لدغة كشفت العيوب
    الأثنين 2 مارس / أذار 2015 - 06:00
    حسن الخفاجي
     هل جابر هو مريض أو متمارض لا احد يعرف ؟. مغص معوي ورشح وحمى لأيام ألزمته فراش المرض واستمر أشهرا عدة . اضطرت زوجته للذهاب  لإدارة  زاويته التي يبيع فيها الشاي . ارتفع صوت صراخه ليلا،  كنا نظن انه ينازع الموت ،  قابلناه واقفا ممسكا بقدمه بكامل قواه ، لدغته عقرب ، نقلناه إلى المستشفى ، عالجوه بأمصال مضادة للسموم ، عاد بعدها بكامل صحته إلى عمله .
    على الرغم من الدمار والخراب والجرائم التي ارتكبها الدواعش إلا أن لجرائمهم  بعض التأثيرات الجانبية المفيدة ، كشفت جرائم داعش اجرام ووحشية ودموية الوهابية ، لقد بانت عوراتهم وانكشفوا للجميع ولم تعد مليارات صرفتها السعودية للتسويق لهذا الفكر تغطي على  اجرامهم واصبحوا موضع اتهام اغلبية المسلمين .
    على المستوى الدولي كشف لنا داعش زيف ونفاق الغرب ، الذي هزم مليون جندي من جيش صدام  مجهزين بكميات كبيرة من الأسلحة والاعتدة وأخرجوهم  من الكويت ووصلوا على مشارف بغداد بفترة ٤١ يوما ، بعدها بأعوام احتلوا بغداد بحرب  دامت اقل من شهر. يقولون أنهم بحاجة إلى  ثلاث سنوات لهزيمة داعش !..
    النقطة الأهم ان الغرب يحارب نتائج الجريمة ويترك مسبباتها ، مجاملة للسعودية ونفطها وثرواتها !.
    كشف داعش للموهومين بقوة وصلابة الأمة العربية ، إنها امة من ورق قابلة للتمزيق بأيدي صبية من أبنائها . للموهومين بوحدة المسلمين كشف داعش إن المسلمين ابعد ما يكونوا عن الوحدة وهم  اقرب إلى الصدام .
    اكتشاف آخر مهم أثبته داعش ، العرب والمسلمين من السهل جدا اختراقهم ! .
    على الصعيد المحلي فان تنظيم داعش اثبت بالبرهان ان له جناحان واحد يقاتل والآخر داخل العملية السياسية  . من خلال معايشتنا لجرائم البعث ، عرفنا بدلالة مجازر سابقة أرتكبها البعث بحق العراقيين ، ان الدواعش  بعثيون ، قبل ان يكشف  السيد لافروف وزير خارجية روسيا ،  ان قيادات القتل بداعش بيد بعثيين كبار .
    الحواضن القليلة التي كانت بأماكن متفرقة جمعها وكشفها داعش وأصبحت محافظات كاملة تحت سيطرته ،  وقفت القلة القليلة من النجباء من أبناء هذه المحافظات ضدهم ، ولم يغير باقي الخيرين موقفهم المساند لداعش إلا بعد ان تعرضوا  إلى لدغات الدواعش ، وظلت نسبة كبيرة من ابناء هذه المحافظات تقاتل معهم .
    على المستوى الوطني وحدت جرائم داعش المتضررين منه ، لولاهم لبقينا مختلفين إلى ما شاء الله .
    على مستوى البيت الشيعي فان داعش كشف لنا  أقنعة عوائل " الإقطاع السياسي " ، الذي ينوي استعمارنا لفترات لا يعلم بها إلا الله ، لولا لدغة داعش ، التي أثبتت أنهم ابعد ما يكونوا عن الوطن ، واقرب إلى الفرهود .
    لقد كشفت لدغة الدواعش عن الخلل في جينات من يريدون من الوطن ان يظل بقرة حلوب لاشخاص  وعوائل ظنت إن ارثها كفيل بان يرثها ملك صدام العضوض ، ملكا صرفا دون العراقيين .
    بواسطة داعش اكتشفنا كيف يفكر بعض شركاء الوطن ، السيد مسعود البرزاني  قال:" العراق ما بعد احتلال الموصل ليس العراق ما قبله".
    أعظم انجاز تحقق للوطن بعد لدغة داعش هو تشكيل قوات التغيير القادم   الحشد الشعبي ، القوة التي نزلت إلى الميدان لمقاتلة داعش وحماية الوطن ، بينما اكتفى الآخرون بالخطابات واستحداث المصطلحات.
    الخارطة السياسية العراقية كانت ستظل على ما هي عليه بتغيرات طفيفة لولا لدغة داعش وولادة الحشد الشعبي ، الذي سيكون رهان اغلب الوطنيين ، لأنه يحمل نواة التغيير القادم .
