التضليل بالبراءة من داعش
    هؤلاء الذين يدعمون داعش، استنبطوا الحيلة لدعمه، تحت غطاء "البراءة" منه
    الثلاثاء 1 ديسمبر / كانون الأول 2015 - 05:28
    بغداد (المسلة) - بعد إسقاط الطائرة الروسية، من قبل القوات التركية، طفت على السطح، أكثر من ذي قبل، رغوة الحديث عن الداعمين الحقيقيين لأطراف النزاع في سوريا، وعلى رأسها تنظيم داعش، العابر لحدود سوريا إلى العراق.

    مازلنا نجترّ هذه الأسئلة، منذ نشوء داعش، وتشكّل جذوره. لكنها أسئلة تتعثّر حولها الإجابة إلى الآن، بسبب ضبابية السياسة، ودخان رجالها.

    تركيا تنفي دعم داعش، فيما تتّهم في الوقت نفسه، بشار الأسد، بأنه هو مَنْ يشتري النفط منها، وبالتالي فان روسيا الداعمة له، تدعم داعش أيضا.

    روسيا شرعت في إعلامها، الحديث بوضوح، عن دعم تركيا لداعش.

    السعودية تنفي دعم داعش، وانّ تبنيها الوهابية السلفية، لا يعني دعمها للتنظيمات المتطرفة.

    السلفيون في السعودية والخليج ومصر والمغرب العربي، يرفضون ما يقال عن دعمهم لداعش.

    السعودية تردّ بان نظام بشار الأسد هو الداعم الأول لتهريب هؤلاء المقاتلين إلى العراق بعد الاحتلال الأمريكي، بشهادة نوري المالكي.

    قطر تقول إنّ سياسات "إقصاء" عراقية أوجدت داعش، وانها لم تموّل مثل هكذا تنظيم، ولا غيره من التنظيمات الإرهابية.

    السنّة في العراق والأردن وسوريا يتبرأون من داعش، في المجمل العام.

    الولايات المتحدة تؤكد حربها على داعش، وتنفي بأنّ احتلاها للعراق، سببٌ في نشوئه وتوسعه.

    إسرائيل تؤيد حربا كونية على داعش، وتنفي إنها تستفاد من الصراعات التي تندلع بسبب هذا التنظيم، وتؤكد ان سياساتها مع الفلسطينيين "ارحم" من علاقات بعض الأنظمة العربية بشعوبها، وبالتالي فلا مجال للحديث عن إنّ ظلمها للفلسطينيين، برّر للبعض دعم داعش.

    التيارات الإسلامية قاطبة تقول إنها تنبذ داعش.

    وخلاصة الحديث، إن لا احد يدعم داعش، سواء في الأقوال، أو الأفعال، وليس من جهة تتبنّاه، ولا حاضنة تطيل أمد حياته، ولا دول تدعمه بالمال والسلاح..

    ومع ذلك، فانّ داعش باقٍ، فلا قصف حسم أمره، ولا مقاطعة جفّفت أمواله.

    هؤلاء الذين يدعمون داعش، استنبطوا الحيلة لدعمه، تحت غطاء "البراءة" منه.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media