ما أشبه الليلة بالبارحة...خونة يتلاعبون بمصير العراق...وحكومة أجبن من قطاة....!!
    الأحد 29 نوفمبر / تشرين الثاني 2015 - 21:19
    أ. د. حسين حامد حسين
    لو أجرينا استفتاءا بين العراقيين للاجابة عن السؤال ألازلي الوحيد الذي يعيشونه اليوم متطلعين الى تحقيق حلمهم الأوحد : "ما هو الامل الذي يعيشه الشعب أالعراقي في القضاء على الفساد وفرض التغيير المطلوب؟"  لكان الجواب ، ونكاد نجزم : " أن الامل الوحيد يتجلى في ما يضعه العراقيون من ثقة كبرى بأبطال الحشد الشعبي من اجل التغيير المنتظر". فأبطال الحشد الشعبي هم القوة الوحيدة والحقيقية الوحيدة التي غيرت موازين القوى في اهم وجوه الحياة من خلال حماية الوطن من احتلال كامل له من قبل داعش. كما وان الحشد الشعبي ، هو القوة التي "أرعبت" رؤوس الفساد وهددت مسار الحياة المنحرفة لاحقا ، والتي صنعها ويعيشها هؤلاء المنحرفون. فهؤلاء الصناديد،  وبعد أن أحدثوا شرخا عظيما في جدار الخيانة المتمثلة بدعم الكتل البعثية السنية لداعش ، تبرهن تضحياتهم الشجاعة ، ووجودهم الحامي لشرف الارض العراقية التي يحررونها كل يوم شبرا شبرا، هي وحدها فقط ، قادرة على ان تعيد تلك الامال التي اصبحت مجرد حلم بعيد المنال لشعبنا. فالعراقيين اليوم ، بين وطني ونذل ، يرون باعينهم، ارتقاء جديد في قيمة الانسان العراقي الذي لا يثنيه الموت في رفض حياة ذليلة ودفاعه بدمه عن كرامته لانتشال هذه الحياة نفسها من وحل الذلة والانهزام والخنوع ، بعد هيمنت كتل سياسية لا تستحق حتى الحياة. فما عدا ما يسطره الحشد الشعبي من هذه الملاحم، فالعراق هو العراق نفسه ، مجرد امتداد للنظام البعث الساقط ، ولكن ، في هذه المرة ، بؤرة للخيانات في ظل كتل عراقية سياسية مجرمة، تحاول اعادة نظام الذل والعبودية ، الامر الذي جعل لشعبنا هدفا ملحا ، ان يدوس باقدامه على رؤوس هؤلاء المجرمين . 
    فمنذ الاثنتي عشرة سنة الماضية ، والعراق يفرض عليه التورط بنظام "ديمقراطي" شكلي ، ولكن ، حتى هذا النظام الشكلي ، تم التأمر على نتائجه التي اختارها الشعب ، من اجل أن يصبح ، امتدادا تدريجيا لنظام البعث الساقط ، بحيث يبقى وجود البعث الجديد باشكال كثيرة ومسميات متنوعة بهدف تغيير صيغ السياسة التي كان الارهاب ربيبا لهؤلاء. وهكذا سادت احداث تتسم بالارهاب والقتل اليومي والانقسامات والتنافر بين الطوائف التي لم تكن يوما تمثل اي مشكلة في العراق إلا ما أراد لها النظام المقبور في تهميشه للاكثرية العراقية والانتقام منها. والغريب ، ان هذه الاكثرية أفرزت من بينها كتلا من الاسلام السياسي والارهاب البعثي، ما لا تشرف الانسان الوطني في الانتماء اليها ، فالجميع ليسوا باقل اجراما بين بعضها البعض، سوى في مواقع تواجد تلك الكتل سواءا في الجنوب والوسط او في الشمال والغرب من هذا الوطن. وكانت الديمقراطية ألجديدة تمثل منهجا "عليلا"  بسر اهداف العنف والارهاب المدعوم من قبل انظمة خاسئة ، استطاعت شل الحياة بجميع معانيها الرحبة من خلال احياء الطائفية والتعنصرللمذهب والرس والولاء السياسي المبني على شحن الكراهية بين الاطراف السياسية . فالجميع تربطهم قواسم مشتركة ، تتمثل في توافقية الرضا على تقسيم الثروات فيما بينهم ، والتجاوز على العدالة الانسانية في تمييزطبقي وحياتي واجتماعي وسياسي فاق كل التصورات، بحيث لم تسبقه أي دولة  في العالم من قبل ، لا حكم ايان سمث العنصري ولادكتاتورية ستالين ولا الدساتير الامريكية ودساتير دول اوربا في بدايات القرن العشرين ، ما عدا نظام المقبور صدام خلال اربعين عاما من خطة تمزيقه للعراق.
