التدريس الخصوصي والتدريس العمومي !
    الثلاثاء 24 نوفمبر / تشرين الثاني 2015 - 14:22
    زاهر الزبيدي
    يتحدث الكثير من طلبة المراحل المنتهية ، بألم بالغ ، عن الفرق في المستوى التدريسي بين مدرسي المدارس الاعدادية للمراحل المنتهية وأقرانهم من المدرسين الخصوصيين حتى وصلت القناعة التامة لدى الكثير منهم بأن لا فائدة من الدوام اليومي في تلك المدارس لكونه "مضيعة للوقت والجهد والمال" فيكفي ما ينفقوه على التدريس الخصوصي الذي قد يتجاوز المليون دينار في بعض الاحيان للمادة الواحدة ، فالمقارنة اصبحت واضحة بعدما لاحظ الطلبة مدى اهتمام المدرسين الخصوصيين بالطلبة واهتمام الاساتذة الاخرين من مدرسي الاعداديات .
    وعلى الرغم من أن التدريس الخصوصي لم يعد خصوصياً بمعنى الكلمة لقد أصبح عاماً وبقاعات دراسية من أربعين طالباً وأكثر بعد أن أكتظت المعاهد التي تؤجر القاعات لأولئك للأساتذة الذين يعملون بجد بالغ في تقديم كل ما لديهم لطلبتهم حتى وصل بهم الامر الى إعتبار أن عدم حصول الطلبة بمعيتهم على درجات عالية يضر كثيراً بسمعتهم في هذا المجال ومن جانبهم فأولياء امور الطلبة على دراية تامة بأولئك الاساتذة حيث يتم تداول اسمائهم بين العوائل والكثير من طلبتنا يراودهم الطموح الشديد في تجاوز مرحلة الامتحانات الوزارية بأي طريقة بهدف الحصول على معدل يؤهلهم لولوج تخصص يفيدهم بحتى ولو كان "بعد عمر طويل" .
    المدرسون الخصوصيون ذاتهم من تخرجوا من كليات التربية العراقية بمختلف جامعاتها والتي تضخ بمئآت الآلاف من الخريجين حملة شهادة البكالوريوس وحتى الماجستير ، منهم من حضى بفرصة التعيين والاخرون الى سجلات العاطلين ، ولكن المشكلة تكمن فيمن تم تعيينه منهم لماذا لم يتم تطويرهم عن طريق التدريب المستمر وحتى الايفاد الى خارج البلد لتحضى المدراس الاعدادية في العراق بصفوتهم ؟ ولماذا لا يتم التعاقد مع الاساتذة الخصوصيين لغرض المحاضرة في تلك الاعداديات ؟ لغاية اليوم لم نستطيع ان نجد آلية للتعاون بين النقيضين ـ أحدهم اثبت جدارته واستحقاقه لكل ما يأخذه من مبالغ التدريس الخصوصي وبجهود وعناية يشهد لها أولياء الامور أحدهم يقول لون أن المدرس في المدارس الاعتيادية يدرس بنسبة 50% من كفاءة المدرس الخصوصي لما حصل هذا التهافت على المدرسين الخصوصيين !
    وزارة التربية تنفق المليارات على طريق تحسين الواقع التعليمي في البلد ، لا أحد يختلف معنا على ذلك ، خطط طموحة كثيرة في جعبة وزيرها ، على الرغم من كل المعوقات الشديدة التي تواجه الانتاجية العلمية في الوزارة إلا إن ذلك لا يمنع من توفير مستو مقبول من العطاء مرهون دائماً بما يمكن تقديمه للمعلم ويمكنه هو من تقديمه فجميع الشرائح التعليمية في العراق تعاني من تدني مستوى أجورهم مقارنه بأقرانهم من معلمي الدول المجاورة ولم تكن للازمة الاقتصادية الأخيرة علاقة بالموضوع مطلقاً فالاجحاف بحق شريحة المعلمين معروفة لدى الجميع منذ زمن بعيد ولكننا بحاجة لوضع اساليب جديدة للتعليم نضمن من خلالها خفض إنفاق العوائل العراقية على التدريس الخصوصي والتعاقد مع اساتذة خصوصيين للعمل مع مدراسنا لغرض نقل الخبرة الى مدرسينا ، وبأمكان وزارة التربية ان تنظم العمل وفق "مدراس صيفية"  متكاملة للمراحل المنتهية فقط يتم من خلالها استقطاب الاساتذة الخصوصيين وبموجب عقود عمل خاصة ترضي الطرفين من الممكن ابرامها بسهولة وبمشاركة المدرسين من المدارس العمومية مع اقرانهم الخصوصيين للإستفادة من خبرتهم في المجال ولتضيف لهم عائداً مادياً اثناء العطلة وتخفف الثقل الاقتصادي على الاسر .
    من الضروري العمل على تطوير معلمينا ومدرسينا من خلال نظام حوافز عالي المستوى يكفل لمن يجتهد منهم الحصول على تقدير الوزارة ومكافئة مالية مناسبة تكون حافزاً كبيراً للكثير من اساتذتنا للعمل بأندفاع أكبر باتجاه مراعاة طلبة المراحل المنتهية ونشدد في الوقت ذاته على التدريب المتواصل للهيئآت التدريسية في مجال طرق التدريس الحديثة على أمل أن نساهم ولو جزئياً في اعطاء مدارسنا اهمية كبيرة ولنبث الحماس والثقة في صدور ابنائنا تجاه التدريس العمومي .

    زاهر الزبيدي
    zzubaidi@gmai.com
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media