حيتان تفتك بالتعايش بين العراقيين
    السبت 21 نوفمبر / تشرين الثاني 2015 - 19:55
    حسن الخفاجي
    احداث طوز خرماتو وما تلاها من احداث وتوترات وشد وجذب اثبتت ان المواطنة والانتماء للعراق عند الكثير من العراقيين هي انتماء شكلي ، وان الانتماءات القومية والمذهبية والعشائرية  وحتى المناطقية أكثر حضوراً وتاثيراً في نفوس  الكثير من العراقيين.
    على المستوى الشخصي كشفت لي الاحداث شوفينية  معارف واصدقاء ومشاركين معي في شبكة التواصل . بعضهم شتم واستخف بالحشد الشعبي وقادته ومنجزاته ، واخرون شتموا كل الاكراد ، الغريب ان البعض من هؤلاءيحسبون على طبقة المثقفين ، بعضهم كتاب  صدعوا رؤوسنا من قبل بالشعارات "الاممية والتقدمية وكفاح  الشعوب" ، لكنهم فشلوا في اول اختبار وبانت عوراتهم الشوفينية . الذي استغربه حقاً ان احدهم شتم المرجعية  الشيعية ناسياً فتاوى هذه المرجعية بحرمة قتال الكورد ، حينها كان قتال الكورد تعده الحكومات العراقية المتعاقبة  "واجباً وطنياً"  ، علما ان اطراف شيعية لامت المرجعية لأنهم اعتبروا صمتها على هذه الاحداث مجاملة للكورد  .
    الاكتشاف الأهم لأحداث طوز خرماتو كان دور الحشد الشعبي بشقه السياسي القوي الذي واكب دورهم الفعّال في ميادين القتال ، ولو ان ميادين القتال تمنح للمقاتلين الأبطال المدافعين عن ارضهم وشعبهم  شرعية ما فوقها شرعية ، لكن هذه الشرعية تبقى ناقصة ما لم يكملها اداء سياسي موازي لفعل الميدان. كان حضور قادة الحشد الشعبي السياسي في احداث الطوز اكثر من رائع وصارم ويفوق كثيرا اداء الحكومة "الراخي".
    آخر اكتشافات احداث الطوز اثبتت ان حكومة العبادي ربما تكول اضعف حكومة حكمت العراق منذ قيام جمهورية العراق للآن . يعطي البعض الحق للعبادي حينما يصمت هو والناطقين باسمه ولا يدلوا بتصريح او يثبتوا موقفا باحداث يكون الامريكان طرفا فيها ، صمتهم على الغارة الامريكية على الحويجة ، وصمتهم عن طائرات التحالف المحملة باسلحة كاتمة للصوت كانت تنوي التوجه الى اربيل ،   لحق هذا الصمت موقف باهت لا يرتقي لمستوى احداث الطوز ، وما يجب ان تفعله الحكومة في حماية شعبها واقامة العدل.
     بتاريخ  ٢٠١٣/١٢/٢١ نشرت  مقالي الموسوم : العثور على ديناصور في طوز خرماتو ، على هذا الرابط
    في السطور الاخيرة لذلك المقال كتبت : "لو اكٓو حكومة بيها حظ" جان ما ظلت الچلاب والواوية تعرس يومية بخرائب سكان الدوز الفقراء" وانا لا زلت على الموقف ذاته  .
    على مدى عام ونيف وداعش تنتهك حرمات وتقتل ابرياء وتحتل اراضي عراقية سكانها من كل مكونات الشعب العراقي، لم نشاهد مجاميع عراقية تحرق اعلام داعش او تتوعدها بالسحق والموت. بل على العكس خلال عام ونيف شاهدنا وسمعنا ووجدنا من يتعاون مع داعش ويساعدها في بيع نفطها ويستورد الاسلحة لها،  ويقايض  النفط الذي تسرقه داعش من حقول العراق بسيارات وما تحتاجه من ذخيرة واجهزة اتصالات.
    لو ان مقدار الاحقاد والشتائم  البذيئة وحرق الاعلام والتوعد  بسحق الاخر لو كل ذلك تم  مع توجيه البنادق والمدافع باتجاه الدواعش وبذات المقدار من الحقد المقدس ، لكنا حسمنا المعركة مع داعش منذ زمن ، لكن يبدو ان النفوس معبأة بأحقاد صنعها سياسيون فاشلون يبنون مجدهم وعزهم ويدقون مساميركراسي حكمهم بعظام ضحايا  اثارة نعرات قومية  وطائفية .
