كونفدرالية كردستان , تنهب ثروة الوطن وتهين الدولة
    الأحد 22 نوفمبر / تشرين الثاني 2015 - 06:59
    حسين الشويلي
    (حمل كردستان على الأنفصال , أقامة دوّلة الأغلبية , ضرورة وطنية بأنتظار قائد)
     من الطبيعي والمألوف  عالمياً في حال الأزمات والتهديدات تجتمع مدن البلد ومؤسساته لحماية بلدنهم وما يتعلق به من مصالح , لكنّ الحال مع أقليم الشمال مختلف تماماً ويعد خروجاً فاضحاً على ما دأبت عليه الدول التي تحترم سيادتها وسمعتها الأنسانية  , بأعتراف الجميع أنّ داعش الأرهابية تمثّل تهديداً حقيقياً للعراق كبلد , كان لزاماً وفق الأعراف المعروفة أن يشارك أقليم الشمال بالمعركة ويدخل دفاعاً عن العراق .
    ماذا قدّم الكردستانيون في حرب العراق ضد الأرهاب ؟ كان موقفاً تآمرياً بأمتياز ولم يكتفوا محايدين أو أبدوا موقفاً سلبياً ,, بل كان لهم دور كبير ومهم في أطالة المعركة وسبب مباشر في أدامة وشراسة الحرب .
     مكونات الفرق العسكرية في مناطق نفوذ داعش الأرهابية كانوا من الكرد تركوا مواقعهم هاربين نحو أقليمهم .البقية القليلة من الجنود الشيعة حصراً تركوا عرضة للقتل بسبب هروب القادة والجنود الكرد . بعد سقوط الموصل وغيرها من مدن الحواضن , فتحت أربيل حدودها ومطارها للبعثيين القتلة ولقيادات داعشية , كي يتكمنوا من أدارة المعركة ضد العراق  عن قرب .

    قدّمت حكومة أقليم الشمال كل وسائل الأعلام والنشر والحماية والتمويل لتلك القيادات المناهضة لحكومة بغداد ومازلت تبذل الدعم , لأسقاط حكومة العراق الذين هم جزء كبير منها ,
    تغيّرت الحكومة ( رغم عدالة وصحة موقف حكومة المالكي معهم ) لكنّ الموقف البرزاني مازال متجهماً متشدداّ ضد العراقيين , عقدت أتفاقيات النفط ومنحوا أمتيازات كبيرة مع أحتفاظهم بنسبة 17% والموقف البرزاني فاقد الشرعية الكردية أصلاً مازال ثابت غير متغيّر .

    وقعت الأنبار تحت سيطرة داعش الأرهابية _ أستغل منتهي الشرعية مسعود البرزاني الموقف وظروف المعركة ليبتلع أجزاء من أرض العراق ونفط كركوك , مع أستمراره بتقديم الدعم للقيادات البعثية والداعشية المتوعدة بغداد بالسقوط .
    وهنا بعد تلك المعطيات نسأل مالذي يجعل حكومة بغداد تستجدي رضا حكومة كردستان ؟ ولم تطالبها بالأنفصال النهائي وألغاء هبات النفط .