    واليوم ، حينما ننظر من حولنا ونتمعن في احوال ونتائج كوارث داعش في احتلالها ثلث مساحة العراق ، نجد أن من بين أسبابها الرئيسية مواقف رئيس الحكومة ورئيس البرلمان التي تمثل أقصى درجات بؤس التوافق والانسجام في الجرائم والانتهازية والجبن والخديعة والاستهتاروالاستسلام أمام كتل سياسية مجرمة ، تأمرت على العراق وأعانت داعش وساهمت على اسقاط الموصل واجتياح العراق . فاسامة وأخاه أثيل النجيفي ، كانا على رأس تلك الخيانة الجبانة ، التي أدركها العراقيون ، كما هم يدركون من قبل ذلك ، من هما اسامة واثيل ومواقف العائلة الطائعة ابدا الى السياسات العثمانية في تقسيم الوطن العراقي . ولكن حتى الخيانة الجديدة في التجمع الجديد برئاسة اسامة النجيفي ، والتي سيدفع شعبنا ثمنها غاليا، وهو يحاول ان يكون تجمعه وسيلة جديدة لتهديد ألامن الوطني العراقي مع عدد من الخونة المشبوهين من لصوص ومنتمين لداعش ومطلوبين للعدالة ، من اجل استمرار زيادة اقلاق المجتمع العراقي. حيث وجدناها مرت وكأن شيئا لم يكن، ولم تكن من الاهمية لتثيرغضب الحكومة. ولكن كيف لهذا التجمع ليثير غضب الحكومة ، ورئيس البرلمان أحد أبرز المنتمين لهذا التجمع المشبوه وتعد هذه الخطوة الاولى في طريق "التوسع" لضم "معارضي الداخل والخارج" ، وفقا ل"المفرجي" ، المتحدث باسم التجمع. كما ولم يثير هذا التجمع المشبوه حتلى الكتل الشيعية التي "يقال" أنها تقوم بادارة شؤون البلاد!!!.
    فبعد سقوط الموصل بيومين او ثلاثة ، كانت هناك مقابلة تلقزيونية مع صحفي عراقي شاب " لا يحضرني اسمه للاسف" ، كان متواجدا في عمله الصحفي في الموصل عند سقوطها. وكان هذا الشاب الصحفي قد عاش تلك الجريمة التي تبناها أثيل واسامة في تداعيات سقوط الموصل. وقد ظهر هذا الشاب الوطني النبيل في التلفزيون العراقي ، ليصف للعراقييين ما حصل بالضبط وخصوصا تصريحات الخائن أثيل النجيفي للتلفزيون المحلي في الموصل عن "سقوط المدينة" ، والتي حينذاك لم تسقط بعد . ثم اجتماعات اثيل مع القيادات العسكرية هناك ، وما تلى ذلك من انسحاب لتلك القيادات العسكرية بعد ذلك مباشرة مع قواتهم ، وترك المدينة لداعش!!!
    فضلا عن موقف الدكتاتور رئيس الاقليم ، عند دخول داعش الى الموصل، وأعطاء الاوامر الى البيشمركة بعدم التعرض لداعش ، موجها إياهم بقوله ( ان المعركة داعش مع الشيعة ، وليست مع الاكراد)!!
