حول مشاركة العراق في قمة باريس للمناخ ؟
    الأحد 29 نوفمبر / تشرين الثاني 2015 - 18:16
    زاهر الزبيدي
    من المؤمل أن يشارك العراق في مؤتمر "قمة الأرض" للتغيرات المناخية المقرر عقدها في العاصمة الفرنسية باريس ، وزيرة الصحة العراقية السيدة عديلة حمود كانت قد أكدت خلال ورشة لمناقشة ورقة المساهمة الوطنية المعدة لمؤتمر باريس ، نهاية تشرين الثاني/اكتوبر الجاري ، أن "مشاركة العراق ستسهم في معالجة المشاريع البيئية التي تقدمها الجهات المعنية في تغير المناخ سواء تلك المتأثرة بها او الجهات الباعثة للغازات الدفيئة للوصول الى نتيجة بلورة المشاريع التي تحظى بموافقات الجهة المعنية بصندوق (المناخ الاخضر) لتمويلها ودعم العراق بما يتناسب وحجم الضرر الذي لحق به جراء تغير المناخ”. كما أوضحت أن "مؤتمر باريس للمناخ سيمكن العراق ايضا من الاستفادة من الدعم الدولي في بناء قاعدة صناعية وبيئية وفق المعايير البيئية العالمية والاهتمام باستخدام الطاقة البديلة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح كما سيمكن العراق من الاستفادة من امكانيات صندوق المناخ الاخضر”.
    في عام 2009  كانت مجلس الرئاسة ، في حينه ، قد صادقت على قانون إنضمام العراق لاتفاقية الامم المتحدة الاطارية لتغير المناخ وبروتوكول Q2 الملحق بها ، وللأسباب الموجبة التي أوضحها القانون في مشاركة المجتمع الدولي في تثبيت غازات الدفيئة في الغلاف الجوي عند مستوى يحول دون تدخل خطير من جانب الإنسان في النظام المناخي.
    تلكم المحافل الدولية التي أنقطع العراق عنها لفترات طويلة تمثل بالنسبة له اليوم أحد أهم ابواب العالم التي يجب ان نطرقها بصوت يتناغم والتردد الذي من الممكن سماعة من أذن العالم أجمع وهو يعتبر بحق المجال المهم الذي يمكننا من طرح مشاكل العراق على العالم ونحن نخوض حرباً تشتد قساوتها يوماً بعد يوم حيث أثرت الازمة الاقتصادية وما لحقته الحرب على الارهاب من تدمير كبير في البنية التحتية للكثير من المدن التي مر عليها الارهاب ، نحن نخوض حرباً بالسلاح حيناً وبالمياه حيناً آخر وحرباً أخرى تستهدف مشاريع العراق الاقتصادية والزراعية وتهدد أمنه الغذائي حتى .
    لدينا جبهات عدة نخوض عليها حروب شرسة من أجل الحفاظ على هوية العراق الزراعية والصناعية بل من أجل الحفاظ على بنية الدولة من الانهيار ، علينا أن نضع تلك الصورة القاتمة من وضع 37 مليون مواطن عراقي يعاني اكثرهم من مشاكل جمة تحت قسوة الارهاب العالمي وتحت رحمة الدول المتشاطئة مع العراق ، عسى أن نتمكن من خلال تلك القمة العالمية من انارة جزء من تلك العتمة في مشاركة دولية كبيرة وعون أممي واضح للتخلص من بعض تهديدات النظام الأيكولوجي في العراق فوحدها الأهوار العراقية من أكبر المسطحات المائية بمساحة 20 ألف كم2 تتهدد اليوم بالزوال عن طريق خفظ الحصص المائية المتفق عليها مع الجيران وتسببت في نفوق الآلاف من رؤس المواشي وتهجير مئآت الالاف من العوائل التي كانت تعتمد على الاهوار في السكن ومصادر الغذاء .
    ليس مخجلاً أن نطرح مشاكل دولتنا فلم تعد بيئة العراق بمعزل عن الكرة الارضية بل هي جزء منه وما ينوبها من تأثيرات ينوب العالم ايضاً وهنا "قمة الارض" والعراق جزءاً منها يحاول دائماً أن يرسم صورة مغايرة عن ما كانت قبل عام 2003 لم يسعفه الحظ في ذلك لأنه لم يمتلك الريشة التي يلون بها تلك المساحة المتنوعة من الثروات.
    سوف توفر باريس في قمتها هذا العام مجوعة كبيرة من الحلول الفاعلة أطلقت عليها "الحلول الطموحة" في مجالات عدة تساعد في تحسين البيئة من خلال تقليص النفايات والهدر ، إدارة البصمة الكربونية ، استحداث الانشطة الاقتصادية وفرص العمل ، تحسين وسائل النقل و التدريب والتوعية مع توفير التعبئة الدولية والمنظمات الدولية والقطاع الخاص لجمع مبلغ 100 مليار دولار سنوياً إعتباراً من عام 2020 لغرض دعم خططها الطموحة في المجال .
    بيئتنا تساهم بشكل كبير في تلوث الارض جمعاء ، ففي مقال كتبه وزير النفط العراقي السيد عادل عبد المهدي أوضح فيه "أن العراق ومن خلال احراق 600 مليون قدم3 من الغاز الطبيعي يومياً يكون في نظر العالم رابع اسوء معتد على البيئة ومع ما يرمى يومياً في دجلة من ربع مليون طن من مياه الصرف الصحي، ليبلغ التلوث البكتريولوجي (دون الكيمياوي والأخرى) للمياه كمعدل وطني 16%، ويصل احياناً 30% في بعض المناطق الجنوبية، وهو يتجاوز الـ5% كحد مسموح به وطنياً ودولياً”" .
    بذلك نكون أشد بلدان العالم بحاجة الى العون الدولي لإستثمار الغاز وفي توفير القدرة على تحديد البصمة الكربونية لبيئتنا ، نحن بحاجة الى دعم دولي كبيرة في مجال تدوير النفايات والاستفادة منها لتوفير الطاقة النظيفة أو مواردها الصناعية الاخرى في تحويلها الى سماد طبيعي يحي الارض التي زحف عليها التصحر بعد الخلل الكبير في إدارة موارد المياه ، بحاجة الى قدرات العالم في إستغلال الخلايا الشمسية في توفير الطاقة الكهربائية والعراق يمتلك مساحات شاسعة من الاراض المكشوفة وبشمس يعجز الاخرون عن وصف شدتها .
    دعوة لممثلي العراق الى قمة الارض أن يكونوا بمستوى القمة وأكثر وان يكون للعراق صوت وان تكون له الفرصة في الحصول على دعم دولي كبير في مجال البيئة وفي مجال دعم مشاريعه المستدامة وفي توفير الفرصة الاكبر له وهو في مواجهة أعتى موجات الارهاب أن يعيد بناء مدنه المدمرة . حفظ الله العراق .


    زاهر الزبيدي
    zzubaidi@gmail.com
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media