ضريبة التصدي.. من سيدفعها؟
    الأثنين 23 نوفمبر / تشرين الثاني 2015 - 18:31
    سيف أكثم المظفر
    يختلف مستوى تفكير البشر، بين شخص وأخر، ويرتبط ذلك بكيفية رؤيتهم وفهمهم للأمور، بما ينسجم مع الطبيعة التكوينية لذهنية المفكر.
    هناك عدة جوانب وروافد لفكرة معينة، لكن الحقائق دوما تلتقي في نقطة واحدة، مهما ابتعدت في قراءتها؛ لتلك الفكرة، هذا ما اثبته العلم الحديث، حيث توصل العلماء إلى برامج لقراءة الأفكار والتصور الذهني، والتحكم في التفكير، والقراءة المستقبلية، جعلت من إمكانية السيطرة، على التفكير سلاحا فتاك.
     كثر إستخدام هذا الأسلوب، في مجتمعاتنا؛ بدائية التفكير، ومنذ زمن بعيد, حتى بانت نتائجه واضحة للعيان, فلو دخلت بنقاش حول موضوع معين، تجد أن المتلقي قد أسدل ستارا معتما؛ ضد أي فكرة جديدة، تحاول إيصالها إليه، بشتى الطرق العلمية، وحتى لو حاولت محاكاة عقله الباطن، لاصطدمت بإقفال مؤصدة، على فكرته المزروعة، في سذاجة جمجمته التصورية.
    هكذا هم بعض الناس، عندما يسمع عن تيار شهيد المحراب، فيتبادر إلى ذهنه كل الأمور السلبية، التي زرعت في باطن تفكيره الساذج، حتى إن بعض من يقرأ، قد لا يكمل الموضوع، لوجود هذا العنوان المظلوم، فتعال يا صديقي لنحلل بشكل منطقي, وبعيدا عن العاطفة، ولنتفق على ثوابت.
    لن نتكلم عن تاريخهم، فهذا أشبه بتوضيح الواضحات، لكن لنبدأ من قمة الهرم، ونرى أن اهم الأسس، التي بني عليها تيار شهيد المحراب، هو طاعته والتزامه, بخط المرجعية الدينية، فضلا عن أن قادته من أبناء المراجع، لكن مسؤولية التصدي للأمور السياسية- لما يمتلك هذا الخط من مقومات كثيرة تؤهله للعمل السياسي- ألقت على عاتق هذا التيار، إكمال عملية بناء مؤسسة سياسية، تحمل روى المرجعية الدينية العليا، التي هي مظلة لكل العراقيين, وتكون بطريقة ما, ذراعه التنفيذي.
    مر العراق بمنعطفات خطيرة، أستدعت مواقف صعبة, قد يبدوا ظاهرا أنها خاطئة, لتفادي خسارات لكبرى، يلاحظ أن ما خططت له ، قوات الإحتلال والدول الإقليمية، بعد سقوط النظام، كان أكثر وأعمق وأخطر, من هذا الحال الذي نعيشه اليوم، ولولا حكمة المرجعية، لما يبقى شيء أسمه العراق ليومنا هذا.
    لا يخفى على القارئ الكريم، إن السياسة الإقصائية، التي مورست ضد الشيعة، من قبل النظام السابق، لم تتح فرصة، بناء جيل من السياسيين الشيعة، كقادة قادرين على بناء دولة حقيقية، مما أستوجب على قادة المعارضة، خوض غمار العملية السياسية، بالقادة المتاحين حاليا، لحين بناء جيل جديد من قادة حقيقيين، لتولي زمام المبادرة ودفة القيادة، ومن المنطقي مع كل هذا, أن تحصل بعض الأخطاء, رغم أن بعضها كان كبيرة, أرتكبتها أحزاب تفردت بالسلطة, لكنها أحتسبت على كل ساسة الشيعة وقادتهم.
    الموقف المعتدل لتيار شهيد المحراب, وسكوته عن الكثير من مواقف الابتزاز السياسي, وعدم سكوته عن أخطاء حتى المتاّلف معه, ولم يرد بالمثل على كثير, من هجمات الخصوم والحلفاء, لغرض التشويه, جعله يدفع ثمن سياسيا, كان باهضا أحيانا.
    من يريد بناء سلطة ويسعى لها, فهو يعرف كيف يرد على خصومه ويسكتهم, ومن يريد بناء دولة, سيتحمل ويسكت عن الأذى, فهو يراه ثمنا بسيطا لما يريد تحقيقه.. أليس كذلك؟
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media