رفع أعلام الدول من قبل الزوار في زيارة الأربعين ضرورة ملحة لتعريف العالم بعالمية هذه الزيارة
    الجمعة 27 نوفمبر / تشرين الثاني 2015 - 17:10
    خضير العواد
    ثورة الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء أرادها الله سبحانه وتعالى أن تكون المشعل الذي تهتدي به الأمم الى طريق الله القويم الذي لاعوجاج فيه وهو طريق محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين ، وهذه الثورة العظيمة الأمل الأكبر الذي تتطلع له جميع الديانات السماوية من أجل هداية البشرية الى طريق الهدى الذي أراده الله سبحانه وتعالى والذي فيه سعادة الدنيا والآخرة ، فثورة بهذه الأهمية والخطورة في مسيرة الإنسان العبادية والحياتية تعتبر من الحلقات المهمة من حلقات  الرسالة المحمدية السمحاء الخاتمة لجميع الديانات والمنقذ الأخير للبشرية من ظلمات الشرك والكفر والتخبط في وحل الصفات الرذيلة ، لهذا كُرست الجهود الجبارة من قبل جميع المعصومين عليهم السلام من أجل التحذير والتعريف بهذه الثورة في زمن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والإمام علي عليه السلام وسيدة نساء العالمين عليها السلام والإمام الحسن عليه السلام ، وقد كرس الجهد الإمام الحسين عليه السلام في تنبيه الناس وتحذيرهم وتذكيرهم بهذه الثورة فلم يترك أداة إلا واستعملها كأداة الزمان والمكان واللسان من أجل هذه العناوين ، وبعد المأساة التي صحبت هذه الثورة المقدسة العظيمة تسلمت راية الثورة الإعلامية الصديقة الصغرى زينب عليها السلام وأبدعت في مهمتها وأخرجت الثورة الحسينية من رمال كربلاء ورفعتها الى كبد السماء حتى رآها جميع المسلمون في ذلك الزمان من خلال خطاباتها ومواقفها البطولية أمام طغاة زمانها عبيد الله بن زياد ويزيد بن معاوية وكذلك عوام الناس ، وبعد هذه الثورة الإعلامية التي قامت بها السيدة زينب عليها السلام تناقلت هذه الراية ما بين جميع المعصومين عليهم السلام من الإمام زين العابدين عليه السلام الى الإمام الحجة روحي وأرواح جميع العالمين لتراب مقدمه الفداء ، فأعطوا هذه الثورة أعظم الاهتمام بل دفعوا الناس بآلاف الأحاديث التي تحث الموالين الى تعظيم كل وسيلة تعظم وتظهر هذه المأساة الحسينية في كربلاء حتى أصبحت واقعة الطف وما دارة فيها القضية المركزية لجميع الأئمة عليهم السلام ، وقد دفع جميع الأئمة عليهم السلام الموالين الى تعظيم الشعائر الحسينية وجعلها كالشمس التي تعطي الحياة لجميع الكائنات وقد ترجم علمائنا الأعلام هذا المعنى بمقولة كل ما لدينا من عاشوراء ، وهذا الاهتمام والدعم بهذه الثورة من قبل جميع المعصومين عليهم السلام وكذلك علمائنا الأعلام في زمن الغيبة هو الذي أوصل لنا نفحات وأنفاس سيد الشهداء عليه السلام وأصحابه وأهل بيته من عاشوراء كربلاء ومعها وصل إلينا الإسلام الحق المتمثل بولاية أمير المؤمنين عليه السلام ، ونتيجة للتضحيات الكبيرة والعطاء المتميز للموالين على طول الفترة الزمنية من واقعة الطف الأليمة الى هذه الأيام هو الذي جعل زيارة الأربعين بهذا الكم الهائل من الزوار وما يرافقها من عطاء وتضحيات وفداء ، وعلى كل زائر من هذه الجموع أن يقتدي بالصديقة الصغرى عليها السلام في مهمتها العظيمة التي أخرجت الثورة الحسينية الى العالم في ذلك الزمن أن يشترك في إخراج هذه الزيارة المليونية الى العالم ، ونتيجة الى التعتيم الضخم الذي تقوم به الجهات المعادية لطريق الحق علينا أن نسحب الماكينة الإعلامية مرغمة الى أجواء هذه الزيارة العظيمة من أجل نقلها الى العالم ومن ثم تعريفهم بهذا الحدث المهم ، ويتم هذا من خلال رفع كل زائر لعلم بلاده المكتوب عليه لبيك يا حسين بلغة تلك البلاد في هذه الزيارة ، هذا العمل المهم هو الأسهل والأقوى والأنجع في تعريف عالمية زيارة الأربعين ومن ثم سحب الماكينة الإعلامية لمعرفة هذا الحدث المهم ، ومن ثم الوصول الى الغاية المبتغاة وهي إخراج الثورة الحسينية الى شعوب العالم والتي من خلالها ستتعرف الى طريق الله القويم وهو طريق محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين لتحصل على سعادة الدارين ، فرفع أعلام الدول في زيارة الأربعين يعتبر أهم وسيلة لإظهاراستجابة شعوب العالم بشكل عملي وواضح بشكل جلي لا يقبل الشك لصرخة سيد الأحرار عليه السلام (( هل من ناصر ينصرنا )).

    خضير العواد
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media