يا شيعة آل محمد (ص) عرِّفوا العالم بالإسلام الحق من خلال زيارة الأربعين
    الأربعاء 18 نوفمبر / تشرين الثاني 2015 - 17:37
    خضير العواد
    لقد شوه الوهابيون التكفيريون الإسلام وقدموه الى العالم على شكل قتل وذبح وتفجير وتدمير حتى اصبحت كلمة الإسلام ملتصقة بالإرهاب ، وأصبح الإسلام في هذه الايام غريباً يترقب من ينقذه من هذه العناوين التي ألصقها به الوهابية ، ولا يمتلك المسلمون نموذجاً أو وسيلةً قوية ورادعه تظهر عظمة الإسلام في هذه الظروف الصعبة للغاية كزيارة الحسين عليه السلام في يوم الأربعين ، هذه الزيارة التي تجذب الملايين من مختلف الجنسيات والقوميات واللغات ، وتجعلهم يعيشون كعائلة واحدة ينتشر فيها الاحترام والعطف والمحبة والمساعدة ، هذه الجموع القادمة من جميع بقاع العالم والتي تسير على أقدامها لأكثر من 450 كيلو متر وهي لا تحمل معها الطعام والشراب ولا يوجد في الطريق الفنادق للنوم والراحة ، لأن كل ما تحتاج إليه هذه الجموع ستحصل عليه بدون ثمن بل يرافقه الشكر والتذلل على قبول الخدمة والمساعدة ، فالطعام يقدم بمختلف الأنواع وأشهاها وأطيبها والشراب تتحير النفوس ماذا تختار لكثرته واختلاف أنواعه وأما المنام فمتوفر على طول الطريق ، ويرافق هذه الخدمة العطاء والأخلاق المحمدية الأصيلة من تراحم وتواضع وتحابب فالجميع كعائلة واحدة أبوها محمد وعلي صلوات الله عليهم ، فهذه الملايين التي تسير الى قبر الحسين عليه السلام وهي لا تحمل معها أي أداة أو آلة حادة لتحمي نفسها بل الجميع لا يحمل معه إلا القلب السليم المملوء حباً للآخرين ، وبالرغم من أختلاف الألسن والقوميات والأوطان ولكن يجمعهم حب الحسين عليه السلام الذي علمهم حب الآخرين والتضحية من أجل المبادئ الإنسانية كالصدق والأمانة والأخلاق النبيلة والوفاء واحترام الجميع ، فهذه الجموع المليونية تسير ولا يوجد بينها شرطي واحد ليحميهم أو يمنع وقوع الجريمة ، لأن الجميع قد نسى الدنيا وملذاتها وإغراءاتها وغرائزها وأبقى في قلبه وعقله وتفكيره حب الحسين عليه السلام وكلماته العظيمة في طف كربلاء التي أظهرت تعاليم الإسلام المحمدي الأصيل والتي تتمنى السعادة والخير لكل البشرية ، فهذه الجموع تسير بقلوب شجاعة لا تعرف الخوف والقلق وهي تتوقع الموت في أي لحظة من قبل أعداء الرسالات السماوية والإنسانية الوهابيون التكفيريون ، ولكنها تسير وتنشر الحب والخير والكرم والعطاء والعطف والاحترام والسلام والأخوة والسعادة في الطرقات ، فما أحوج شعوب العالم اليوم الى أخلاق وصفات زوار الحسين عليه السلام في يوم الأربعين ، وما أحوج شعوب العالم أن تتعرف على زيارة الأربعين حتى تتعرف على الإسلام المحمدي الأصيل لا إسلام الوهابي التكفيري المملوء بغضاً وحقداً ودماءً وتدميراً ، وتعريف العالم بالإسلام الحق لا يمكن أن يقوم به إلا المؤمن به وهم شيعة آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين ، وهذا التعريف لا يمكن أن يتحقق إلا باستغلال جميع الطرق والأدوات والوسائل المتاحة من أجل التعريف كالتكنولوجيا الحديثة من انترنيت وفضائيات بالإضافة الى الترجمة والفعاليات التي تجذب اهتمام البشرية ومنها رفع أعلام الدول التي يشارك ابنائها في هذه الزيارة ما بين منطقة الحرمين ( ما بين مقام الإمام الحسين ع ومقام أخيه العباس ع) وكذلك رفع كل زائر علم بلده في هذه الزيارة ليظهروا عالمية هذه الزيارة بالإضافة الى تحقيق الأخوة الحقيقية ما بين بني ألبشر،  فزيارة الأربعين أفضل نموذج إسلامي يجب أن يقدم للعالم لكي تتعرف الشعوب من خلاله على عظمة الإسلام وعظمة تعاليمه الإنسانية الصادقة التي تدفع الإنسانية الى السعادة في الدارين .

    خضير العواد
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media