اللماذات المتكررة !
    الأحد 25 يناير / كانون الثاني 2015 - 21:32
    عبد الصاحب الناصر
    مهندس معماري - لندن
    ١ـ- لماذا المحافظة على  قيمة الدينار!
    لا نعرف هل نضحك ام نبكي على كثير من السياسين الذين  يحكمون العراق اليوم ، ام نبحث عن سبب توليهم لمناصبهم كنواب او كوزراء،  و من وراء هذه المصيبة المزمنة التي جعلت من هذا البلد مسرحا لعرض عضلات الاغبياء و الجهلة و المتبجحين و المتعالين، بالاضافة الى الاطفال انصاف الزلم .
    انا لست اقتصادي، و ربما اعرف عن العملة او قيمتها ما يعرفه الجرذ عند باب المصيدة ينتظر قطعة  الجبن في داخلها .
    لكننا نعيش في بلدان متحضرة و نعرف مبادئ، ولو بسيطة، عن الحياة و الاقتصاد .
    يتمنطق اكثر السياسيين و الاقتصاديين في العراق،  بانه من المهم جدا  المحافظة على قيمة الدينار بالمقارنة مع الدولار ، في هذه الايام الشائكة اقتصاديا و تدني اسعار النفط الى اقل من النصف مما كان عليه قبل عام .و في وقت يحتار الفكر كيف ستسير موازنة البلد ليحصل على ميزانية تفي باقل من القليل. سيصنف العراق قريبا كبلد فاشل(Failed State ) ، وكان آخرون صنفوه فاشلاً منذ سنوات! و نحن نصر  بان نحافظ على قيمة الدينار. قيمة الدينار يا سادتي ستهبط لا محالة في السوق العراقية و العالمية عموما. فانتم لستم اقوى من روسيا. كانت العملة العراقية  ثابته لان واردات العراق كانت تضخ اكثر من ( 120) مليار دولار في السنة، و كان البنك المركزي يبيع الدولار كل يوم و كل شهر ليحصل على الدينار لتمشية امور الدولة اي كان الطلب علي الدينار اكثر من الطلب على الدولار، و اليوم هناك سوق سوداء و بالخفاء لشراء الدولار  ثم بيعه بسعر حقيقي بعد شرائه من البنك المركزي بسعر  بخس   .
     ماذا ، ستعملون عندما لا يتمكن البنك المركزي من بيع العملة كما في السابق لعدم توفرها بسبب تخفيض تصدير النفط و تدني اسعاره؟ سيزداد الطلب على الدولار و ستهبط العملة العراقية، شئتم ام ابيتم . كما هبط الروبل الروسي و التومان الايراني و البوليفار الفنزولي و النايره  النايجيرية   هذه الدول التي تضررت من انخفاض اسعار النفط .
     هنا هبط الوحي على اقتصادي (دك النجف) و امامهم صولاغ، فاخذوا يشددون و في هذه الايام بالأخص يتبجحون بضرورة الحفاظ على المبالغ المدخرة في البنك المركزي (سبعون مليار دولار)، كدعم للدينار و الحفاظ على الاحتياطي الوطني من العملة الصعبة كما يقول الخبراء .بينما يذهب اكثرهم  مقترحا و لإدامة عجلة الاقتصاد العراقي و تمشية امور الدولة يذهبون  للتسلف من المصارف الاجنبية و العراقية. 

    ٢ـ لماذا لم تدفع ديون الكويت من الاحتياطي الضخم  في البنك المركزي ، بدل تأجيلها الى سنوات اخرى بعد ان يرتفع سعر النفط وترتفع  نسبة ديون الكويت وهي ثابتة  خمسة بالمئة من واردات العراق النفطية؟
    و كمية تلك الديون هبطت الى اقل من النصف كما هبط سعر النفط و كان من الاوفر و الاحسن تسديد تلك الديون مرة واحدة و قيمتها اليوم خمسة بالمئة من واردات العراق من النفط .
    لنحاول تفسير هذه (العقدة) رقميا.
    واردات العراق الحقيقة ,,,
    يصدر العراق حقيقة ٢،٦٥ مليون برميل يوميا بسعر ٤٠ دولار خلال ٣٦٠ يوماً، وستكون الواردات ٣٨،١٦٠ مليار دولار سنويا
    تحسب حصة دين الكويت  الخمسة ( ٥ بالمئة )   بعد استقطاع ديون اخرى  هي ١،٩٠٨ بليون في السنة ، المتبقي سنتان كما هو معروف اي مجموع ديون الكويت لو سددت اليوم ستكون ٣.٨١٦ بليون دولار . بينما ستدفع لهم بعد زيادة اسعار النفط   لنفرض ، ( ٨٠ )  دولار مثلا ، و زيادة الانتاج مثلا ٣،٢٥٠ ، مليون برميل في اليوم  ستكون ديون الكويت في السنة  ٤،٦٨٠ بليون دولار و لمدة  سنتان سيكون المجموع ٩،٣٦٠ بليون دولار، و الفرق هنا هو  ٥،٥٤٤ بليون دولار . و الاهم من المهم اننا نستقطع من الاحتياطي و قدره (٧٠ ) بليون  نستقطع   فقط مبلغ  ٣.٨١٦  بليون دولار .