    " رب ضارة نافعة" ، هي مسألة وقت وسيكنس شعبنا بكل مكوناته الفاشلين والمغامرين والفاسدين من كل الاطراف ، سيما وان البدائل الخيرة موجودة وأرحام العراقيات مستمرة بالإنجاب .
    غير داعش والتكفيريين ثمة حيتان ضخمة تفتك بالتعايش بين العراقيين لمصالح ضيقة ، من غير تضافر جهود العراقيين الاخيار للقضاء على هذه الحيتان سيعود داعش يهدد اربيل وكربلاء.
    نراهن على العقلاء الذين برز دورهم الوطني واضحا في هذه الازمة ، مثلما أبرزت الاحداث دور الشوفينيين والحاقدين .
    "العامل بالظلم ، والمعين عليه ، والساكت عنه ، شركاء ثلاثة"  الامام علي ع

    حسن الخفاجي
    21/11/2015
    hassan.a.alkhafaji@gmail.com
    التعليقات
    1 - مقال رائع جدا
    أكرم عبدالله    21/11/2015 - 20:28:0
    دائما مقالات الاستاذ حسن الخفاجي رائعة بكل ما يرد فيه من تحليل للاوضاع آلت تمر بالعراق الان وياريت ان يفهم الدكتور العبادي ان يفهم ما يقوله الاستاذ حسن الخفاجي بصفته رئيسا للوزراء وان يكون فعلا رجلا بكل معنى الكلمة وينقذ العراق من محنته ،،،،شكرا للاستاذ حسن على هذا المقال والى مقالات اخري
    2 - الوحدة قسرية..!
    هيثم الغريباوي    21/11/2015 - 21:08:3
    أستاذ حسن، لا يخفى عليك ان الدول كل الدول قائمة على أساس قوة قاهرة على حفظ حدودها الجغرافية والاجتماعية. اما القوة الحافظة للجغرافيا فتتمثل بالقوة العسكرية التي تعمل كذلك لحفظ الوحدة الاجتماعية التي تتعضد بقوة حفظ الحقوق والخصوصيات قانوناً، فالقوة القاهرة لازمة عندما يتهددها مغامرون يحرّفون التنوع الى تقطع فيدفعون بالمكونات الى الانتباذ بإقطاعيات خارج جسم الوطن. فبدون تلك القوة لتفرق الناس في كل العالم الى دول بحدود المنازل بل والافراد بحكم فرادة كل انسان عن الآخرين بكيانه الشخصي. فما يزعق به بارزاني واتباعه من العنصريين هو الذريعة للإجهاز على الجغرافيا العراقية وتخليق دولة من لا شيء على أساس عنصري بحت رغم تنوع مناطق الشمال بمكونات اصلية لا صلة بها بالاكراد كما لا تريد ان تختطفها دولة مختلقة تقوم على السطو على أراض دون رضا اهاليها على مصادرتهم بقضهم وقضيضهم. الاكراد جزء من الموزاييك العراقي، فلا يعني انهم لا يعترضون الا على حق ولا يرضون الا بحق. يشاركني كثير من العراقيين في ان طالباني وبارزاني لم يسهما في استقرار العراق الديمقراطي بقدر اسهامهما في ارباكه بقائمة طويلة من الابتزاز لم تنتهِ بعد. لك محبتي
    3 - المرجع : جر اذنه وادبه المسعود البرزاني !!
