العبادي يحمل الحكومات السابقة مسؤولية هدر الموازنات لسوء الادارة
    الثلاثاء 6 أكتوبر / تشرين الأول 2015 - 19:54
    بغداد (أين) - حمل رئيس الوزراء حيدر العبادي، الحكومات السابقة مسؤولية هدر الموازنات المالية "لسوء الادارة" عادا عملية الاصلاح التي يتبناها بـ"الطويلة والمضنية".
    وقال العبادي في كلمته خلال مشاركته بحفل افتتاح مستشفى [الكفيل] التخصصي لحساب العتبة العباسية في كربلاء اليوم "لدينا مشكلة في ادارة الدولة وهي مشكلة حقيقية، وهناك ترهل ونوع من الهدر العام لموازنات متكررة للدولة العراقية وبعض هذا الهدر هو سوء الادارة والتنظيم وعدم الاهتمام، وهذا اهم مفصل من مفاصل الفساد في الدولة".
    وأضاف "هناك مشاريع تنجز لكنها لا تقدم خدمة، وهناك مشاريع منجزة بنسبة 90% ونبقى ننتظرها لذا علينا النظر الى حجم الواردات التي تم تخصيصها لهذه المشاريع لكنها بالفعل لا تقدم الخدمة المرجوة منها وهذا اعتبره فسادا 100%، وهو دليل على عدم الكفاءة وعدم تحمل المسؤولية وسوء الادارة بشكل عام".
    وأشار الى ان "مقاومة التغيير ينشأ من حالة فساد الفاسدين الذين لا يريدون تنظيم الامور، لانه سيشل حركتهم، لذلك سيقاومون، لان الاصلاح سيمنع يدهم من الوصول الى المال العام، كما ان هناك معترضين جهلاً، ويتصورون ان مصالحهم ستتضرر".
    وتابع العبادي ان "الاعتماد فقط على الواردات النفطية امر غير صحيح، وهي يجب ان تكون لدعم واردات الاقتصاد والبنى التحتية وزيادة الكفاءات العراقية، اما اليوم وبسبب هذا الاعتماد الكبير عليها نجد صعوبة بالغة في تأمين الواردات، وبنفس الوقت مطلوب من الدولة خوض حرب شرسة مع الارهاب وتامين الخدمات والرواتب للمواطنين والموظفين".
    وأكد "نحن امام معضلة، وأحد اسبابها هو الانفاق في المراحل السابقة، والانفاق على امور غير اساسية كان يفترض ان تتجه نحو البنى التحتية وخلق فرص عمل جديدة بدلا من الاعتماد على الوظائف الحكومية".
    وأضاف رئيس الوزراء ان "الطاقات الموجودة في المجتمع كبيرة ونفتخر بها بالاضافة الى التي هاجرت بسبب سياسات النظام السابق او خلال الفتنة الطائفية التي حصلت في العراق بعد 2003 أو من غادرت لكسب وعمل، وهذه يجب ان تتوفر لها الظروف الموضوعية لعودتها، ولكن الكفاءة لا تستطيع العمل لوحدها وانما تحتاج الى منظومة ترعاها للاستفادة منها ونحن نحتاج لها وجهودنا بالاصلاح هو ايجاد مثل هذه المنطومة".
    وذكر العبادي ان "هناك ترهلا وروتينا في الدولة وحتى في مجلس الوزراء، فقرارته التي ينجزها تتعطل بدوائر الدولة، واليوم نعمل من خلال الاصلاحات على ازاحة هذه العقبات التي تواجه المواطنين، وقد شرعنا بتبسيط اجراءات الحكومة وهي تتعلق بخدمات المواطنين ومنها في المعاملات الرسمية".
    ولفت الى ان "العراق اليوم فيه صفتان متناقضتان، الاولى ان العراق ارض بكر للاستثمارات وهي مغرية ونحن نحتاج كل شيء والمستثمرون يفتشون عنها، وفي المقابل هناك ناحية متناقضة وهي الروتين والعرقلة، والمستثمر ينظر لها بشكل سلبي".
    وأشار الى ان "مشروع مستشفى [الكفيل] يمثل حالة من التقدم في المجتمع ونامل تكرارها في كربلاء وبمحافظات اخرى لكي تكون بيئتنا مشجعة للاستثمار وهذه جزء من الاصلاحات التي نقوم بها بالاضافة الى الضرب على ايدي الفاسدين فلا يمكن ان يضحي ابناؤنا في جبهات القتال ويدافعون عن المقدسات والبلد وفي نفس الوقت نسمح بوجود فاسدين بيننا تمتد ايدهم الى المال العام".
    واستطرد العبادي بالقول ان "البعض يقول اننا لا نستطيع ان نحارب الفساد، ونقول لن نسمح بأي فساد نكتشفه ولدينا الادلة عليه ولا يجوز ان تكون هناك مسامحة في هذا الجانب وان القصاص ليس للانتقام وانما لصلاح المجتمع وتحقيق العدالة فيه".