     لكن (الاهم ) و ما لم يفكر به سياسيو العراق و بالاخص اقتصاديوه النوابغ  كالدكتور عبد المهدي وزير النفط و المدعي  الصولاغ وزير المالية الاسبق، ووزير النقل الحالي، ان يطلبوا من الكويت ان تتنازل عن الديون للمساهمة في الحرب على داعش و لمساندة العراق (الشقيق) ؟ بدلا عن لف العالم لنستلف لإعاشة الشعب المغلوب على امره ( ابدا).
    همس وزير خارجية امريكا الأسبق سايروس فانس،  في اذن صديق له  بعد زيارة السادات  المفاجئة لاسرائيل قال لا نعرف ان كنا  سنرد اي  طلب للسادات مهما يكن كبيرا لو طلب  ذلك قبل زيارته لاسراـئيل؟ لا اعرف ماذا سيقول الغرب لو طلب العراق منه اي مساعدات مهما تكن  كبيرة لان اهل العراق و جيشه يحاربون  الدواعش دفاعا عنهم و ميزانيتهم خاوية الا من الاستحقاقات التركية  حسب الاتفاقية الاخيرة ( 20 ) مليار دولار. ولا اعرف هل طلب العراق من تركيا ان تخفض اجور انبوب النقل لانخفاظ اسعار النفط اليوم. كلا، لان العراق غني كما قال السيد العبادي في لندن !
     
    الـ (لماذا) قبل  الاخيرة , سيجبر العراقيون من لهم راتب اكثر من مليون ونصف ان  يستغنوا عن جزء من رواتبهم كادخار اجباري  للمساهمة في المجهود الحربي، وهذا الادخار في زمن ما بعد البذخ الفاره لاحدى عشرة سنة الماضية الذين لم يشملهم، بل كانت هناك وعود فقط. بينما تتعدى رواتب ( نواب الشعب) احد عشر ضعفا من اعلى راتب شخص اختصاصي عراقي، علما ان  لكل نائب رواتب لثلاثين شخص حماية، تعطى رواتبهم للنائب مباشرة، ان كانت عنده حماية ام لا مع مخصصات السفر و وقود السيارات وغيرها. و يتبجح هؤلاء النواب بانها مبالغ قليلة بل تافهة مقارنة مع الموازنة. و يعين رئيس جمهورية العراق، السيد الورع المؤمن  فؤاد معصوم ابنته التي كانت نائبة، و لها راتب تقاعدي اكثر من ستة آلاف دولار شهرياً، اخرجها و فسرها هذا الورع بانها حاجته الوظيفية. الا يستحي هؤلاء من الشعب العراقي من هذه التخريجات و الصلافة التي جاوزت كل حدود اللياقة و احترام ذكاء الانسان العراقي؟ ورحم الله الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم الذي وجدوا في حسابه بعد اعدامه مبلغاً لا يزيد على (16,400 ) دينار و هو برتبة فريق ركن، و رئيس وزراء العراق لمدة اربعة سنوات و نصف.

    الـ (الماذا الاخيرة ) كم سيتبرع عمار الحكيم  وهو سليل الامام على ابن ابي طالب (ع)، امام المتقين ابي تراب وعمار (الحكيم)  من اغنى اغنياء العراق ؟
    يتمت الشعب بعدك  يا ابن قاسم ، اكثر من مليونين مهجرين في بلدهم، و اكثر من خمسة  ملاين مشردين  في ديار الله من اقصاه الى اقصاه،  من غير الذين غرقوا في بحار الله وصاروا طعاماً للأسماك .

    عبد الصاحب الناصر
    لندن في 24/01/2015
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media