جمهورية العراقية تشكو ولا من مجيب من ساستها ؟
    السبت 28 نوفمبر / تشرين الثاني 2015 - 05:14
    طارق عيسى طه
    سؤال محير للغاية عندما نتحدث عن بلد غني بثرواته الطبيعية يملك ثاني اكبر احتياطي للنفط في العالم بعد المملكة السعودية انهالت عليه الضربات القاضية واحدة تلو ألأخرى حتى اصبح محتلا للمركز ألأخير في الفساد في العالم قبل الصومال . شارك الجميع في هذه النتائج السيئة من هيئة الامم المتحدة الى الكثير من الدول العربية  عندما فرضت الهيئة ألأممية  الحصار الاقتصادي لمدة ثلاثة عشر عاما على العراق و كان ضحية الحصار الشعب العراقي فقط وبالضبط في هذه الفترة الزمنية بنى فيها صدام حسين قصوره الذهبية التي ان دلت على شيئ فتدل على البذخ في استعمال اغلى  مواد البناء من رخام الى ذهب وفضة , وهذه القصور الخيالية استولى عليها سياسيوا الصدفة في ظل قانون المحاصصة الطائفية وألأثنية والمناطقية بعد الاحتلال الانكلو امريكي الذي عطل جميع الوزارات عدا وزارة النفط التي وضع امامها دبابة لحمايتها كما يعلم الجميع وكسر بدبابته باب متحف ألأثار ألعراقي وقال للغوغائيين ادخلوا علي بابا , هذا مع العلم بان شاحنات كبيرة واقفة  قريبة من المتحف قبل احتلال بغداد بايام معدودات , الكل يعلم بقوانين بريمر وحل الجيش العراقي وفتح الحدود العراقية على مصراعيها امام قوات القاعدة كخطة امريكية لمجابهة القاعدة والقضاء عليها كما ادعى الامريكان في حينها ولكن القاعدة نمت وكبرت بعد دخولها العراق , هذه نبذة موجزة لنتائج ما يسمى بعملية تحرير العراق التي جاء على ظهر دباباتها سياسيوا الصدفة الذين عاثوا بالعراق فسادا ونهبا وفرهودا. ووصلت ألأمور الى دخول الدواعش وعصاباتهم المجرمة واحتلالهم الموصل في 9-10-2014, اي انهم اصبحوا مسيطرين بشكل علني بعد ان كانوا شركاء لقادة الجيش والسلطة المحلية في تقاسم استخراج وبيع النفط قبل ذلك , تسببوا في تهديم ألأثار التاريخية ودور العبادة للمسيحيين والمسلمين واجبروا اصحاب الديانات ألأخرى على اعتناق الدين الاسلامي او دفع الجزية ومن يعتنق الاسلام يجب ان يطهروه مهما كان قد بلغ من العمر . وبعد ايام قليلة تمت عملية ابادة جماعية في معسكر سبايكر بلغ عدد الشهداء 1700 شهيد . وبقدرة قادر لا يعرف احدا اين وصل  التقريرالذي كتبته لجنة ألأمن والدفاع البرلمانية  عن الذين سلموا الموصل الى الدواعش المجرمين التقرير الذي تم تسليمه من قبل هذه اللجنة الى د سليم الجبوري على أمل تسليمه للقضاء . اليوم وصل عدد النازحين داخل العراق الى ثلاثة ملايين وربع المليون يعيشون في ظروف تعيسة تحت زخات المطر في صرائف وخيم تنقصها التدفئة واالكثير منهم لم يستلم حصته المسماة بالمليون ,اين د رئيس لجنة النازحين المطلق ؟ واين ذهبت الترليون دينار التي خصصت للنازحين ؟ ولماذا يرفض السيد المطلك الذهاب الى البرلمان ؟ ان هؤلاء النازحين مواطنين عراقيين يعانون من البرد والمطر ومختلف الامراض وألألتهابات المرضية الجلدية لقذارة البيئة التي يعيشون فيها مات الكثير من الاطفال والشيوخ والموت يحصد الضعفاء منهم يوميا وكثرت حالات الانتحار, وساستنا يتصرفون حتى في حواراتهم السياسية بلغة الكاوبوي التي كانت في شيكاغو ايام زمان,  الصيادي وابو كلل واأسفاه ما هذه اللعنة التي اصابت بلد الانبياء والرسل بلد الحضارات والقوانين ومسلة حمورابي والكتابة واختراع العجلة ؟ والى متى تبقى الحكومة العراقية تتجاهل التظاهرات الداعية للاصلاح ومحاسبة المفسدين والحرامية ؟ على الشعب العراقي ان يكثف من تظاهراته ويجب ان تجتمع المحافظات سوية في بغداد دار السلام في ساحة التحرير يوم الجمعة القادم وتتشكل لجان تنسيقية لتوحيد الشعارات وبرمجة المسيرة واتخاذ المواقف الموحدة لمجابهة   العراقيل التي تضعها الحكومة.لقد صبر الشعب العراقي اكثرمن اللازم منتظرا من د العبادي رد فعل يتناسب مع التطورات التي جرت باسرع من التوقعات والواجب ألأن ان تتطور الاساليب الى اساليب مناسبة للوضع الجديد وهو الاعتماد على الشعب بالدرجة الاولى وجميع الحلفاء من المظلومين ابناء الفقراء بالدرجة الاولى الذين لا يخسرون سوى قيودهم

    طارق عيسى طه
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media