    وعن الاوضاع الامنية أكد القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي وجود تقدم بها، قائلا "اليوم نحقق انتصارات باهرة في جبهات القتال وتقف معنا الكثير من الدول لمصلحتها ونحن لا نشك بذلك ولكنها مصلحة مشتركة فالعدو الداعشي يهدد الجميع".
    وأضاف ان "المجتمع الدولي بدأ اليوم يستوعب هذا الخطر، وان الهجرة من مئات الاف البشر ينزحون لدول اخرى تمثل خطرا على الوحدة الاجتماعية لتلك الدول وتستنزف ثرواتها، لذا يجب ان نحاول كسب اي مساعدة نستطيع الحصول عليها، ولكن يجب ان تكون تحت احترام السيادة العراقية".
    واكد رئيس الوزراء ان "القتال على الارض لا يتم الا من قبل العراقيين وهناك شائعات كثيرة غير ذلك لكن نحن نستعين بجهود دولية وهناك غرفة عمليات تنسيق استخباري تضم روسيا وسوريا وايران بالاضافة الى العراق وهي فكرة جرى التفاهم عليها قبل 3 اشهر، ولكن لحد الان لم نبدأ بالعمل الحقيقي، وتم تسريب الفكرة قبل ايام".
    واستدرك بالقول "لا توجد اي نية او خطوات لايجاد اي قوات اجنبية مقاتلة على الارض العراقية وهذا ما نؤكده دائما ونعتبر وجودها في العراق خرقا للسيادة العراقية ونحن لا نريد عودتها مرة ثانية لا على المستوى التفاهم او الاحتمالية ايضا".
    وأوضح "أما مسالة الغطاء الجوي فهو لا يتم الا بموافقة عراقية وكل رحلة وعبور لطائرات الاستطلاع والارضاع الجوي فوق سماء العراق يجب ان يوقع عليها عراقيا ولا توجد موافقة بالجملة وانما كل موافقة تتم على حدة وهذه الموافقة تتدرج مرجعيتها فبعضها تحتاج الى موافقة القائد العام للقوات المسلحة وبعضها لوزراء وبعضها من جهات تنفيذية اخرى كونها تشكل مساعدات انسانية".
    ولفت الى ان "لدينا طائرات مقاتلة F16 عراقية وقد نفذت ضربات بعدة مواقع في الحويجة والانبار ونينوى وكانت ضربات مباشرة وموجعة وهذه بقدرات عراقية بالكامل وسنستلم وجبات اخرى من هذه الطائرات في الاشهر المقبلة".
    وتابع "كما ان هناك ضربات ايضا من التحالف الدولي وهي بناءً على طلب من الحكومة السابقة، استنادا الى فقرة في اتفاقية الاطار الإستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة وانا من الناحية القانونية اعتبرت بعد الاستثشارة الاتفاقية بانها لا تغطي هذا الجانب وهذه الاتفاقية لا يوجد فيها جانب عسكري بتاتاً وابدلتها بالكامل بوضع وثيقة تنص على ان دخول اي دولة في التحالف يحتاج الى أذن وموافقة بذلك وكل طيران وضربة عسكرية تحتاج موافقة الحكومة وهذا كله من اجل احترام السيادة العراقية ولم اجد من هذه الدول في التحالف محاولة للتجاوز على السيادة وهناك احترام والتزام بها".
    وأكد العبادي، ان "اعتمادنا الاول على مقاتلينا على الارض ونقول بان لا قيمة لا للدعم العسكري ولا للغطاء الجوي اذا لم يوجد مقاتلون على الارض للقتال من اجل هذا البلد وهؤلاء هم الابطال الحقيقيون".
    وأضاف ان "التحالف الدولي لم يقدم لنا ما هو متوقع منه ولكن هذا لا يغنينا عنه ورفضه فالغطاء الجوي يساعدنا على حماية قواتنا والحشد الشعبي من المتطوعين وواجبنا حمايتهم وتقليل التضحيات ونحن نستفيد من اي جهد يحقق ذلك وليس لدينا معاداة مع احد وانما نريد تحقيق المصلحة العراقية، واستغرب ان نتحيز لهذا الطرف او ذاك وكل الدول تتدخل من اجل مصالحها وانما الحرص من قبلنا هو التلاقي في المصالح".
    وكشف رئيس الوزراء عن "وجود 2000 و2500 من المقاتلين الشيشيان في العراق يملكون خبرات هائلة بالتفجير وان روسيا لم تكن لديها معلومات دقيقة بذلك واوضحنا لهم الامر، وصار لديهم استيعاب بخطورة عودة هؤلاء الى بلادهم وصار لديهم استيعاب لاهمية تبادل المعلومات الإستخبارية ونحن لا نحب ونكره طرف على اخر وانما نحب بلدنا ونعمل لحماية مواطنينا وارضنا".
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media