التحالف الكوردي ضرورة مرحلية مهمة
    الأثنين 23 نوفمبر / تشرين الثاني 2015 - 07:09
    د. سوزان ئاميدي
    في عملية تحرير سنجار تعرضت منظمة داعش الارهابية الى ضربة قاصمة من القوات الكوردية وطائرات التحالف الدولي التي الحقت بهم هزيمة كبيرة تمثلت باعداد من القتلى الامر الذي اثر سلبا على معنوياتهم فجاء رد فعلهم غير المدروس والميؤوس والمتمثل في القيام بعمليات ارهابية انتحارية في فرنسا , الامر الذي انتج موقفاً دولياً جديداً لم يحسب الدواعش له اي حساب والدليل : الهروب الجماعي لهم ولعوائلهم من الرقة في اول طلعات جوية لفرنسا , ومن ثم اصرار التحالف الدولي على تكثيف الطلعات الجوية , وبمعنى اخر فان داعش قد قامت باعدام نفسها بنفسها, وعلى الرغم من استنكار العالم للعمل الارهابي في فرنسا , الا ان ذلك كان له مردوداً ايجابياً على القوات الكوردية التي تواجه على الارض اكبر واقوى منظمة ارهابية في العالم ,ان هذه المعطيات والاحداث المتتالية يجب ان تعزز من الحنكة السياسية الداخلية والاقليمية والدولية للكورد في اجزائها الاربعة ( العراق , سوريا , تركيا حالياً – وايران مستقبلاً ) لانهم اصحاب تأثير كبير فيها فضلا عن ان كل جزء له تأثير كبير على الدولة المنضوية فيها .
    وهنا جاءت اهمية التحالف الكوردي بأجزائه الاربعة بكل قواها من الاحزاب والتيارات والجماعات , للاسباب الآتية :
    1- ان له تأثيرا كبيرا على اكثر من دولة – 2- وجود تحديات اقليمية ودولية – 3- لهم طموحا مشتركا لحكم انفسهم
    ان هذا التحالف يجب ان يشكل مجلس نخبة لرسم استراتيجية الكورد لتحقيق امنهم واستقرارهم وطموحهم المستقبلي , ويتم فيه تقسيم الادوار على الجميع وحسب امكانياتهم وضرورة المرحلة , وعلى كل الاطراف استغلال ذلك لتحقيق هذه الاستراتيجية . ومن خلال العمل المستمر والتفاهم بينهم للوصول الى المبتغى الاسمى للكورد مع الحفاظ على حق كل جزء في تقرير مصيره , وان تكون قوة اي حزب المادية والمعنوية مكرسة لخدمة مصالح الشعب الكوردي لا ان يشكل ذلك صراعا علنيا او سريا للظهور والسيطرة على القرارات , بمعنى اخر ان يكون لكل حزب امكانياته وعلاقاته الاقليمية والدولية وليرسخ ذلك من اجل الاستراتيجية الكوردية .
    وعلى سبيل المثال : الحزب الديمقراطي الكوردستاني (البارتي) الاول في تنظيمه بين الكورد والمرجع لباقي الاحزاب التي تشكلت فيما بعد , والاقدم بالنسبة لباقي اجزاء كوردستان وبالتالي فلاضير في قيادته للتحالف الاستراتيجي الكوردي ولكن على ان لا يستغل كل ذلك للتفرد باصدار القرارات السياسية , وبالمقابل لايمكن للطرف الاخر توجيه اللوم له دائما في اي اخفاق يحصل متناسين وجود المراقبين الكيديين للسياسة الكوردية عامة وللحزب الديمقراطي الكوردستاني خاصة الذين لايتوقفون عن الشكاوي والاتهامات الكيدية فهم يستقتلون لايجاد اي انتقاد او مثلمة وذلك لتبرير اعمالهم الاجرامية السابقة واللاحقة بحق الكورد . بمعنى أخر يجب ان يكون هنالك تفاهم وتعاون كبيرين , وان اي حوار او نقاش او حتى خلاف لايجب ان يفسد للود قضية بين احزاب التحالف الاستراتيجي , والعمل على نكران الذات من اجل قيم اسمى , ولتسود الثقة بينهم , وليتركوا الخشية للدول التي تحارب الكورد من التقدم الذي يحققونه .
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media