من عاصفة الصحراء إلى عاصفة الحزم
    الأثنين 30 مارس / أذار 2015 - 21:32
    كاظم فنجان الحمامي
    لم تكن الجامعة العربية بهذه الوقاحة في تباكيها المفتعل على شرعية اليمن المسحوقة تحت أقدام الحوثيين. ربما تتفقون معي أنها كانت في قمة الخسة والنذالة عندما قدمت التسهيلات السخية لقوات التحالف وسمحت للغزاة باحتلال العراق واستباحة ثرواته، وربما تقولون أنها بلغت أدنى درجات الانحطاط عندما سمحت لطائرات فجر الأوديسا بدك المدن الليبية وتدميرها بالكامل، وربما تقولون أنها هي التي سمحت للمنظمات الإرهابية بابتلاع الثورة السورية، وسحق الثورة البحرينية، وهي التي كانت تغمض عيونها فتتغاضى عن جرائم الدواعش في شمال العراق. لكنكم لن تتخيلوا وقوفها الآن مع أقطار مجلس التهاون الخليجي للتعتيم على بريق الثورة اليمنية. بذريعة الحفاظ على الشرعية، التي فرطت بها الجامعة نفسها عندما اختارت الوقوف مع الغزاة الذين استباحوا ليبيا والعراق.
    وها هي اليوم تعلن عن وقوفها بكل صفاقة مع المتحالفين مع الحلفاء، ومع المتواطئين مع الغزاة، ومع الذين جعلوا من مدنهم ملاذا للقوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية.
    لقد أطل علينا نبيل العربي قبل بضعة أيام لكي يصب الزيت على النار، ويبيح لطائرات درع الجزيرة تخريب البنية التحتية اليمنية، وقصف المدن الفقيرة والتجمعات البائسة في صنعاء وتعز وعدن وحضرموت.
    ألا ترون كيف جاءت قرارات جامعة (نبيل) هذا متوافقة مع قرارات البنتاغون، ومتطابقة مع توجهات البيت الأبيض، ومنسجمة تماما مع تطلعات تل أبيب ؟. ألا ترون أنهم عقدوا تحالفاتهم أول مرة ضد العراق في (عاصفة الصحراء)، وكرروها في (عاصفة الحزم) ضد اليمن ؟. ألا ترون أن ذاريات عواصفهم انحصر هبوبها ضد العرب وليس سوى العرب ؟. حتى محمود عباس، الذي لم يعبس بوجه الصهاينة، كشر عن أنيابه ليرعب أهل سبأ، ويخيف أهل مأرب.
    ألا ترون أن حوض الخليج العربي تحول على يد هؤلاء إلى بحيرة محجوزة لسفن الأساطيل الغربية وغواصاتها وفرقاطاتها وحاملاتها ؟. ألا ترون أن هؤلاء هم الأداة المطيعة المطواعة المطاوعة في تنفيذ كل المؤامرات التي حيكت، ومازالت تُحاك ضد الشعوب العربية والإسلامية ؟. لماذا لم يتحالف هؤلاء ضد الصهاينة ؟. وما الذي يمنعهم من التحالف ضد الجهل والأمية ؟، وما الذي يدعوهم لتسخير أموالهم وتوظيفها في نشر الرعب والإرهاب في أرجاء الوطن العربي كله ؟. ألا ترون أن الدويلات الخليجية ماانفكت تستقوي بالأمريكان وحلفائهم ؟، وماانفكت تمارس دورها التخريبي ضدنا من دون أن نعرف السبب، ومن دون أن تتوقف لحظة واحدة عن توجيه طعناتها الغادرة إلى ظهورنا وصدورنا وأعناقنا ؟. أي حقد تحمله هذه الدويلات ضد العرب وضد المسلمين ؟، ثم كيف حصل هذا التوافق العجيب بين القوى الغربية المتفاخرة بالحرية والعدل والمساواة وبين القوى الرجعية الممعنة في الجور والظلم والتهتك  ؟.

    ربنا مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين


    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media