غيومُ فراقُك الى الآنْ
لم تهطلُ مطراً
كأنّ السماءُ أزفتْ
على توديع النهارْ
فخيّمُ الليلُ
بلا أهدابْ ،
وأنياباً تعضُ
خارطة الدموعْ
فتسكبُ على خد النجومْ
سكيناً بلا أسنانْ .
كيف يتحملُ ذلك
قلبي المتوّجُ
بالوداع ؟ .
* * * * *
أبي .... !
هل تسمعُ أنيني
المعجون بالحناءْ
في ليلة محرّم ؟ !
هل تدركُ القمرُ الباسمْ
وقد تهاوى للذبول ؟ .
أبي .... !
إمنحني عطرُك
سلّفني ذكراك
وأسقني ماء صبرك .
* * * * * *
الدموعُ وحدُها
من يعزف ألأسى ،
والفجيعةُ وحدُها
من تدركُ
أن لهذا الليل
وخزاتٌ كوخزاتُ الابرْ
على جسدٍ
مكبّل بالغيابْ .
متى يكون اللقاء ؟
هل ثمة طريقٍ
يجمُعنا
على مائدة السفرْ ؟
إن الأرضُ اليبابْ
لا زالت تحنُ
للقاء المطرْ .
شعر: داود سلمان الكعبي
29/10/2015 بغداد