ربيع الموصل الثالث
    الثلاثاء 27 يناير / كانون الثاني 2015 - 19:13
    علي شايع
    متى ستبدأ معركة تحرير الموصل؟.. وأي القوات ستشارك فيها؟.. وما الذي انتهت إليه الاستعدادات لخوض "المعركة المصيرية" مع طول تأهب دولي؟..وما هي الوسائل المقرّر إتباعها لتجنيب المدنيين مخاطر المواجهة؟.. أسئلة أولت لإجابتها كبريات الصحف العالمية اهتماماً كبيراً، عبر مقالات للرأي وتقارير تبحث في الشأن العراقي، وتواكب في متابعاتها اليومية بعناية متزايدة ، مجريات الأحداث في أرض معركة ما عادت شأن العراق وحده.
    وبهذا الخصوص تابعت صحف واسعة الانتشار اللقاءات الأخيرة التي جرت في العاصمة البريطانية ل 21 دولة يشكل مجموعها التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
    صحيفة (التلغراف) البريطانية نشرت مقالاً لوزير الخارجية البريطاني (فيليب هاموند) تضمّن في محتواه رسائل وجهها لملتقى التحالف، ذكّر فيها بما يواجهه العالم من تحديات، بدأت تتجاوز الخرائط والمسافات وتوسع نطاق الصراع. واصفاً أيديولوجيا التطرف بالسموم التي صارت تلوث الأرض. ومعتبراً إن القضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق وسوريا، لن يكون نهاية للتحدي، وبحسب (هاموند)، فإن الخلاص سيكون بالوقاية من شرور توسع الفكر المتطرّف، والبحث عن حلول جادة وعملية لتحجيمه. ومشدّداً على ضرورة نبذ فكرة ترك تلك المواجهة؛ في إشارة منه إلى الأصوات المعارضة لمشاركة بريطانيا في التحالف الدولي، والداعية إلى تقليل الإنفاق على العمليات العسكرية، مبيناً أن القضية أصبحت أمراً يتعلق بحماية المواطن البريطاني، وإن كانت المعركة التفصيلية تدور في أراض بعيدة، ف"السعي لتشكيل دول إرهابية توسعية، يعني جهداً جاداً للتخريب والتدمير." ومؤكداً على إن دعاة الديموقراطية وحرية التعبير، وحرية العبادات، وسيادة القانون، عليهم أن يتأملوا المشهد، وما سيكون الحال لو تمكّن تنظيم "داعش" الإرهابي من تحقيق دولته بما هي عليه طموحاته الظلامية.
    ويمضي وزير الخارجية البريطاني في مقاله بإحصاء ما نفذته دول التحالف من طلعات وضربات جوية صميمية ناجحة، مفصحاً عن مساهمة بريطانية استثنائية وضعت العراق في أولويتها، وبحسب ما ذكره الوزير كمسؤول مطلّع على الاستراتيجية البريطانية في التعامل مع الشأن الخارجي، فإن إرسال الخبراء والمستشارين العسكريين مهمة مدروسة ومخطط لدورها البارز، حيث "لا يعوّل في البعد النهائي للمشاركة البريطانية في المواجهة، على القصف الجوي فقط، لأنه لن يكون كافياً لتحقيق الانتصار الميداني التام."
    صحيفة )وول ستريت جورنال(الامريكية تابعت بدورها ملتقى التحالف في لندن، وركزت باهتمام على صورة نشرتها لرئيس الوزراء حيدر العبادي وهو يقف في مؤتمر صحفي مشترك بين وزير الخارجية الامريكی جون كيرى  ونظيره البريطانى فيليب هاموند، معتبرة إنها صورة افتراضية لمعنى أشمل في وجود العراق بين حليفين وقفا إلى جانبه منذ سنوات.
    اليومية الأمريكية التي تنفرد بأخبار السبق أوردت تصريحات مهمة للمسؤول الأول في القيادة المركزية للجيش الأمريكي الجنرال لويد أوستن، أكد فيها بدء الاستعداد الأمريكي للشروع بهجوم في مقتبل الصيف، وربما في الربيع، مبينا أن "الاستعداد  سيشمل انتقاء وحدات خاصة للتدريب العسكري، تملك خبرة عالية، ومهارات مميزة بمجالات الهجوم، لتنفيذ خطة محكمة ستبدأ بقطع طرق الإمداد الموصلة لإرهابيي "داعش" ودعم الجيش العراقي بالسلاح والمعدات.
    وفي ما يتعلق بقضية تسليح الجيش العراقي نشرت صحيفة (الاندبندنت) البريطانية في تغطيتها لاجتماع دول التحالف نص دعوة رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى ضرورة جدولة ديون العراق  من عقود الأسلحة اشتراها في الفترة الأخيرة، مع الحاجة إلى تسليح آني وتأجيل للدفع.
    الاندبندنت رأت إن مطالب العراق في قضية تسليح الجيش، وجدولة ديون الأسلحة، صارت قيد الدراسة الجادة، مبينة إن ما تقدم به (العبادي) سيلاقي استجابة فعلية لعدة أسباب من أهمها سعي التحالف الدولي للحفاظ على وحدة العراق ونظامه الديموقراطي، والرغبة الدولية بالتخفيف من معاناة المواطن في عموم البلاد.
    وأهتمت اليومية البريطانية في أحدى صفحاتها بنشر تقرير عن مدينة الموصل يؤكد ما نقلته الصحيفة عن خطاب (العبادي) الذي حث  دول التحالف والمجتمع الدولي على النظر إلى ما يكابده أهالي الموصل من ظرف بائس تحت جور وسيطرة التنظيم الإرهابي المتوحش.
    وأفردت الاندبندنت حيزاً مهما يعرف بالعديد من الجرائم التي ارتكبتها العصابات الإرهابية في المدن والمناطق التي احتلتها، وأصبحت تحت تحكمها، حيث تفشت الأوبئة والأمراض بسبب النقص في الخدمات الصحية والتلوث.
    وكعادتها بنقل التقارير الصحفية الجريئة من أرض المواجهة، عبر مراسليها الميدانيين، نشرت صحيفة (الأوبزرفر) البريطانية تقريراً مطولاً اخترقت فيه أحد معسكرات تدريب تنظيم "داعش" الإرهابي، لتكشف عن كثب تفاصيل مثيرة عن الممارسات التي يتبعها التنظيم في عمليات غسيل الأدمغة، والتدريب على العنف. وينقل كاتب التقرير عن أفراد تحدث إليهم في المعسكر، كشفوا له عن ورطتهم والعشرات ممن غرّتهم الدعاية الكاذبة، فالتنظيم الإرهابي في واقعه الميداني يتعامل مع أفراده بمنتهى العنف والوحشية، وبحسب الصحيفة، فإن قضية تعذيب أفراد من التنظيم أو تصفيتهم، مسألة يومية ومشهودة ويتخذها قادة"داعش" كوسيلة ترهيبية.

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media