ابو ظبي هل لعبت صح ؟
    الأحد 29 نوفمبر / تشرين الثاني 2015 - 00:31
    داود سلمان الكعبي
    شاعر وباحث
    لطالما سمعنا ونسمع من كل حكام العرب وهم يتبجحون ، ويتقولون بأنهم ضد اسرائيل ، وأن اسرائيل كانت ولا تزال عدوهم اللدود ، ولا يمكن لهم أن يتصالحوا أو يجلسوا معهم على طاولة واحدة ، مهما كانت الاسباب . وهذا الشعار والكلام المخادع لا زال ساري المفعول . وعندنا في العراق ، على سبيل المثال لا الحصر ، لا زال ساستنا يقولون أنهم يتصالحون مع الشيطان ولا يتصالحون مع اسرائيل !، وحينما ذهب النائب والسياسي ورئيس حزب الامة مثال الالوسي الى اسرائيل بشكل علني قامت الامة عليه ولم تقعد . وقد اتهموه بأنه عميل لأسرئيل ، لكنه من جانبه ، ولردة فعل منه ، قال أنه ذهب الى اسرائيل في وضح النهار ، من اجل مصلة البلد ، لكن العديد من ساسة العراق يذهبون خفية ومن دون علم الشعب ولا حتى الاعلام .
    ونفهم من كلامه هذا ان علاقات حكام العرب باسرائيل ليست مقطوعة تماما ، لكن الاعلام ممنون من بثها ، وان هناك صلة وثيقة بين الطرفين لم تنقطع.
    لكن ابو ظبي فاجئت العالم العربي اليوم بتعيين رامي حاتان رئيسا للممثلية الاسرائيلية في أبو ظبي . وليس هذا فحسب ، بل أن مدير عام وزارة الخارجية دوري غولد قام بزيارة سرية لأبو ظبي قبل ثلاثة ايام بهدف وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق بشأن افتتاح الممثلية الاسرائيلية هناك .
    وابو ظبي تعلم انها ستواجه ردود افعال مختلفة من العالم العربي خصوصا والاسلامي عموما ، فأعلنت ، إن موقفها تجاه إسرائيل "لم يتغير"، موضحة أن "أية اتفاقات بين وكالة الطاقة المتجددة في أبوظبي ، واسرائيل لا تمثل أي تغيير في موقف الامارات أو علاقاتها بإسرائيل" بحسب زعمها .
    متذرعة بان مهام البعثات المعتمدة لدى وكالة الطاقة المتجددة تنحصر بالشؤون المتعلقة بالتواصل والتعامل مع الوكالة ولا تتعداها بأي حال من الأحوال إلى أية انشطة اخرى ولا ترتب على الدولة المضيفة أي تبعات فيما يتصل بعلاقاتها الدبلوماسية او غيرها !.
    وكلنا على علم بأن جميع الدول العربية تتملق الى اسرائيل وتطلب ودها ، ومن باب آخر تتحاشاها وتحذرها ، ولا يمكن أن تمسها بسوء .
    والسؤال المطروح هنا : هل أن الامارات العربية قد لعبت لعبتها بصحيح ؟ لا سيما وانها تعلم وجهات نظر حكام العرب وموقفها من اسرائيل ، وارادت أن تكون المبادرة الاولى قبل العرب ، للاعتراف باسرائيل كدولة .
    وهذا ما يذكرنا باتفاقية مصر واسرئيل والتي دفع ثمنها انور السادات بطلق ناري قضاء عليه: ((ففي 17 سبتمبر 1978 م وقع الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات ورئيس وزراء إسرائيل الراحل "مناحم بيجن”، إتفاقية "كامب ديفيد” بعد 12 يوماً من المفاوضات تحت إشراف الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر، والتي أنتجت بدورها العديد من التغييرات على سياسة العديد من الدول العربية تجاه مصر بسبب ما وصفه البعض بتوقيع السادات على اتفاقية السلام دون المطالبة بتنازلات إسرائيلية فضلا عن عدم مطالبة "السادات” باعتراف إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره)).
    فما المطلوب منا الا أن ننتظر الايام المقبلة ماذا سيحدث ؟، ولا نستعجل الاحداث ، فالامارات لها سياسيتها المختلفة عن العديد من الدول العربية ، وتطورها الاقتصادي والصناعي قد يجعلها تخطو خطوات هي ليست مثلما تخطوها بقية الدول .
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media