هل كان افلاس العراق سببا لفشل مباحثات بغداد-اربيل؟
    الجمعة 20 فبراير / شباط 2015 - 17:46
    جمال فاروق الجاف
    كاتب ومحلل سياسي كردستاني
    في مؤتمر صحفي عقب عودته من بغداد فارغ اليدين ادلى السيد نيجيرفان البارزاني (رئيس وزراء الاقليم) بتصريح اوعز سبب اخفاقهم في محادثاتهم مع الحكومة العراقية  الى افلاس العراق  وعدم توفر السيولة النقدية في حوزة الحكومة الاتحادية

    هوشيار عبد الله (رئيس كتلة التغيير في البرلمان العراقي) في مقابلة مع قناة NRT  الكردية اوعز سبب اخفاق الوفد الكردي في محادثاته مع الحكومة الاتحادية قائلا :ان حكومة الاقليم لم تفي بوعدها ازاء تصدير 250 الف برميل يوميا.. واضاف قائلا بان الاقليم من 1-1  الى 18-1-2015 عجز عن تزويد بغداد ب 250 الف برميل علما بان الاقليم كان يصدر  في تلك الفترة ذاتها  390  الف برميل يوميا(حسب قوله)

    النائب الكردي الدكتور مثنى امين رئيس كتلة الاتحاد الاسلامي في تصريج لمجلة لفين الكردية ذكر (المعضلة هي ان حكومة الاقليم كانت قد تعهدت بتصدير 250 برميل من نفط الاقليم و 300 من نفط كركوك لكنها صدرت فقط 150 الف برميل...) 

    آرام شيخ محمد نائب رئيس مجلس النواب (لدى اجتماع الرئاسات الثلاث طلبنا من رئيس الوزراء توضيحا حول حول عدم صرف حصة الاقليم من الميزانية  اجاب رئيس الوزراء بان الجانب الكردي جاء يطالب بحصة الاقليم في الوقت الذي لم يلتزم الاقليم بنص اتفاقيتنا)..

    وكما ترون لم يتطرق احدهم الى افلاس الدولة العراقية.. فمن اين جاء السيد نيجيرفان بهذا المصطلح الذي يسيء الى العراق وهيبته في الاسواق المالية العالمية ويؤثر سلبا على سعر الدينار العراقي في اسواق البورصة..

    السؤال لماذا لم تلتزم حكومة الاقليم بالاتفاقية التي تنص في المادة 10 الفقرة 3 بما يلي ( في حالةعدم ايفاء اي طرف بالتزاماته النفطية او المالية المتفق عليها في هذه الموازنة يكون الطرف الآخر غير ملزم بالايفاء)

    حكومة الاقليم تستعين بحجج واهية منها ان انابيب كردستان لا تتحمل ضخ هذا الكم الهائل من النفط.. الم تعلموا بذلك حين وقعتم الاتفاقية!!

    في الحقيقة ان حكومة الاقليم تتماطل بل وتتعمد بعدم الوصول الى اتفاق مع الحكومة العراقية لانها مكبلة بقيود الاتفاقية النفطية مع تركيا.. وان اي اتفاق مع الحكومة العراقية قد تضرب مصالح الذين وقعوا اتفاقية 50 سنه مع تركيا (دون علم او موافقة برلمان كردستان..)

    لقد  اخفقت حكومة الاقليم في تنفيذ التزاماتها والعبادي يستعين بقوة  بقانون موقع من قبل الطرفين. وعليه فعلى موظفي كردستان وبيشمركة كردستان البواسل في جبهات القتال ان يشدوا الاحزمة على بطونهم فحكومة الاقليم واقعة في مستنقع ورطة لا مخرج منها على المدى القريب ..

    الى هنا اكتفي فلقد مللنا من الحديث عن العائدات المفقودة للنفط  الكردي المصدر عبر التنكرات و الانابيب لسنوات عديدة.. ولكن من حقنا ان نسأل من المفلس حقا العراق ام حكومة الاقليم التي تتواجد الان في تركيا تلتمس ارشادات اردوغان للجولة القادمة مع العبادي و تستجدي 500 مليون دولار قرضا لدفع موظفيها المغلوبين على امرهم؟

    لقد فشلت حكومة الاقليم في ادارة امور الاقليم. عشر سنوات وحكومة بعد حكومة واخفاقات تلو الاخغافات. فاصبح الشعب الكردي يحن في كل سنة للسنة الفائتة. والمتربعون على العرش مصرون على المضي في ادارتهم الفاشلة.. ان الشعب الكردي لا يفتقر الى كفاءات بامكانها ان تقود الاقليم الى بر الامان فيتنعم الشعب الكردي ببحبوبة العيش في فضاء غير متشنج مع الحومة الاتحادية.. انظروا الى كركوك بادارة الدكتور نجم الدين كريم محافظ كركوك ففي خلال سنوات قليلة استعادت كركوك جمالها ورونقها.. لن يتخلص الاقليم من الازمات الا بادارة حكومة تكنوقراطية خبيرة (بعيدة عن المحسوبية) وبقيادات براغماتيه كالدكتور نجم الدين..

    ان ما نتعرض له نحن مواطنوا الاقليم من اجحاف على يد هذه الحكومة لو حدث ذلك في اية دولة ديمقراطية لسارع المسؤولون عن الاخفاق الى الاستقاله. ولكن هذا ما لا يمكن توقعها من حكومة كما وصفها الدكتور مثنى امين قائلا( حكومة الاقليم تعني الحزب الديمقراطي الكردستاني وسياستنا النفطية تعني آشتي هورامي)

     

    جمال فاروق الجاف
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media