    ماذا لو بعد أن  أطيح بنظام البعث المتعفن أختار السياسيون الشيعة خياراً مختلفاً ؟ ماذا لو أختاروا بناء نواة دولة , بدلاً من سلسلة من الممانعات السياسية ؟ مدن الوسط والجنوب كانوا على عتبة الأستقرار مثل الكردستانيين ؟ كان عليهم أن يمضوا السنين  الماضية في بناء مجتمع , بعدما أصبح واضحاً أنه لاتعايش مع البعث وحواضنه  ومع حكومة كردستان ذات الرغبة الأنفصالية .
    ومن المسلمات التأريخية والحاضرة انّ شعب جنوب ووسط العراق من أكثر الشعوب معاشرةً للظلم , والغريب أنه ينطلق من أثرى وأشجع الأيديولوجيات التي عرفتها البشرية , ونعني بها أنهم ينتمون عقائدياً الى أكثر المذاهب الأسلامية تأكيداً على أن يتمتع الأنسان بكرامته وحقه , وأن يعيش بكامل حقه في الحياة وبأن يعمل لأجل هذه الغاية التي هي من أوضح أدبيات المذهب الشيعي الذي يرتكز على مفهوم الثورة ضد الطغاة . وأما عن الجانب الأجتماعي , فالقبائل العربية الأصيلة التي أستوطنت ومازالت مناطق جنوب ووسط العراق _ والتي تحمل أسماءً لها عمقها التأريخي في الحضارة الأسلامية وما قبل الأسلام , تكوّن الثقافة الأجتماعية السائدة لتلك المناطق من العراق , وبما تحمله تلك النزعة الرجولية القبلية من سمات تتقاطع تماماً مع نمط الحياة المذلّة التي عاشوها ومازالوا يعانون منها  بسبب حماقات وخيانات حكومة كردستان . فشعب الجنوب والوسط يقف على عمودين _ الأيديولوجية الدينية المشبعة بقيم الثورة ضد الظلم والأستغلال , والعنصر القبلي الذي يستهجن أن يكون الفرد سليب الحق ومهان وتكال بحقه عبارات التحقيير والتسفية  وحرق رايته . هاتان الميّزتان هما المادة التي يتكون منهما أبناء الوسط والجنوب . بالأضافة الى الثروة الهائلة . قد تصنّف من أخصب أراضي المنطقة وأكثرها تنوعاً وتطل على منفذ,, بحري هو الآخر ثروة أن أحسن أستخدامه . فالثروة النفطية الهائلة والتي تعد مصدراً لتشغيل نصف مصانع والآت العالم الصناعي , والمساحة الجغرافية المتنوعة مابين السهل _ والأهوار والصحراء _ وخصوبة مابين النهرين . بالأضافة الى نوع آخر ومهم , يتعلق بالجانب الأقتصادي , وهو العامل السياحي حيث المراقد المقدسة التي تستقطب ملاين الزائرين سنوياً , وفي مناسبات مختلفة . وسياحة الأثار والمواقع التأريخية والمعروفة عالمياً _ فهذا التنوع في مصادر الثروة كان لابد أن يعزز في أبناء الوسط والجنوب روح الغيرة على ثرواتهم وما حباهم الله من مقومات _ أن كانت ملك لأي منطقة أخرى لأعلنت دولتها أستأثاراً بالثروة . ( كردستان لاتملك العقيدة الدينية ولا العنصر القبلي ولا منفذاً بحرياً ولا سياحة ولا تنوعاً جغرافياً ما عدا بضعة آبار نفطية _ وقد أعلنت الأستقلال ) فما الذي تنتظره قبائل عقيدية مضطهدة من أن تدافع عن حقها في أن تعيش كسائر دول العالم المصانة كرامة أبنائها وحياتهم ؟ العراق تعرّض الى هجمة أرهابية أبتلعت لسبب الخيانات والحاضنات مناطق كبيرة من أراضي العراق الغربية . والجيش الذي بدأ بأسترداد الأراضي ودحر أوحش حركة أرهابية مدعومة من كل جهات العراق الغربية والشمالية _ هو جيش تكوّن من أبناء الوسط والجنوب حصراً . ثروة بشرية كبيرة ,, فهذا الجيش المنتصر يستطيع أن يحمي بجدارة أراضيه ’ بل لا يشكك عاقل أنه سيكون واحداً من أهم جيوش العالم , سيما وأن حكومته تملك الثروة الطائلة والأمكانيات اللوجستية .
     مالذي يدعو شعباً بائساً على أن لاينتصر لنفسه ويطالب بما هو موجود على أرضه ويعلن الأستقلال ؟
     وماذا بنى الداعون والمستميتون لأجل الوحدة الوطنية ؟ سوى مزيداً من الأزمات وخلق العداوات وتضييع الحقوق ؟ وهل يستطيع الداعون الى الوحدة الوطنية . أن يضمنوا للعراقيين _ بعد الأنتصارات التي أستبسل الجيش وأبطال الحشد الوطني من أحرازها  , والتضحيات التي قدّمتها هذه القوى المتكوّنة من أبناء الوسط والجنوب ومن أموالهم ,, ووفق المعلن أنه سوف يتم أعادة بناء تلك المدن أو الحواضن ومن أموال الوسط والجنوب , أن لايعاد أنتاج غزوة أخرى تقوم بها حركة أرهابية شبيها بداعش ؟ ومرة أخرى يعود _ عبد الزهرة لسبايكر والصقلاوية وبادوش ويوصم بالهندي والمليشياوي . بينما العالم من حوله يهدأ مستقراً آمناً ومنعماً ؟
    ويستمر الأكراد بـتآمرهم وركلهم وحرقهم للعلم العراقي الذي من المفترض له أن يبقى بعد زوال جوقة العبادي .
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media