داعش تحطيم للماضي وإعدام للمستقبل
    الثلاثاء 31 مارس / أذار 2015 - 16:53
    واثق الجابري
    أقل ما يمكن أن نطلق عليهم، أنهم وحوش من خارج التاريخ، عقدوا نواياهم على تحطيم ماضي الحضارات ومعنى الإسلام، ورسموا لمستقبل أسود، وبحر من الدماء تطوف فيه الرؤوس؟!
    أفعال لا صلة لها بعرف أنساني، ولا تتوقف عن حد حيواني، وعداءها لماضي العراق وحاضره؟!
    مخلوقات لا تشبه البشر، وأجساد توحشت ولا تملك علامات الإنسانية، وأفعال تفوقت على التتر والنازية، ولم يشهد التاريخ قيام عصابة بتحطيم الآثار، وأكثر ما يفعل غيرهم، هو السرقة والبيع؛ لمعرفة قيمة الآثار وأحتراماً للتاريخ، ولم ينص دين على تحطيم أثار ما قبله؟!
    جريمة أخرى تضاف الى سجله داعش الأسود، بتحطيم آثار النمرود، بعد متحف نينوى، والمساجد والكنائس ومعابد الأيزيدية، وكشفت عن بشاعة أفعالها، التي لا تتوقف بالدعاية الطائفية، وحتى من أيدها كان لأغراض شخصية.
    أعطت الوجوه التي تدافع عن البعث غطاء لنمو الإرهاب، وإختزلت الحضارة بشخصيات هزلية، ونقاط سوداء في تاريخ العراق، وتكريت مدينة صلاح الدين الأيوبي، ومعظم أهلها يقاتلون مع الحشد الشعبي، لا يمكن أن يمثلهم صدام، ولم يكن البعث مدافعاً عن مدينة، عندما فتح سجونه ومقابره الجماعية للعراقيين، وزجهم في حروب عبثية.
    إنهارت داعش وتخبطت أدواتها الإعلامية، وإنكشف للعالم حجم جرائمها، وبذلك تبحث عن وسائل أكثر إثارة وتناول إعلامي، فقامت بهدم الآثار التي لا تستطيع نقلها، وبيع الآخر منها؛ لقلة مواردها النفطية، وعدم كفاية الجباية من المواطنين، وهي ترسل رسائل خاوية وهشة المعتقدات، وتبرير ذلك أن الآثار أصنام تعبد، وليست حكايات وأرث تحمل تاريخ وعبر؟!
    ترتبط جرائم داعش بسلسة من المآسي والنكبات التي تعيشها الأمة، وتتطلب وقوف جدي، وتضحية بالمال والنفس والعائلة، وما تحقق من إنتصارات إلاّ بفعل تظافر جهود عراقية من قوى أمن وحشد شعبي مع أبناء تلك المناطق، الذي يتوجب عليهم حماية مدنهم؛ وإلاّ سيحدث في تكريت الأثرية ما حدث في الموصل.
    زمام الأمر الآن بيد القوات العراقية، وصارت هي من يختار الزمان والمكان، وهي من يستطيع فتح أكثر من ثغرة للمباغتة والإنقضاض.
    كل الشرف والمجد والرفعة؛ للأبطال الّذين يقفون على مشارف المجد، وألف تحية للرجال الرجال، والرحمة للشهداء والشفاء للجرحى، الّذين سقوا أرض وطنهم بدمائهم الطاهرة، وجميع العراقيون مدعون لمعركة الشرف، والوقوف بوجه عصابة تريد تحطيم ماضي العراق وتطلي بالسواد مستقبله؛ لكن الحشد الشعبي سقى المزارع وحمى الأطفال وإنقذهم من الإرهابين، ومعركة تكريت قصمت ظهر داعش، الذي أعد لها لواء من الإنتحاريين تم قلتهم، وهم من جنسيات مختلفة لا تعرف تاريخ العراق، وكل يوم جريمة تكشف عن أنهم أعداء كل العراقيين.


    واثق الجابري
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media