أغبى رئيس وزراء
    الثلاثاء 6 أكتوبر / تشرين الأول 2015 - 08:07
    أياد السماوي
    كنت أعتقد أنّ توصيف السيد عزّت الشابندر لرئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي أنّه أغبى واحد في حلقة حزبية , به نوع من التّجني على الرجل , لكنّ الأيام والأحداث السياسية في العراق قد أثبتت بما لا يقبل الشك أنّ ما قاله الشابندر بحق العبادي هو تشخيص صائب ودقيق , فالتأريخ سيسجل هذه الميزة حصرا للعبادي بأنه أغبى رئيس وزراء في تأريخ الدولة العراقية الحديثة , وغباء العبادي لا يقتصر على بلعه الطعم المقدّم له من قبل أعداء حزبه وقبوله خيانة زعيم حزبه والانقلاب عليه , بل يتعدّى ذلك لاستعداده الدائم لابتلاع أي طعم يقدّم له من أي جهة دون أن يعي أنّ هذا الطعم قاتل له ولحزبه , فالهجوم الذي شنّه العبادي بعد رجوعه من نيويورك على زعيم حزبه نوري المالكي وتوصيفه له بالقائد الضرورة , هو تجسيد لهذا الغباء المفرط , فإذا كان نوري المالكي قائدا للضرورة كالمقبور صدّام وقد أفرغ ميزانية الدولة لأهوائه وأغراضه الانتخابية , فهذه يعني أنّ الانتخابات التي جاءت بخمسة وتسعين مقعدا لائتلاف دولة القانون كأكبر كتلة في البرلمان , باطلة , وكلّ ما يترّتب على باطل هو باطل أيضا , وبالتالي فإنّ منصب رئيس الوزراء الذي يشغله العبادي هو باطل ولا يستحقه وعليه التّخلّي عنه فورا .

    ومن جانب قانوني إذا كان المالكي غير حريص على أموال الشعب ويفرّط بها يمينا وشمالا على أهوائه دون وازع من ضمير أو أحساس بالمسؤولية الوطنية , فاين كان العبادي عن كل هذا وهو رئيس اللجنة المالية في الدورة السابقة لمجلس النوّاب ؟؟ أليس من صلب مهام اللجنة المالية الرقابة على أموال الدولة ؟؟ ولماذا لم يعترض على تصرفات رئيس الوزراء ويطالب بمسائلته عن هذا الهدر في المال العام ؟؟ أم أن العبادي لم يكن يعلم بهذا الهدر في المال العام ؟؟ وماذا كان يعمل العبادي في اللجنة المالية وهذا الهدر والضياع للمال العام يجري أمام عينيه ؟؟ ثم أليس المالكي زعيما لحزب الدعوة وائتلاف دولة القانون حتى هذه اللحظة ؟؟  ألا تشّكل هذه التصريحات إدانة صريحة للحزب والائتلاف الذي ينتمي إليه حيدر العبادي ؟؟ وهل يوجد غباء أكثر من هذا الغباء ؟؟ .

    فنوري المالكي الذي كان رئيسا للوزراء لدورتين متتاليتين , كان قد وصل لهذا المنصب كونه بديلا لزعيم الحزب إبراهيم الجعفري في المرة الأولى وزعيما لحزب الدعوة وائتلاف دولة القانون في المرة الثانية , واي إدانة له هي إدانة للحزب الذي ينتمي إليه والائتلاف الذي يقوده , وهذا لا يعفي العبادي من المسؤولية القانونية والأخلاقية , كونه أحد قادة حزب الدعوة ورئيسا للجنة المالية في مجلس النوّاب العراقي , وإذا كان العبادي يتصوّر أنّ هجومه اللا أخلاقي على نوري المالكي واتهامه له بالفساد والتفريط بالمال العام قد يعفيه من المسؤولية ويقرّبه من أفئدة أبناء الشعب العراقي , فهذه هي طامة الغباء الكبرى , فالمالكي الذي أحبه أبناء شعبه لم يطعن أحدا من الظهر ولم يتآمر على رفاق دربه , فالطعن من الظهر ليس من شيم الشجعان , بل هو فعل الجبناء واهل الغدر والخيانة .

    أياد السماوي / المنتدى الإعلامي الحر في العراق
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media