    واليوم ، نرى نتائج الخيانات تلك ، تكرر نفسها من خلال "تحديات جديدة" سواءا من قبل رئيس الاقليم المنتهية ولايته في ضمه اجزاء من الوطن العراقي للاقليم ، أو تكرار تصريحاته بالانفصال، ومن ثم استمراره فرض نفسه حاكما على الشعب الكردي بالقوة. كذلك وفي نفس هذا النهج المستهتر، ألذي يعلنه اسامة النجيفي في العاصمة الاردنية عمان، يوم الاحد،11، 22 ، 15 ، عن تشكيل تكتل جديد "للقوى السنية في العراق" (عمان (صوت الجالية العراقية) ، والذي تكون من أسامة النجيفي، وسليم الجبوري، وصالح المطلك، وجمال الكربولي، وخالد المفرجي ومحمود المشهداني، ووزير التخطيط سلمان الجميلي، وعبد الله عجيل الياور. فالذي حصل ، وعلى ما يبدوا، وكأن النجيفي هذا قد تمت "مكافئته" من قبل حكومة العبادي على تلك الخيانة. فحكومة العبادي التي لم تلتزم بالصمت فحسب امام تلك الخيانة الوطنية في سقوط الموصل ، نجدها أيضا ، "خرساء" اليوم أيضا حينما تجد اسامة النجيفي يحاول ان يكون وسيلة جديدة لتهديد ألامن الوطني العراقي من خلال "تجميعه" لعدد من الخونة المشبوهين من لصوص ومنتمين لداعش ومطلوبين للعدالة ، من اجل استمرار زيادة اقلاق المجتمع العراقي. والتبرير لانشاء مثل هذا التجمع وحسب النائب خالد المفرجي هو : " ان "التكتل يهدف الى توحيد الموقف السني في العراق ومعالجة الاخطاء السابقة" كما وأن هذا التجمع هوأيضا : " يسعى الى مساعدة جمهورنا في المحافظات الستة وتسلم ملف النازحين من الحكومة التي فشلت في حله..." . " كما وتعد هذه الخطوة الاولى في طريق توسع التجمع الجديد، وفقا للمتحدث باسمه ، "المفرجي" ، نحو معارضي الداخل والخارج. ويضيف ان "اللجنة سيكون لها نظام داخلي وآليات عمل وسوف تبدأ بالضغط عبر الشخصيات البارزة المشاركة فيه لتحقيق الاهداف السياسية وتشريع قوانين مهمة مثل العفو العام والحرس الوطني"....(انتهى)
    ولكن ، ووفق – بغداد (سكاي برس) ، وفي المقابل لذلك التجمع المشبوه ، هددت عشائر سنية من الوطنيين الاحرارمن محافظتي صلاح الدين والانبار بمقاضاة رئيس ائتلاف متحدون اسامة النجيفي وعدد من القيادات السنية على اثر اجتماعهم في عمان باعتبارهم ممثلين عن تلك المحافظات، رافضة تلك العشائر بان يمثلها هؤلاء السياسيون المتهمين باسقاط محافظاتهم بيد الارهاب" 
    وقال الشيخ فيصل العسافي الامين العام للعشائر المنتفضة ضد داعش الارهابي لـ"سكاي برس"، ان "الشخصيات التي شكلت هذا التنظيم غير ممثلة للسنة في المحافظات التي يتواجدون فيها , لانهم متهمين مسبقا بالتسبب باجتياح تنظيم داعش الاجرامي لتلك المحافظات"، مشيرا الى ان "العشائر في تلك المحافظات ستقاضيهم قانونيا وعشائريا بعد التخلص من داعش" . "
    وأضاف العسافي ان "عددا من شيوخ ووجهاء عشائر صلاح الدين والانبار اجتمعوا على خلفية تشكيل "لجنة التنسيق العليا" وخرجوا بقرار نهائي يرفض هذا التكتل ومنعه من التحدث باسم المحافظات والمناطق السنية.... (انتهى).
    ان العراقيين يتطلعون الى انتخابات مبكرة لحل الكثير من هذه التحديات، ولكن بشرط ، ان الكتل السياسية هذه جميعا لا تشترك في الانتخابات ، لازاحة مأسي العراق . والحشد الشعبي بعد تحرير الموصل ، هو الامل الكبير في تفعيل هذا النهج الجديد في الانتخابات ، ونأمل ان يكون بالحزم المرتجى من قيادات هذا الحشد الشجاع. فالكتل السياسية برمتها ، هي المسؤولة عن تعقيدات الاوضاع ، وهي تتحمل أيضا كل المسؤولية التي لحقت بالعراق في تسهيل مهمة نشر الفساد والخراب والسلب والنهب الحاصل اليوم، وكذلك في محاولة إعادة البعث الى السلطات الثلاث.
    فمن المفارقات الطريفة، ان مواقف اسامة النجيفي مع جوقة"مؤتمر أربيل" في السابق ومحاولة سحب الثقة عن حكومة المالكي ووقوفهم بشرور شيطانية وبمساندة انظمة الشر والعدوان، ووقف اسامة النجيفي انذاك لتسويف القرارات والمنجزات ، نجد اليوم ، أن رئاسة حكومة العبادي ورئاسة البرلمان في "انسجام" لايحسدان عليه ، ولكن ، من اجل تمشية واستنهاض ما يقوم به حيدر العبادي في خيانته العلنية وتسويفه للاصلاحات ، فما أشبه الليلة بالبارحة...!!! 
    حماك الله يا عراقنا السامق...
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media