الجعفري.. الوزير المفكّر الذي أعاد للخطاب العراقي هيبته (فيديو)
    أثلج وزير خارجية العراق، صدور الملايين من العراقيين الذين تابعوا حديثه
    الأثنين 30 مارس / أذار 2015 - 07:28
    بغداد (المسلة) - أفحم وزير خارجية العراق، الدكتور ابراهيم الجعفري، محدّثه الاعلامي المصري، وائل الإبراشي، في برنامج تلفزيوني، بعدما القى عليه الحجج الدامغة حول "العقد" العربية واسقاطاتها على العراق، متهمين اياه بانه "شيعي" ويتصرف وفق منطلق "طائفي".

    وبدا الجعفري، صاحب الباع الطويل في الجدالات الفكرية والسياسية، في خلال برنامج "العاشرة مساء"، مدافعا بإخلاص، ومن دون تصنّع عن بلاده، ومذهبه، ومواقف العراق السياسية.

    وأثلج وزير خارجية العراق، صدور الملايين من العراقيين، الذين تابعوا حديثه، ملقيا الحجج الدامغة على مقدم البرنامج، ليحصره في زاوية التفكير الضيق، الذي يحمله هؤلاء تجاه العراق، والمكون الأكبر فيه.

    ورفض الجعفري منطق مقدّم البرنامج الذي يزعم فيه، بان موقف العراق في رفض "عاصفه الحزم" ضد جماعة انصار الله، في اليمن، يعود الى كون القائمين على الحكم في بغداد، "شيعة".

    وتولى إبراهيم الجعفري، رئاسة التحالف الوطني العراقي، وعُين وزيرا لخارجية العراق في حكومة حيدر العبادي (الحكومة العراقية 2014) في الثامن من سبتمبر 2014، و له عدة بحوث ومؤلفات ودراسات، كما كتبت عنه عدة كتب، منها "تجربة حكم"، و"حزام النار"، و"المخاض العراقي"، و"خطاب الدولة".

    وفي وسائل التواصل الاجتماعي، احتفى العراقيون بحديث إبراهيم الجعفري، وقالت تدوينة رصدتها "المسلة"، ان الجعفري أعاد للسياسة الخارجية العراقية هيبتها بين تسلط بعثيين وطائفيين على اجندتها طوال عقود في حقبة الدكتاتور العراقي المخلوع صدام حسين، ثم بعد 2003 حين قادها، قبل الجعفري، وزير خارجية، فشل فشلا ذريعا في إيصال صوت العراق الى الخارج، وكان يمثل قوميته، اكثر مما يمثل بلده.

    وبَرَع الجعفري في الرد بالمثل، وبكل شجاعة، وقوة الحجة، على الطرح الطائفي للاعلامي المصري، اذ رد على الاتهامات للعراق بـ"المواقف الطائفية"، بالقول "في البداية لا تحمّلني اسقاط ذهني لديك، فانا غير مسؤول عن آرائك، ولكن يشرفني ان اكون شيعيًا وتكون انت سنيًا، وانا غير طائفي، وايران نتعامل معها بحكم الجوار، وكذلك تركيا، المعاملة مع تلك الدول تكون لاستحقاق الجوار، والعرب تقول الجار قبل الدار، والرفيق قبل الطريق".

     و وجّه الدكتور إبراهيم الجعفري، من على قناة دريم 2، القول، الى مقدم البرنامج "لازم يكون عندك خلفية ثقافية عما يربط العراق بإيران، لماذا تحسر القضية بزاوية الانتماء الطائفي؟".

    وفي شجاعة فكرية فائقة، نَهَرَ الجعفري المذيع حين خاطبه "اقرأ قبل أن تقدّم برنامج تليفزيوني".

    وأضاف أيضاً "ما يربطنا بإيران الجوار فقط، وليس أي اعتبارات طائفية، مؤكدًا أن "هذه الافتراضات لا توجد بعقلية المواطن العراقي".