    غسان عبد الامير    22/11/2015 - 11:11:5
    ما ان تطرقت المرجعية العليا للسيد السيستاني بموضوع الطوز واستهتار مسعود الارعن والبيشمركة الذي دمر المدينة والاهالي ليس اقل بما تفعله وفعلته داعش بهم وكان الدواعش البعثية والبيشمركة الجحوش متفقين على اهداف موحدة في تدمير الانسان والبنية التحتية ومسعود برزاني يدك جوبي على هذا الامر ولكن كانت خطبة الجمعة وتطرق المرجع الاعلى السيد السيستاني حفظه الله للعراق واهله وللانسانية جميعا كانت جرة اذن قوية فالينسحب من طوز بعد كل المخازي التي عملها هو رفاقه الدواعش وكذلك سينسحب من سنجار التي حاول ضمها الى اقليمه الذي يعطي نفط العراق ببلاش الى تركية واسرائيل هبات الخلفوه ويبيع بسعر اقل من السعر العالمي في البلقان واروبا الشرقية لذلك الشركات المستثمرة غرمت الاقليم وستغرمه الاكثر والاكثر بالقادم القريب حتى يصبح انه لا جدوى من تهريبه للنفط الحرام الذي يسرقه الشعب العراقي
    4 - العراق دولة فاشلة بكل معنى الكلمة لانها بنيت على اسس طائفية و عرقية؟
    ثائر    22/11/2015 - 12:15:4
    شكراً الى الاستاذ الكاتب و الى الاخوة المعلقين سيدي الفاضل: هذا الوضع الذي نعيشه حالياً هو تحصيل حاصل و شيء متوقع من بداية النظام السياسي الجديد . و ان السبب يعود الى ان العملية السياسية و تجارها الجدد "غيبوا عن عمد الهوية الوطنية الجامعة لنا" و ركزّوا على الهويات الفرعية "الطائفية و العرقية و المناطقية" و هذا هو حالنا و سنستمر على هذا المنوال ابد الدهر مهما عملوا من ترقيعات للعملية السياسية الفاشلة. اصبح لدينا حالياً دينان اسلاميان " واحد للشعة و الآخر للسنة"؛ و آذانان مختلفان. و لا حظ الشحن الطائفي في كل خطابات رجال الدين و محطاتهم التلفزيونية و الكتاب و المحللين التابعين لهم؟؟. كل دول العالم فيها مذاهب و اديان و قوميات اكثر من ما هو موجود في العراق؛ هذه امريكا ؛ و بريطانيا ؛ و فرنسا؛ و الهند و الصين؟؟. لماذا لا تستعمل هذه الدول النموذج الديمقراطي المحاصصي الرأسمالي العراقي الذي اخترعه هؤلاء العباقرة و ضيعوا العراق وطناً و شعباً. نحن ندور في حلقة مفرغة لا اكثر و لا اقل؛ الدين دين و السياسة سياسة؟؟؟. و شكرا ارجو نشر التعليق مع التقدير
    5 - الخصوصية والعمومية
    ياسمين    22/11/2015 - 15:30:1
    كلنا نتقد هذه الحكومة وحيتان المال المسروق ،نتقد المتأسلمين ونتقد من ادعى منهم العلمانية وبشطريهم سنه وشيعة ،ونسمع من الاكراد انتقاداتهم لهوءلاء الحيتان ، ولكن ان تجرأنا اقول ان تجرأنا وانتقدنا مسعود فحتى كارهيه من الاكراد يقفون بالضد من اي كلمه تمسه وكأن على راسه ريشة ، فلهم الحق كل الحق في انتقاد من يرغبون بانتقاده وليس لنا الحق ان نسأل لماذا موظفي الاقليم من دون رواتب ! ألا تكفي اموال النفط الذي يباع بدون موافقة الدولة او بقايا الدولة ،ولك ان تسمع الردود الغاضبة والمدافعة ، لهم خصوصية ولنا عمومية!! اذا هم لايرغبون بالعيش تحت هذا العلم فلهم الحق كل الحق في وطن بحدود ملاصقة لتركيا !! واردوغان مثل الحية الي نامت بالخرج ولدغت حمار من اعطاها الدفىء ،الله يهدي الحال ولنعيش سوية لافضل له علي ولا فضل لي عليه ،او نموت فرادا وهذا مايتمناه سياسينا الله يشيلهم ،
    6 - سياسيون العملية السياسية مثل حفاضات الأطفال
    المغترب    22/11/2015 - 16:44:1
    شكرًا الى أبن العم حسن الكريم لقد وضعت النقاط على الحروف في وقتها وخاصة في الفصل (لو ان مقدار الشتائم ) لقد صرفت البلايين الدولارات الى تنفيذ الأجندات الخارجية لأستدراج العراقيين بهدم العراق بايديهم لأنه جزء من المخطط في تجزئت المنطقة وجعلها دولا فوتات وكذالك مسخ الأديان، والمشكلة في العملية السياسية هي أكبر بكثير من مشيعة الحكام أو مظلومية السنة أو نعدام الخدمات والفساد الأداري بل هي مرحلة متقدمة في أفشال العراق كدولة مستقلة و من أولى هذه التطبيقات هو تحطيم المركز و تقوية الأقليم الكردي ( ليس حبا بالأكراد ) وهذا كما نراه يوميا في تلخبط السياسيين الذين عينهم المحتل. هنالك مقولة قالها الأديب الامع مارك توين ( السياسيون مثل حفاضات الأطفال يجب تغيرهم بأستمرار ولنفس الأسباب ).
