أكثر من عام مرت على إطلاق العراق لقمره الصناعي الصغير "دجلة سات" Tigrisat في التاسع عشر من حزيران 2014  الى الفضاء الخارجي من منطقة يازني الفضائية في جمهورية روسيا الاتحادية، بواسطة الصاروخ دنيبر ليستقر على إرتفاع 620 كلم عن الارض وليدور حولها 16 مرة يومياً ويمر فوق سماء الوطن أربع مرات بفترة اتصال تتراوح بين 3-12 دقيقة . ذلك في أنجاز علمي قد يُقدر له أن يكون فاتحة عهد جديد لدخول العراق عصراً تكنولوجياً فضائياً جديداً ، قد تكون البداية خجولة ومتعثرة بعض الشيء ولكننا بذلك وضعنا الحجر الأساس لخطوة تفاؤل قد تكون مشجعة لو أننا استلمنا بعضاً من الصور التي من المؤمل أن يرسلها القمر دجلة وتلتقطها محطات التتبع والسيطرة الأرضية للقمر والتي وعد بها المتحدث الرسمي باسم الوزارة العلوم والتكنولوجيا السيد عادل مهدي صالح ، في حديثه لأحد الصحف المحلية من أن "القمر دجلة سيلتقط الصور قريباً وستقوم الوزارة حينها بنشرها عبر وسائل الإعلام".
مايزيد عن ثلث عمر القمر دجلة التشغيلي البالغ ثلاث سنوات قد أنقضى ولازلنا بإنتظار الصور التي سيرسلها القمر الى المحطة الارضية على أمل أن يدفعنا ذلك الى إضفاء نوعاً من التفاؤل على مستقبلنا المبهم ولنحرك عقول أبناءنا التي قاربت على الصدأ بسبب سوء التخطيط في أغلب مشاريعنا الصناعية ، نحن بحاجة ماسة الى دفع بشبابنا لإرتياد مستقبل أفضل وعلينا توفير السبل لذلك والمشاريع النوعية الجديدة تولد لدى مهندسينا وفنيينا الفرصة للتعرف أكثر على وجه العالم التقني الجديد الذي سبقنا بخطوات عدة .
ملياراتنا اليوم في الفضاء ، وأعتقد ان وجودها في الفضاء خيراً من ذهابها الى جيوب المفسدين كما يحدث مع آلاف المشاريع الوهمية التي رصدت  ، كما أن إنفاقها على تدريب أبناءنا في الجامعات الاوربية في هذا التخصص الفضائي قد يساهم تطوير قابلياتهم فالاستثمار في البشر من أهم الاستثمارات التي يعكف العالم على تنميتها لتطوير موارده البشرية ، كما حدث مع هذا القمر الصغير التجريبي الذي صنعه طلاب عراقيون درسوا 14 شهراً بجامعة لاسفانزا الإيطالية .
كلنا أمل أن تتوسع تلك الخطوات على طريق صنع قمر صناعي أكبر حجماً ونوعاً ليوفر للعراق ملايين الدولارات التي ينفقها في مجال الاتصالات والطقس والقنوات التلفزيونية الفضائية وليكون لنا تخصصاً قد يساعد في دعم حربنا الشرسة على الارهاب بعدما تناقلت صحيفة الخليج الاماراتية خبراً عن مصادر أمريكية عسكرية أكدت إيقاف التصوير والدعم الجوي لتحركات تنظيم «داعش» في الرمادي ، المصادر قالت إن التصوير الجوي للطائرات الأمريكية وتزويد قوات الأمن العراقية على الأرض بالمعلومات توقف في أعقاب إعلان العراق انضمامه للتحالف الرباعي الذي يضم روسيا وإيران وسوريا . نحن بحاجة ماسة لقمر عراقي متكامل كي لا تضل مقدرات العراق رهينة بيد الآخرين .
لنعمل بجد على صنع قمرنا الخاص ليساعد بقوة في مراقبة تحركات الارهابيين ويقدم دعماً معلوماتياً لقواتنا المسلحة وليساهم في تحرير مدننا المغتصبة والجميع يدرك بما فيهم القائمون على الامر حجم التحديات التي سيواجهونها في ذلك ولكنها أقل بكثير من التحديات الكبيرة التي يواجهها وطننا . حفظ الله العراق .

زاهر الزبيدي
zzubaidi@gmail.com