الشارعُ مهددٌ بالموت !
    الجمعة 27 نوفمبر / تشرين الثاني 2015 - 17:13
    داود سلمان الكعبي
    شاعر وباحث
    أشمُّ رائحة الموتُ في كل مكان
    كرائحة عجوزٌ مسنة
    ماتت لتوها
    ماذا جرى لمدينتي الرائعة
    هل اصابها الطاعون ؟
    هل خنقتها أرجلُ الغزاة ؟
    ورودُ الحدائقُ لم تُعد كما هي
    فلذات اكبادُنا علاها الشحوب
    ذبلت شفاه النساء ، جف أثداهُا
    حبيبتي الجميلة نامت على اوتار النار
    كطفلةٍ يتيمة
    مات ابواها في ريعان الشباب
    فشاخت وهي بعمر القرنفل .
    يا ايها الربيعُ لماذا أنت حزينٌ ؟
    أين وشاحك الأخضرُ .
    أين شفاهُك الكستنائيه ؟
    وأين سنابلُ شعرك الطويله ؟
    لمْ أعد اسمعُ موسيقاك الغجريه
    عُد أيها الراجلُ
    المسافر الى مدنٍ منسيه
    الشتاءُ على الابواب
    والصقيعُ مرتدياً قبعة المطر
    كأنه في سهره
    وكأنني اسمعُ الاغاني الحزينة الذابُله
    من خلف الستارْ
    ومن فوق أزيزُ الرصاصُ، والدخان
    طفلٌ يسقطْ
    شيخٌ يموتْ
    امرأةٌ تترملْ
    وردةٌ تذبلْ
    ونايٌ ينوحْ .
    بينما الشاعرُ يكتبُ قصيدته الاخيره
    ببحر الدموع ، واوراقُ الخريفْ ,
    وأنتِ يا صغيرتي تبكين على
    قطعة حلوى مبُللةٌ بالصراخ
    واحياناً بالدموعْ ،
    ليتني أُكن شاعراً لأسطرُ
    مأساتك سفينةٌ
    بنصفِ شراع ،
    الموجُ يحاصرُ مدينتي
    من أين أأتي بسفينةِ نوحْ ؟
    موتٌ ... موتٌ .....موتْ
    لا شيء سوى الموتْ
    مفخخاتٌ تحملُ في طياتها
    أكفاناً معدة للفناءِ
    وقبورٌ للتوديعْ
    رسمتها أنامل إرهابٍ غبيه
    تكرهُ عطرُ الحياة ،
    إحذري يا صغيرتي وأنتِ تسيرين
    بملابسك المدرسيه
    صوبُ الشارعْ
    الشارعُ هو الآخر مهددٌ بالموت ! .

     
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media