بين سنجار وطوزخورماتو فصول التآمر البارزاني متواصة
    الأربعاء 18 نوفمبر / تشرين الثاني 2015 - 23:14
    سعود الساعدي
    فصول التآمر تتوالى وتستمر لحين تحقيق الاهداف الكبرى فقد صدرت التعليمات للبارزاني بالسيطرة على طوزخورماتو تزامنا مع انطلاق عملية تحرير سنجار في رد مباشر وسريع على الانتصارات التي حققها محور المقاومة في سوريا وتكبد المحور الصهيواميركي التكفيري خسائر كبيرة مع خاصة بعد تحرير مطار كويرس وغيره من الارض السورية.

     فلاثبات الجدية الاميركية انطلقت عملية تحرير سنجار بعد ان تم تسليمها الى داعش في ليلة ظلماء بانسحاب مفاجئ للبيشمركة ودون اي اخبار للاهالي
    ليتفاجأ الناس صباحا بوجود داعش الذي باشر بقتل الرجال وأسر الاطفال وسبي النساء!! اليوم اعاد داعش الامانة الى الاكراد بعد انسحاب مفاجئ شبيه بالدخول المفاجئ و خلال عملية خاطفة دون قتال حقيقي استمرت لساعات ادارتها غرفة عمليات اميركية بريطانية فرنسية كندية "يعني حلف الناتو" كردية غرضها في هذا التوقيت بالذات ابراز العضلات الاميركية الناتوية بعد الانتصارات الروسية في سوريا واظهار الجدية الاميركية في مواجهة داعش ولكن لصالح العملاء.

    تزامنت هذه العملية "المسرحية" مع افتعال ازمة الطوز فقد تحدثت معلومات مؤكدة عن تحشيد لقوات البيشمركة قبل 3 او 4 ايام من الحادثة والاعتداء
    على الحشد التركماني في الطوز مع توارد انباء تحرير سنجار في مسرحية مكشوفة للتغطية على عملية الاستيلاء على الطوز واحداث تغيير ديموغرافي فيها وفرض السكوت وتقديم تنازلات اكثر للبارزاني لن تتوقف عند الطوز في ظل وجود حكومة ضعيفة موالية للبارزاني وكلاهما اداتان تكتيكيتان في الاستراتيجية الاميركية لتنفيذ المشروع التدميري للمنطقة انطلاقا من العراق.

    فتح جبهة مع الاكراد يعني امتدادها الى ديالى حيث سيطر الاكراد على السعدية وجلولاء وقبلها خانقين وغيرها من البلدات والقرى والى كركوك حيث سيطر البيشمركة عليها بالتزامن مع هجوم داعش على العراق وامتدادها الى الموصل ايضا حيث سيطر البيشمركة على نصف الموصل فيما النصف الاخر تحت سيطرة داعش، لا يبدو الاكراد مستعدين لخوض معركة مفتوحة مع فصائل المقاومة والحشد في كل مناطق التماس فضلا عن خروجهم الحتمي من بغداد بعد ذلك وحجم الخسائر العظيمة التي سيمنون بها من بغداد التي تعد لهم منجما للذهب مع استعداد حكومتها لتنفيذ كل الطلبات الكردية بتخطيط اميركي صهيوني يدخل في سياق وصول العراق الى حالة الانهيار الاقتصادي الشامل فضلا عن الانهيار السياسي والعسكري.

    تصدير ازمات البارزاني واخراجه من مأزقه المتعاظم والقاء حبل النجاة له ومن جهة اخرى اعطاءه جرعات دعم وتأييد والنفخ في بالونه عبر بروباغندا اعلامية تصوره بطلا ومحررا لسنجار التي سلمها طوعا لداعش هي اهم اهداف المشاغبة والمشاكسة الكردية في الطوز تزامنا مع مسرحية سنجار ورسائلها الاميركية للروس والايرانيين في سوريا في رد اميركي ناتوي مباشر على الانتصارات الروسية في سوريا وقطع الطريق امام امكانية الدخول الروسي لمحاربة تنظيم داعش في العراق مستقبلا مع رسم خرائط الدويلة الكردية وتحجيم النفوذ الداعشي وتوجيه بوصلته نحو سوريا فيما يبدو استعجالا اميركيا  لحسم الساحة العراقية عبر طرد الدواعش واحلال الكرد في اماكنهم واطلاق ايديهم للسيطرة على المناطق الشيعية المختلطة بعد ان سلم ساسة السنة الخونة كل المناطق السنية المختلطة.

    فضلا عن تشتيت الجهد العسكري للحشد وارباكه بفتح جبهات متفرقة تمنعه من مواصلة تقدمه الى الشرقاط وفك الحصار عن داعش في الرمادي واعطائه فرصة ذهبية لمهاجمة الحشد والقوات العراقية في كل مكان يتواجد فيه فيما يبدو انه تعديل في التكتيكات الاميركية في اطار الاستراتيجية القديمة الساعية الى رسم خرائط الشرق الاوسط الجديد.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media