      الدماء العراقية الزكية لكل مكونات الشعب العراقي رسمت لوحة تلاحم وأخوة شدائد بديعة ، لا يمكن ان يفرقها أيا كان . لقد قاتلت مكونات الشعب العراقي داعش كفريق واحدد  مثلما أصبح للإرهاب فريق أممي للقتل .
    لدغة  العقرب أعادة جابر واقفا صلبا إلى عمله .اجزم أن لدغة داعش ستعيد العراق إلى القه على الرغم من  الضحايا والجراح والخراب .
    قديما قالوا :"رب ضارة نافعة " .
    "عقائد الأمس الهادئ لا تكفي لمواجهة الحاضر العاصف "


    الاثنين ٢ اذار ٢٠١٥
    Hassan.a.alkhafaji@ gmail.com


    التعليقات
    1 - وماذا عن الخونة والانبطاحيين
    داخل السومري    02/03/2015 - 12:51:0
    لقد ضربت يا استاذ حسن على الوتر الحساس مثل كل مرة تطل بها علينا.ابناء هذا البلد المغلوب على امره عانى ولا يزال يعاني من لدغ العقارب السامة والقاتلة.وهذه العقارب تتكاثر وتتعدد انواعها واشكالها.فالعقارب الوهابية, وبفضل من يعسها بالغذاء من عقارب العم سام ونتنياهو,نشطة في تفريخ عقارب بألوان واسماء مختلفة.وماذا عن العقارب التي تتظاهر بحبها لنا وحماية حقوقنا ولاكنها تلدغنا في كل لحظة وتسرق قوتنا.هل من رادع وهل من محاسب لحكومة العبادي المنبطحة والمتخاذلة على مصافحاتها لقتلت ابناء شعبنا.وهل من رادع للصبية ورثة العوائل النجفية الدينية وكفهم عن العبث بمصير هذاالشعب بأسم وهابيتهم الشيعية.كفوا يا صبيان لقد اتعبتم شعبنا بتخلفكم.هذا وأطلب من الحشد الشعبي ان يلتحم مع المخلصين من ابناء السنة في الغرب والشمال ويقضوا على ضباع داعش وبعدها ان يزيلوا تسلط الاحزاب الاسلاموية ويرجعوا قياداتهم الى اوطانهم التي اتوا منها وان يشكلوا حكومة علمانية ديمقراطية.
    2 - تسلم
    جميل    02/03/2015 - 15:27:0
    سلمت يمينك على هذا المقال الفاخر فعلا للدغة داعش كشفت القناعات المزيفة والمنافقة التي على مناسف عمان وفنادق اربيل وانقرة للخونة والمتامرين الشباطين
    3 - المؤامرة
    فؤاد حهاد شمس الدين    02/03/2015 - 20:40:2
    إن تساؤل الاستاذ حسن في محله في موقف العم السام, سؤال يجب ان يطرح نفسه الآن وبإلحاح كيف يتأتى لداعش هذا الكم الهائل من العتاد والذخائر لإدامة الحرب وهي عبارة عن حفنة من العصابات, من يتذكر حرب ال٧٤ سيستذكر كيف إن اسرائيل بترسانتها الهائلة استنفذت ذخيرتهاخلال ايام. على العراقيين ان يدققوا في ما يتناقل من أخبار عن قيام الولايات المتحدة بإنزال الذخائر جواً الى عصابات داعش, قد يبدوا ذلك ضرباً من الخيال ولكن هناك مؤشرات قوية للتشكيك في النوايا الأمريكية, لا نريد ان نكون كبش فداء للإستراتيجيات هذه القوة العطمى كما حدث لنا في الماضي عندما شجعت نظام صدام الغبي على دخول الحرب ضد إيران
    4 - كفئ بك داءا
    ناظم عبد خميس    03/03/2015 - 20:27:0
    لم يكن المرحوم عزيز علي بطرا او غافلا عندما انشد في احدي منلوجاته الخالدة(الشجر اليابس لتزبره اكطعه من عركة ومن جذرة عضو الفاسد لو منبتره نضل نتالم ونجر حسرة ولو ظلت علي هذا المجري اتلاكه بالدار الاخرة)من البداية كانت لنا خبرة وتجربة من البعثيين وانهم يتلونون كالحرباء وكانت الغلطة ولازالت باحتواء العاني والنجيفي والمطلك وغيرهم من الافاعي وتحليلك اخي العزيز سليم ومحاربة المرض تبدا من الداخل وابنائنا واحبائنا الذين حملوا ارواحهم لم تحرك تضحياتهم اولاد النفس الطائفي الي الان وعلمونا اننا تلاميذ صغار امامهم اخي حسن لك الصحة وبارك الله فيك
    أضف تعليق
    اسمكم:
    بريدكم الالكتروني:
    عنوان التعليق:
    التعليق:
    اتجاه التعليق:
    شروط التعليق:لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى لائق بالتعليقات لكونها تعبر عن مدى تقدم وثقافة صاحب التعليق علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media