زواج القاصرات جريمة لا تغتفر
    الأثنين 30 مارس / أذار 2015 - 21:43
    أحمد كاطع البهادلي
    (منار) فتاة تبلغ من العمر ثلاثة عشر ربيعاً، وهي أم لطفلين الكبير عمره سنتان والصغير لم يبلغ السنة لحد الآن, تزوجت من رجل ثري يكبرها باثنين وثلاثين عاماً !!! كان قد وعد أهلها بأن يسجل أحدى دوره باسم أبيها كمهر للعروس، إذا وافقوا على زواجه من ابنتهم منار, وبعد التي والتيا وافقت بعد إقناع الأهل لها وضغطهم وإصرارهم على الموافقة, فبعد ذلك تمت إجراءات الزواج واكتملت على عجالة، وتزوجت منار وكانت الليلة الأولى هي أصعب ليلة في حياتها؛ كونها الليلة الوحيدة التي تبات فيها منار خارج المنزل ولأول مرة، وكذلك مفارقتها للعبها وإخوتها  وبعدها عن  حضن أمها المغموس بالهمز! وحنان أبيها المغطى باللمز! لكن وكما يعبرون "ما باليد حيلة" إذ إنهم أهلها , فكان زوجها في تلك الليلة كالوحش معها لم يراعي صغر سنها وطفولتها وخوفها الشديد، بل على العكس كان كالذئب الكاسر معها أخذها إلى السرير رغم صراخها وبكائها وتوسلها به، وانحنائها لقدميه تقبل تارة يمناه وتارة أخرى يسراه، لكن لم يعبأ بتوسلاتها، ولم يلتفت لصغر سنها كان همه إشباع غريزته الحيوانية معها, كان فضاً غليظا جلفاً شرساً، فلما قضى منها وطره وتركها بعد انقضاء نزوته كالكلبة النافقة تلملم جراحاتها وأوجاعها لوحدها فتارة تمسح دموعها، وأخرى تحاول فيها مسح دماءها، فأظلمت الدنيا بوجهها وأخذت تلك الليلة تبكي وتنحب نحيب الأطفال تلك القاصر, التي لم ترَ في حياتها من طفولتها شيئاً، ولم يكن لها أدنى فكرة عن الزواج، فكانت ضحية أبوين جشعين لم يعبأ لابنتهم، ولم يعيرا لها أي أهمية سوى أنهم باعوها في سوق النخاسة كالجواري والعبيد!
    بيت القصيد في الموضوع، إن منار لديها طفلين وهي طفلة تحنُّ لعرائسها ولطفولتها وللعبها مع أنها أم لطفلين, من يقول: إن الشرع جوَّز لنا، فإني اتفق معه ولكن أوَليس الشرع طلب أن نراعي الزمان والمكان والحدث، أوَليس الشرع طلب أن تستأذن البنت في الزواج، أوَليس الشرع أوصى بأن لا يكون الفرق واسعاً بين الزوجين، وثم ان البنت في هذه الفترة من العمر تحديداً لم تنضج  ولم تبلغ مبلغ النساء، وهل يا ترى الفتاة في هذا العمر سيكون جهازها التناسلي مهيأً ورحمها للزواج وللحمل أيضا !!! ألف علامة من علامات التعجب عن هذا الصنيع والعمل، أرجو أن أجد الإجابة وأرجو أن ننحي الدين والتراث من رؤوسنا عند مناقشتنا لهذا العمل وبلا تعصب أو جهوية في طرح الموضوع أو مناقشته، فالمهم هو أن نستخلص لرأي نحفظ فيه الطفولة من هذه النزعة الحيوانية.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media