عجل، فالعالم الجديد لا ينتظر أحدا !
    الخميس 1 أكتوبر / تشرين الأول 2015 - 19:21
    ملهم الملائكة
    يسارع الناس إلى اقتناء كل اختراع الكتروني جديد، ومع كل جديد يقتنونه، يتغير شيء في حياتهم وهم لا يشعرون. بائعات الخبز والدجاج والبيض في أسواق العراق، يتحادثن الى العالم بالهاتف المحمول. قبل يومين أجريت حوارا صحفيا من ألمانيا عبر الهاتف المحمول للسيدة أم فالح وهي تبيع البيض في سوق بغداد الجديدة !

    وهكذا فأن من يظن أنّ العالم الجديد ينتهي عند شاشة ولوح مفاتيح كومبيوتره الأنيق الذي انفق على شرائه 700 دولار واهم، ومن يظن أنّ الموبايل أيفون اس 6 الذي اشتراه بخمسمائة دولار يعني انه وصل الى نهاية العلم واهم، ومن درس في كلية العلوم قبل 20 عاما وبقي يتابع النشرات العلمية باللغة العربية ويدعي العلم فهو واهم. ومن يظن أنّ الوصول الى الفضاء هو ترف لن يصل بالإنسانية الى أي مكان فهو واهم.
    المشكلة أنّ التغيير لا يتوقف، ولا ينتظر أحدا، فماذا على المخضرمين ان يفعلوا؟ والمخضرم وفق المفهوم العصري هو من تجاوز عمره 30 عاما، فهو الذي عاش قبل الألفية الثالثة، وعايش انقلابات التاريخ التي فرضتها الألفية الثالثة !
    الاكتشافات
    مرور سريع على عناوين مكتشفات نشرها موقع نيوز ديسكوفري يكشف للمرء مدى جهله في المكتشفات :
    الكونكريت يمتص مياه الفيضانات في دقائق.
    صور أثقل زواحف العالم وزنا .
    العثور على عظام موناليزا.
    العثور على كلية الطفل داخل رحم أمه.
    الخفاش يمتلك حزاما ناقلا في لسانه.
    كيف هي رائحة الموت؟
    هذه عناوين سريعة من مرور خاطف على موقع عالمي للمكتشفات، ووجدت نفسي أطالعها بشغف وإعجاب وذهول، فكيف لو نتابع كل ما يصدر بالدقائق كل يوم؟ اسأل نفسك هنا، كم خبرا من هذه تعرف؟ في الغالب ولا خبر منها، كما هو الحال معي !
    الاختراعات
    اما المخترعات، فشأنها أهم وأخطر، فالعالم يخترع شيئا جديدا كل دقيقة، والمؤسسات الكبرى في العالم تطرح حلولا واقعية لمشكلات البشرية بشكل يومي.
    على النت موقع اسمه " امبورنك بيبل نتوورك " وهو تابع لمؤسسة سيمنس التجارية، لكنه يعرض مجانا حلولا عالمية لمشكلات الناس عبر الزمن. المشكلات مقسمة في أبواب، حسب احتياجات المجتمعات البشرية، وأختارُ منها على سبيل المزاح موضوع القمامة والنفايات باعتبار أنّ مدننا نظيفة إلى أسوأ حد ! :
    * حقيبة كبيرة محمولة على الظهر لنقل الغاز البيولوجي ( الميثان وثاني اوكسيد الكربون) عبر الغابات ، فيجري تشغيل القرويين الذين يسكنون الغابات في البرازيل دون تخريب الغابات . ( اختراع فاز بجائزة هذا الشهر لأعظم مخترع صديق للبيئة).
    *مشروع المدينة الصحية في بيرو، يقوم على تشغيل الناس في تدوير القمامة بشكل منظم، المشروع تحول بجهود القائمين بجمع وتدوير القمامة الى شركة مساهمة، يحمل أسهمها العاملون أنفسهم، وقيمة الأسهم اليوم في السوق العالمية وصلت الى 50 مليون دولار( من جمع وتصنيف وفرز وإعادة تدوير القمامة والزبالة والفضلات).
    *مشروع التدوير الثلاثي للنفايات في شيلي اثبت أن بالإمكان تحويل جامعي القمامة في الشوارع وعمال النظافة عموما إلى مؤسسات اجتماعية تنظم تداول القمامة، وتنهي مشكلة الفضلات والنفايات وتشغل أيدي عاملة غير ماهرة وصل عددها في حالة تجربة شيلي الى 400 ألف عامل نظافة( علما أن عدد سكان شيلي اليوم هو 18 مليون نسمة).
    *مراحيض متنقلة للتجمعات السكانية العشوائية والمؤقتة ( للنازحين والمهاجرين والمشردين خصوصا). هذا الاختراع في هايتي ، يقوم على نشر مراحيض محمولة بدون مياه، تقوم بعزل الفضلات الصلبة ( الغائط) عن الفضلات السائلة ( البول) ، ثم نقلها إلى مصانع أسمدة قريبة تقوم بتحويلها إلى أسمدة، بطريقة عصرية سريعة لا تتطلب تجفيفها بالهواء وضوء الشمس.
    المشروع نجح في خدمة مليون ونصف مليون مشرد بسبب الزلزال، وفي تشغيل نحو 50 الف عاطل عن العمل من سكان المخيمات أنفسهم. ويحقق اليوم أرباحا تصل إلى 30 مليون دولار في العام. عدد نفوس هايتي اليوم هو 11 مليون نسمة وهي بلد بلا موارد ومن أفقر بلدان العالم وأكثرها "تخلفا" !
    الغريب هنا أن كل هذه المشاريع تجري اليوم في أمريكا اللاتينية (الجنوبية) ، ولا يوجد مشروع واحد منها في الشرق الأوسط المشغول جدا بحروب الإيمان والتحريك والعقيدة.
    كنا نتحدث عن الاختراعات والاكتشافات فرست سفينتنا إلى شواطئ العراق الغاصة بمشكلات الناس المتداخلة المتفاقمة التي لا يفكر أحدٌ في حلها لأن أهل السياسة يرون في العلم عدوا يهدد مصالحهم وعقائدهم السامية !

    **نشر هذا الموضوع على موقع الحوار الممدن ويعاد نشره هنا بالاتفاق مع أصحاب العلاقة. خريف 2015
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media