلين سقطا في محافظة البحيرة في انفجار عبوة ناسفة حاولا زرعها أسفل برج يحمل خطوط الضغط العالي.

    وقالت وزارة الداخلية في بيان إن قتيلا في الإسكندرية كان مسلحا. وقال متحدث باسم وزارة الصحة إنه يبلغ من العمر 52 عاما.

    وفي أحد الحوادث استهدفت عبوة ناسفة تمركزا لقوات الشرطة خارج ناد رياضي في منطقة الألف مسكن بالقاهرة مما أسفر عن إصابة ضابطين بقوات الأمن المركزي.

    وأغلقت قوات الأمن المركزي مدعومة بجنود في مركبات مدرعة الطرق الرئيسية بما في ذلك الطرق المؤدية لميدان التحرير المعقل الرمزي لانتفاضة 2011.

    وقال شاهد من رويترز إن عددا من مؤيدي مرسي تجمعوا قرب ميدان التحرير ورفعوا صورا له في تحد نادر إلا إن قوات الأمن ألقت القبض عليهم.

    وانتشرت قوات الشرطة أيضا في منطقة رابعة العدوية في شمال شرق القاهرة حيث قتل المئات من مؤيدي مرسي عندما فضت قوات الأمن اعتصاما لهم في أغسطس آب 2013.

    وأعلنت الحكومة يوم الأحد مد حالة الطوارئ في مناطق بشمال سيناء حيث قتل متشددون إسلاميون يتمركزون في المنطقة مئات من رجال الجيش والشرطة منذ عزل مرسي.

    وبعد أربع سنوات من الاضطرابات السياسية والاقتصادية عقب الإطاحة بمبارك غض كثير من المصريين الطرف عن المزاعم بانتشار انتهاكات حقوق الإنسان وأشادوا بالسيسي لنجاحه في استعادة قدر من الاستقرار.

    واتخذ السيسي الذي كان قائدا للمخابرات الحربية في عهد مبارك إجراءات جريئة لإصلاح الاقتصاد مثل خفض دعم الوقود.

    لكن ظهرت مؤشرات على عدم الرضا قبل ذكرى تلك الانتفاضة التي استمرت 18 يوما.

    وقال علاء لاشين وهو مهندس (34 عاما) "الأوضاع زي قبل أربع سنين. وبتتجه للأسوأ. النظام لم يسقط."

    وأثنى الرئيس المصري في كلمة تلفزيونية مساء يوم السبت على الرغبة التي أبداها المصريون في التغيير قبل أربع سنوات لكنه قال إن الصبر مطلوب لتحقيق كل "أهداف الثورة".

    ويقول السيسي إن حكومته ملتزمة بالديمقراطية. وتتهمه جماعات حقوق الإنسان بإعادة الحكم القمعي لأكبر بلد عربي من حيث عدد السكان.

    ويقول معارضوه إن قوانين جديدة من بينها قانون لتنظيم التظاهر انتقصت من الحريات التي اكتسبها المصريون بعد الانتفاضة.

    حملة أمنية

    ودعا رجل الدين يوسف القرضاوي المولود في مصر والمقيم في قطر المصريين إلى الخروج في احتجاجات في ذكرى الانتفاضة وقال إن مرسي هو الرئيس "الشرعي" للبلاد. ويؤيد القرضاوي جماعة الإخوان.

    وساهم دعم القرضاوي الصريح لجماعة الإخوان في تعميق خلاف دبلوماسي لا سابق له بين قطر من جهة وجيرانها الخليجيين ومصر من جهة أخرى إذ يعتبرون الإخوان تهديدا أمنيا.

    وفي مصر اختفت احتجاجات الشوارع إلى حد كبير نتيجة الحملة الأمنية التي تشنها السلطات. لكن عدة مظاهرات نظمت هذا الأسبوع في القاهرة والإسكندرية.

    وقتلت محتجة يسارية قرب ميدان التحرير يوم السبت. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة إن شيماء الصباغ أصيبت بطلقي خرطوش في الوجه والظهر. وقال شاهد من رويترز إن نحو ألف شخص شاركوا في جنازتها بمدينة الإسكندرية يوم الأحد.

    وقال مدحت الزاهد نائب رئيس حزب التحالف الشعب الاشتراكي الذي تنتمي له القتيلة في مؤتمر صحفي يوم الأحد "شيماء قتلت بدم بارد."

    وقال هاني عبد اللطيف المتحدث باسم وزارة الداخلية لرويترز إن تحقيقا يجرى في الواقعة مضيفا "لا أحد فوق القانون".
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media