    7 - لا تعايش مع التوسع والخيانه
    [جواد المطير    23/11/2015 - 10:07:3
    الرئيس التونسي الاسبق الحبيب بورقيبه نصح العرب في بداية الستينات من القرن الماضي ، بأحد امرين اما محاربة اليهود وتحريرفلسطين او نمد لهم اليد ونتقاسم معهم الارض ونحصل على دوله فلسطينيه بجوار دولة اسرائيل هذا الكلام عندما كانت اسرائيل بحدود 1947 اي انها تحتل فقط ثلث الاراضي الفلسطينيه ، لم يقبل العرب بذلك ، وكانت حرب 1967 التي احتلت بها اسرائيل كامل الاراضي الفلسطينيه بألاضافه الى اراضي شاسعه من مصر وسوريا والاردن ولاتزال تتوسع ،ولم يبدر من العرب حينها غير اللالآت الثلات ،لاصلح ، لاتفاوض ،لا استسلام ، وهذه سنة 2015 والعرب لادخل لهم بفلسطين والفلسطينيون يتفاوضون الان ليس على عودة اراضيهم المغتصبه انما على ايقاف الاستيطان في اراضي العرب المحتله !! اما في العراق فألامور تسير على نفس المنوال بعد العام2003 كردستان تتوسع على حساب اراضي خمس محافظات على حدود كردستان المعروفه وهي اربيل دهوك سليمانيه ، وان مسعود وضع يده بيد الصهاينه واخذ بالتوسع لاعلان الدوله الكرديه { اسرائيل الصغرى } واطاح بكل من يقف في طريق ذلك الحلم وعلى حساب اراضي سنة العراق وعمالتهم والسكوت المريب لشيعة العراق ،، ومن ضحاياه ابراهيم الجعفري الذي وقف بالضد من ضم كركوك ونوري المالكي الذي وقف بالضد من كل توجهات مسعود وبالاخص سرقة النفط ،ولكن لا عبره للاخرين ، اللذين قبلو الذل مقابل السكن والمغريات الاخرى وسوف يندمون كثيرا" بضل وجود رجال لا يقبلون تفتيت الارض والاستيلاء عليها مثل الشيخ المجاهد قيس الخزعلي ،، وللتاريخ عبر ،،
    8 - احتما عوده الدكتارتويه بلباس الدين
    محمد سعيد    23/11/2015 - 19:33:0
    اخي الكاتب لابد لنا من تكرار مقوله غياب الوعي الاجتماعي العام ومفهوم المواطنه الحقه, كله لم يحدث منذ احداث الطوز بل تجلت ابعاده حينما سعت القوي المهيمنه منذ عام 2003 و باسم "الدين والاثنيه المتعصبه" في تسويق الطائفيه والاثنيه والعشائريه والمناطقيه الرثه من ناحيه, وتم السعي في تغيب او ربما انتزاع الوعي و الفكر التضامني من الجماهير قهرا , وجعلها فقط مجرد اليات مسيره لا مخيره , او ربما وسائل لتحقيق مأرب النخبه المتسلطه من ناحيه اخري . العراق اليوم في نفق مظلم ولا توجد قوي خيره تستطيع اخراجه من ذلك , من هنا يطرح تساؤل حول خيارين : ان تتولي المرجعيات الدينيه والاثنيه في تحريم العمل السياسي للقوي المدعيه بالدين او القوميه المتعصبه وتمكين قوي ديمقراطيه حقه تتولي زمام واداه امور البلاد والعباد بحق وعقلانيه ,او عوده دكتاتو ر.جديد يمكنه ترميم النسيج الاجتماعي المتهري فحسب استشراف اوضاع العراق الحاليه المعقده سوف يتحقق البديل التاني وعوده الدكتاتوريه مجددا ,لان مفهوم الديمقراطيه لايزال غير ناضج ليس فقط لدي الجماهير, بل ايضا لدي النخب المسيطره واصحاب المال والجاه والتحريك الاجتماعي الشامل ( المرجعيات الدينيه )
    أضف تعليق
    اسمكم:
    بريدكم الالكتروني:
    عنوان التعليق:
    التعليق:
    اتجاه التعليق:
    شروط التعليق:لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى لائق بالتعليقات لكونها تعبر عن مدى تقدم وثقافة صاحب التعليق علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media