اليوم 2 آذار
لم أشأ أمس أن أعذِّبَ  روحي بالألم في عيدها  ففي الأول من آذار من عام 1981 م كنتُ في معتقل أمن الكوت  وقبيل ذلك بليلتين أخذوا شقيقي مع 40 سجينا عند أذان الفجر  حيث لانعلم

علمنا بعدها أخذوهم الى الأمن العام ومن هناك الى مقابر جماعية يقضي فيها البلدوزر بلا شاهدٍ سوى التراب

يومها ( الأول من آذار )  تعرضتُ الى فلقةٍ أطارت 8 من أظفار قدماي . كنت عند الرجوع من غرفة التعذيب المشؤومه  أسير على أسفنج  ، قابلني حينها ضابط أمن الأمن  وأحتفظْ بأسمه وقال لي : أعترف أفضل لكَ فهؤلاءِ ظلاّم ( قهقهتُ بحنجرة ذبيح وبصوتٍ غير مسموع  )  حيث أجلسني بجنب شخص كانت الكلمات تخرجُ من شدقيه سكرانةً

عند ذلك الصباح جرجرني الحرس الى غرف وصفُها (عبد الرحمن منيف )  في رواية ( مدن الملح ) ،  معصوبَ العينين بخُرقٍ باليه وموثوق اليدين الى الظهر  .. أنها عيديتي أيها المعلم أعطاني أياها قاتلي

لم أشأ أطلاعكم عليها البارحة لكي لاأُفسدَّ الأعياد