قبل ان نفكر بالفوز علينا ان نتعلم كيف نحتفل بالفوز
    الأثنين 26 يناير / كانون الثاني 2015 - 21:23
    علاء الأسدي
    تكررت عمليات الرمي في كل مناسبة سواء افراحنا وبما فيها الفوز الرياضي العراقي بل تعدى هذا الامر ليصل حتى الاحزان تطلق عيارات النارية بشكل مستفز للشعب العراقي ودائما نتيجة هذه التصرفات الطائشة والغير لائقة بنا بلد الحضارات والعلم والمعرفة بان نقتدي بعادات دخيلة على مجتمعنا وعوائلنا

    كانت في الماضي هي عادات قروية ولكنها اقتحمت المدن وبالخصوص العاصمة بغداد التي تقف اليوم بشكل فعلا يبعث بالقلق من هذه الاستفزازات والسلوك الشاذ الذي راح فيه قبل ساعات الكثيرين من الابرياء والطفولة من شعبنا العراقي بسبب طيش ثلة لا تعرف كيف تعبر عن فرحتها بفوز ابطال العراق في كرة القدم والتي هي فرحة كل العراق وكل العراقين فلما تصادر فرحة غيرك وتمارس عمل نتيجته قتل الابرياء وتشويههم واعاقتهم بشكل دائم ؟

    الموضوع في غاية الخطورة في وقت نحن نحارب الارهاب الداعشي البعثي المجرم فمن كان صاحب خبرة وشجاعة فليذهب الى جبهات القتال مع جيشنا وشرطتنا وحشدنا الابطال فليس من الرجولة بان تحاول ان تثبت قوتك وانت في سطح دارك ترمي بشكل عشوائي غير مسؤول ولا مبرر فما هي للذة هذا السلوك ؟ الصوت ام قتل الابرياء من الضحايا ؟

    اذا الحمد لله على خسارة اليوم امام كوريا الجنوبية مادامنا لا نعرف كيف نحتفل ولا نعرف كيف نعبر عن فرحتنا في عرس وطني عراقي رياضي,  فالتقصير ليس مبرر سواء من المجتمع او من الدولة التي تغاضت كل هذه السنين عن حالة الرمي وعن حالة استيراد الاسلحة للاطفال فكلها تصب في خانة واحدة هي التخلف والتعمد على التخلف وفكرة العسكرة للحياة المدنية العراقية, كما ان الاعلام العراقي كان مقصرا في توجيه المجتمع عن طريق فتح مساحات للاحتفال بعد كل فوز وفرحة وطنية ومشاركة وتنظيم وادارة هكذا احتفالات حالنا حال العالم المتحضر
    كما ان المسؤولية عدلية وقانونية هي على عاتق الجزاءات المتراخية مع هكذا حالة هي سبب للتمادي على الناس الابرياء فلما المجرم له عشيرة تحميه والضحايا لهم الصبر والسلوان !!
    اذا هناك عدة فجوات في العدل والقوانين الصارمة الرادعة التي من شانها ان تردع وتوقف كل من يحاول كسر القانون جزائيا وبشكل منصف مع ما تسبب به من جرائم لا زالت تحت اسم مرتكب الجريمة  باسم مجهول. 

    الفوز ببطولة رياضية له علاقة بالسلوك الاخلاقي من ابجديات الرياضة هي السلوك الاخلاقي فلا داعي بان نفوز مادامنا لا نعرف كيف نحتفل وكيف نعبر عن فرحتنا بشكل انساني واخلاقي وبشكل لائق وحضاري مدني يعكس صورة افضل عن مجتمعنا وشعبنا العراقي الاصيل

    علاء الاسدي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media