جعفرينا .. لا من فوك ولا من تحت
    الجمعة 27 نوفمبر / تشرين الثاني 2015 - 17:05
    أياد السماوي
    بعد الأحداث الإرهابية التي هزّت العالم في باريس في الثالث عشر من نوفمبر , كان العراقيون يتأملون أن تستثمر الدبلوماسية العراقية هذا الحدث باتجاه لفت أنظار الرأي العام العالمي إلى مسببات هذا الإرهاب وانتشاره بهذا الشكل الواسع ومن يقف ورائه ؟ باعتبار أنّ العراق هو البلد الأول في العالم الذي يواجه هذا الإرهاب الأسود منذ أكثر من أثني عشر عاما , إرهاب راح ضحيته مئات الآلاف من أبناء الشعب العراقي الأبرياء , وكانت الآمال معقودة على قائد الدبلوماسية العراقية في تعريف الرأي العام العالمي أنّ منبع هذا الإرهاب ومصدره الأساس هي السعودية وقطر , ولأجل القضاء على هذا الإرهاب وتخليص العالم والإنسانية من شروره , فلا بدّ أولا من تجفيف منبعه الفكري والعقيدي الذي تمثله العقيدة الوهابية الشاذة والمنحرفة عن الإسلام , وكان لا بدّ لهذه الدبلوماسية أن تنشط في تعريف العالم أنّ السلفية الوهابية لا تمت بصلة للإسلام المحمدي , وإذا ما أردنا فعلا القضاء على هذا الإرهاب فيجب وضع كافة علماء هذا المذهب المنحرف ومفتيه في السجون ووضع قطر والسعودية تحت الوصاية الدوّلية .

    لكنّ الغريب والملفت للانتباه أنّ الدبلوماسية العراقية بزعامة الجعفري قد غابت تماما عن دورها في فضح هذا الفكر المتطرف الذي زرع الإرهاب في المنطقة والعالم , في الوقت الذي تتصاعد فيه الدعوات عالميا لقطع العلاقات مع السعودية وقطر باعتبارهما منبع هذا الإرهاب في العالم , فقد طالبت زعيمة اليمين الفرنسي مارين لوبان أمام البرلمان الأوربي أنّ على بلادها تغيير تحالفاتها لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية من خلال الابتعاد عن السعودية وقطر والاقتراب من روسيا وإيران , وقالت أنّ من الضروري تحديد العدو أي التطرّف الإسلامي ومعرفة فيما إذا كان بإمكاننا أن نبقى حلفاء للسعودية وقطر وطرح تساؤلات حول موقف تركيا من الأصولية الإسلامية , وفي نفس الوقت انتقد زعيم حزب الخضر البلجيكي فيليب لامبرتس علاقة الغرب مع السعودية قائلا أنّ السعودية تروّج لشكل من أشكال الإسلام هو على الأرجح الأكثر فاشية في العالم , مضيفا أنّ السعودية تنتهك الحقوق الأساسية وتقطع الرؤوس والأيدي ومع هذا نقيم معها علاقات ممتازة , وبالرغم من امتلاك العراق للأدلّة القاطعة على توّرط الحكومة السعودية وجهاز مخابراتها بشكل مباشر بتقديم كل أشكال الدعم المادي والعسكري إلى داعش , إلا أنّ الحكومة العراقية لم تكلّف نفسها مرة واحدة في التصدّي لهذه الحرب المعلنة على العراق وشعبه والتوّجه إلى الأمم المتحدّة ومجلس الأمن وتقديم هذه الأدلة لإنقاذ العراق وشعبه من هذه الحرب , وكأنّ هذه الدماء الزكية التي تسفك وهذه الأرواح التي تزهق ليست دماء وأرواح العراقيين , فاين هي حكومة العراق المسؤولة بموجب القانون عن حماية أروح الناس ودمائهم وأعراضهم وممتلكاتهم ؟ وأين هي الدبلوماسية العراقية وما هو موقفها من السعودية وقطر وتركيا المتوّرطة في خلق داعش ومدّها بالدعم ؟ وهل سيبقى ( الجعفري العظيم ) صامتا كصمت أهل القبور عن جرائم هذه الدول بحق العراق دولة وشعبا ؟ أم أنّه ينتظر خروج المارد المعنوي من قمقمه ؟ أنا اشعر بالخزي والعار من جعفرينا هذا .

    أياد السماوي / المنتدى الإعلامي الحر في العراق
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media