    وينزعج الكثير من العرب، من العلاقة الوثيقة بين الشعبين العراقي والإيراني، ساعين الى الفتنة بينهما لدوافع سياسية ومصالح اقتصادية، فقد نجحوا في دفع الدكتاتور العراقي صدام حسين في حرب طاحنة، استمرت لثمان سنوات مع ايران، امدوه خلالها بالمال والسلاح، ما تسبّب في هدر ثروات البلدين، و راح ضحيتها الملايين من الشباب العراقي والإيراني.

    وأنّب الجعفري دعاة الفتنة ومزاعم التبعية العراقية لإيران بالقول "لماذا تفسّرون علاقتنا مع إيران أننا نتبعهم لأننا شيعة، لماذا التقسيم، الشيعة سموا شيعة لأنهم شيعة علي، وعلي بن أبي طالب، بلده الكوفة ليس شيراز، ولا أصفهان".

    ونشر العشرات من العراقيين، الى وقت كتابة هذا التقرير، مقطع الفيديو، الذي فخر فيه الجعفري بـ"انتمائه للشيعة"، مؤكدًا أن "الحكم الجغرافي فرض على بلاده تطوير علاقتها مع إيران و تركيا"، لافتًا إلى أن "العراق هو منبع الشيعة".

    وتعجّب الوزير العراقي من الاتهامات الموجّه لبلاده بأنهم "طائفيون" متشددون متسائلًا "لماذا لا يتهمّنا أحد بأننا وهّابيون طالما نتعاون مع السعودية، أو شافعيون طالما نتعاون مع الكويت ؟".

    وقال وزير خارجية العراق في توضيح للموقف العراقي من العدوان السعودي على اليمن، "نحن مع كل الشرعيات، ولكن لا نوافق على تدخل دولة بشئون دولة أخرى، خصوصًا إذا كان هذا التدخل تدخلاً عسكريًا، لأنه سيجعلنا ندخل في مرحلة جديدة في المنطقة".

    وتابع وزير خارجية العراق قائلاً "ألم يحن الوقت لوقف نزيف الدم"، لافتًا النظر إلى أن "العراق أكثر بلد من حقه أن يتكلم بهذا المنطق، لأنه يمتلك خلفية تدخلات أذاقته الأمرين".

    وأضاف "أننا مع كل الجهود من أجل العمل على إرساء قواعد الاستقرار باليمن وحل مشاكل الفرقاء بها، ودفع عجلة التنمية وعودة الاستثمار بها، والخروج مما نحن فيه، لأننا نظل عربا في جميع الأحوال، المنتصر، والمهزوم، والخاسر".

    بل ان الجعفري ساق الحجة على التفكير القاصر والاتهامي لبعض العرب نحو العراق بعلاقته الخاصة من ايران، حين خاطب المذيع المصري "مصر وإيران كانا بينهما حالة نسب قديمة من زواج الأميرة فوزية ابنة الملك فؤاد الأول من شاه إيران"، قائًلا للإبراشي "كان هناك نسب بين مصر وإيران، واليوم تتهمونا أننا نريد أن نتبع إيران، العراق عربي وله  علاقاته، مع إيران وتركيا والسعودية، وجميع الدول".

    واكد الجعفري، على إن بلاده تريد "وطنا عربيا مستقرا بلا حروب كون الغالب والمغلوب، خاسر"، متفاخراً بـ"انتمائه الشيعي واشتراك بلاده في الحدود مع إيران وتركيا".

    واضاف "مصالح مشتركة مع إيران وتركيا وسوريا حيث تشكل روافد دجلة والفرات منبع الحضارة بالعالم كله، و مبدأنا استراتيجي، لسنا مع منطق الحروب والتدخل في شئون الدول، وهذا نطبقه على اليمن، وكل دول العالم حتى فلسطين".




    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media