قمة المناخ والتنمية المستدامة في العراق
    الثلاثاء 1 ديسمبر / كانون الأول 2015 - 21:20
    زاهر الزبيدي
    قمة المناخ التي تعقد في باريس بحضور 150 رئيس دولة وحكومة في العالم ؛ تطرح ملامح إيجابية كبيرة في إمكانية توحد العالم اليوم في مواجهة تغييرات المناخ الكبيرة وارتفاع معدل درجات حرارة الارض درجتان مؤيتان قد تمثل تحدياً كبيراً للمخلوقات والاخلال بالتوازن الايكولوجي على سطح الكوكب مما يتسبب كثيراً في تعذر الوصول الى بيئة مستدامة توفر للأجيال القدرة على العيش بها بسهولة .
    يحذر الاختصاصي في الجغرافيا السياسية للمناخ في جامعة العلوم السياسية في باريس فرانسوا جيمين، على غرار العديد من الخبراء، من أن الاختلال المناخي سيسهم في تفاقم الأزمات والنزاعات. ولمواجهته يشدد الاختصاصي على "وجوب التفكير في آليات تعاون بين الدول" .
    العراق لا يختلف كثيراً عن بقية دول العالم ، عليه أن يدرك حجم التحديات التي تواجه البيئة العراقية ويفهم الرهانات المستقبلية عليها ، البيئة جزءاً مهماً من حياتنا فعليها نعيش ومن هوائها نتنفس ومن تربتها نقتات ونستخرج مواردنا ، البيئة كل شيء بالنسبة للعالم تفرد الكابينات الحكومية في العالم أجندات واسعة قابلة للتحقيق دائماً في سبيل استدامتها . ولكننا للعكس في كل شيء ، "شخطة قلم" كما يقال ألغيت وزارة البيئة لدينا واركنت ملاكاتها واعمالها الى وزارة أخرى لديها مايكفيها من تحديات مواجهة لاتقل خطورة عن ما يواجه البيئة .
    علينا أن نساهم في تعاون كبير مع دول العالم في الحد من خطورة تأثيرات الانبعاثات الكاربونية وما تخلفه من أمطار حامضية خطيرة تؤثر على التربة بشكل كبير وتقلل من خصوبتها ، نحن لا نفكر في البيئة المستدامة لأجيالنا همنا أن نحلب منها ما نحتاجه لنتركها متهالكة يزحف علها التصحر وترتفع نسب ملوحتها مما يجعل استصلاحها ضرباً من المستحيل .
    القمة العالمية ، أكثر الفرص المتاحة فعالية في الاستفادة من التجارب الكبيرة التي طرزت الارض ، طاقات نظيفة عن طريق حركة الرياح والطاقة الشمسية ، زراعة متوازنة وطرق ري معتدلة تساهم في توفير المياه ، وانظمة تساهم في الحد من مخاطر الكربون الناتج عن عمليات الاحتراق العشوائية للغاز المصاحب لعمليات استخراج النفط التلوث الاجم عنها ومعالجات سريعة لملايين الاطنان من النفايات التي تلقى في الانهار والتي تتسبب دائماً في تأثير مباشر على الثروة السمكية .
    الرئيس معصوم كان قد أشار في كلمته التي القاها في المؤتمر عن التهديدات والانتهاكات البيئية التي يتعرض لها العراق وهو يمثل حاجز الصد الاول والمباشر امام الارهاب حيث قال : "نقاوم بعزيمة هذا الخطر الإرهابي الذي لم يتورع في ارتكاب أبشع الجرائم ضد البيئة بتفجير السدود والجسور وحرق آبار النفط بموازاة جرائمه ضد كل العراقيين بمختلف قومياتهم وأديانهم وطوائفهم وباقي مكوناتهم فضلا عن تدمير دور العبادة لمختلف الأديان والطوائف. لكن مواجهة ارهاب داعش مهمة المجتمع الدولي كله. فمن الضروري تجفيف منابعه المالية والاقتصادية وحماية الأطفال والمراهقين والشباب من أن يقعوا في شراك الأرهاب".
    كما اشار الى دعم العراق الكامل للجهود الاممية الرامية للحد من ظاهرة تغيير المناخ مشيراً الى معانات البيئة العراقية من تأثيرات الهدم قائلاً : "لقد عانت البيئة العراقية الكثير من المشاكل والتهديم على مر الاجيال نتيجة الحروب المتكررة والاهمال وسوء الادارة خلال العقود الاربعة الماضية ما زاد من هشاشتها لمواجهة الآثار التي تركها التغيير المناخي على كافة القطاعات الحيوية حيث زادت موجات الحر والجفاف مما اثر بشكل مباشر على تزايد هبوب العواصف الغبارية وزيادة المساحات القاحلة والمعرضة للتصحر على حساب الاراضي المزروعة كما انخفضت نسب المياه الواردة إليه من دول الجوار، مما اضر باقتصادنا الوطني وقلص من فرص العمل وزاد من مستويات الفقر واثر بشكل ملحوظ على صحة المواطن العراقي، وتسبب باختلال ديموغرافي خطير".
    الرئيس معصوم شخصية يقابلها العالم بالإحترام والتقدير ونأمل من سيادته مع الوفد المرافق له أن يتمكن من إنتزاع حق من حقوق العراقيين من الدول المتشاطئة معه يتمثل بالإطلاقات المائية من تركيا وإيران ، الموضوع يجب أن يطرح على هامش القمة وامام انظار الامم المتحدة عسى ان يكون لحضور تركيا وايران لوضع الدولتين أمام الامر الواقع وامام العالم أجمع لنحصل على حق فرطنا به لفترات طويلة وتماهلنا به فأهملنا تربتنا والمسطحات المائية الكبيرة ، الاهوار، التي قاربت على الجفاف .
    الاهوار بالنسبة للعراق جزءاً مهماً علينا استدامة العمل بها والعراق بلد زراعي لأمتلاكه أكثر من خمسون مليون دونم من الممكن زراعتها ، المستغل منها للزراعة بلغ 14 مليون دونم أي بنسبة 28% منها ، حسب البيانات الاحصائية لوزارة الزراعة لعام 2014 ونشرتها على موقعها الالكتروني ، بينما تمتلك مصر 9.3 مليون فدان أي 39 مليون دونم حسب إحصائية وزارة الزراعة المصرية ، والزراعة المصرية تواكب التطور ووصلت منتجاتها أسواق العراق بفعل ستراتيجية زراعية اعتمدتها مصر في تطوير قدراتها الزراعية ، بينما عجزنا نحن عن إستغلال اراضينا لتوجيه تنميتنا الاقتصادية المستدامة في طريقها الصحية وبالتالي الحفاظ على أمن الاجيال الغذائي .
    أراضينا الزراعية مهددة بآفات عدة أهمها أرتفاع نسب الملوحة بسبب إنخفاظ معدلات المياه الواصلة وزحف التصحر عليها ليقضم كل عام نسب كثيرة منها بفعل إرتفاع درجات الحرارة والحروب والأزمات الاقتصادية المتلاحقة علينا ان نقاتل من أجل حقوقنا في المياه ومنذ اليوم يجب أن يكون لدينا رؤية نعمل على تحقيقها بقوة القانون ونضع من خلالها النفط جانباً نستهدف من خلالها أمن بيئتنا المستدام والحفاظ على كنوز الارض للأجيال القادمة .

    زاهر الزبيدي
    zzubaidi@gmail.com
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media