السعودية وإيران فشلُ سياسةٍ ونجاحُ اخرى
    الثلاثاء 1 ديسمبر / كانون الأول 2015 - 04:09
    علاء الخطيب
    كاتب وإعلامي
    حاولت السعودية ومن خلال مليارات الدولارات ان تجد لها موطأ قدم بين الكبار وان تفرض  هيبتها كدولة ذات تأثير في السياسة الدولية  والشرق أوسطية على اقل التقادير ، وسعت بكل ما تملك  من سطوة إعلامية واقتصادية الى ذلك ، فقد عقدت صفقات  مهولة مع فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة  وفي شتى المجالات حتى عدت الصفقة الفرنسية أضخم الصفقات في العصر الحديث اذ بلغت 12مليار  دولار ، كما سخرت المملكة  الكثير من الأقلام العربية والعالمية في تلميع صورتها ، واشترت وأسست كبريات الصحف  والفضائيات العربية ،إلا ان الفكر الوهابي السلفي المتطرف  الذي رعته و مولته أجهض كل مشاريعها ،  و بائت كل محاولاتها  بالفشل ولم تجدي كل المليارات التي أنفقت  في جعل العالم يغض الطرف عن كونها مصنع الفكر المتطرف والكراهية  ، وفي الجانب الآخر حثت الخطى الى جعل ايران دولة منبوذة وأوحت الى الدوائر الغربية ان مستقبلهم مرهون بالهيمنة السعودية في المنطقة  وليس مع ايران وصادرت قرار مجلس التعاون في حربها مع اليمن  فغض الغرب طرفه عن تدخلها في البحرين  واليمن ، وأحست السعودية بالزهو و الغطرسة  ،  وكانت سوريا ومن ثم اليمن القشة التي قصمت ظهر السعودية ، حيث بلغت الطائفية ذروتها ، وكانت داعش  ورقة التوت الاخيرة التي سقطت عنها  لتبدو عارية  من كل شئ سوى الارهاب والكراهية والتطرف  ، فتعالت الأصوات في الغرب لمعاقبة الدولة المارقة ، وباتت كلمة الوهابية والتطرف يلازم السعودية في كل الصحف الغربية ، وهي تدافع عنها  وراحت تُحاصر شيئا فشيئا  وتنغلق على نفسها وتلف حولها شرنقة الفكر المتطرف،  وفي الجانب الاخر مضت ايران الى فك عزلتها دون ان تقدم تنازلات على حساب  متبنياتها الوطنية ، وانتصرت في مفاوضاتها النووية  وأصبحت رقما صعبا في معادلة الشرق الاوسط  والدولة الأكثر تأثيرا فيه ، فمن الحصار الى الانفتاح والتسابق عليها ،  الى تحقيقها نصرا اقتصاديا وسياسيا ، ففي المؤتمر الخاص بعقود ايران النفطية  الأخير الذي عقد في طهران تشارك 162 شركة اجنبية  للاستثمار والعمل في ايران تتصدرها شركة شيل الهولندية البريطانية  وتوتال الفرنسية  ولوك أويل وغاز بروم الروسيتين، ويتزامن هذا المؤتمر مع رفع العقوبات عن ايران  ودعوات لفرض عقوبات وحصار على السعودية  ،إنها  المفارقة  التي تدعو لمراجعة فشل سياسة ونجاح اخرى ، ايران تتعاقد مع الشركات الأجنبية من موقع القوة وتفرض  وتصر على ضرورة نقل التكنولوجيا المتطورة مع العقود بينما تقدم السعودية كل التسهيلات  دون قيد اوشرط. للشركات ،دون ان  يشفع لها هذا  عند ذوي الأقلام الحرة والكلمة الحرة في العالم الغربي ً  فهناك دعوات للانفتاح على ايران الشيعية وجعلها كحليف للغرب  وأخرى تدعو الى تصنيف السعودية كعدو ، فشتان بين اليوم والأمس وسبحان مغير الأحوال ،  ولكن لا عجب فقد اختارت السعودية  محاصرت نفسها بالفكر الوهابي. واختارت ايران ان تسير نحو الانفتاح بعقلانيتها.

    علاء الخطيب / كاتب واعلامي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media