تركيا تسعى إلى التمدد في كردستان العراق للحد من نفوذ إيران
    أنقرة تعتزم فتح ثاني قنصلية لها بالإقليم في السليمانية
    الأربعاء 1 أبريل / نيسان 2015 - 04:28
    آيدن معروف، رئيس الجبهة التركمانية في إقليم كردستان
    أربيل: دلشاد عبد الله «الشرق الأوسط» - أعلن مسؤول تركماني في إقليم كردستان العراق أمس أن وفدا تركيا رفيع المستوى سيبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة زيارة إلى إقليم كردستان، مبينا أن الزيارة ستتضمن افتتاح قنصلية تركية في مدينة السليمانية التي قال مسؤولون أكراد إن الدافع وراء فتحها هو الحد من نفوذ إيران في الإقليم.
    وقال آيدن معروف، رئيس الجبهة التركمانية في إقليم كردستان، لـ«الشرق الأوسط»: «سيزور وفد تركي برئاسة وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو وعضوية وزير الاقتصاد نهاد زيبكجي وعدد من المسؤولين الآخرين بغداد والإقليم، ويتضمن برنامج الوفد افتتاح القنصلية التركية في مدينة السليمانية لتكون القنصلية التركية الثانية في إقليم كردستان». وأضاف أن فتح القنصلية في السليمانية «يأتي في إطار الاهتمام الذي توليه أنقرة بهذه المنطقة، فتركيا تريد بناء توازن سياسي بين كافة الأطراف والمناطق نظرا لتباين السياسة من منطقة إلى أخرى في العراق، والسليمانية مدينة تتمتع بموقع سياسي مهم داخل الإقليم، وهي مهمة بالنسبة لتركيا».
    وأضاف المسؤول التركماني أن الوفد سيبحث مع قيادة الإقليم الكثير من القضايا الثنائية وسبل توطيد العلاقات السياسية والاقتصادية بين أنقرة وأربيل.
    بدوره، قال فريد أسسرد، القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي السابق جلال طالباني ويدير غالبية المؤسسات الإدارية في حدود محافظة السليمانية، لـ«الشرق الأوسط» إن «قرار افتتاح القنصلية التركية بالسليمانية وراءه دافعان رئيسيان أولهما أن العلاقات بين تركيا والاتحاد الوطني الكردستاني مقارنة بعلاقة تركيا بالحزب الديمقراطي الكردستاني (بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني) ضعيفة، لذا تفكر أنقرة في نقل قسم من نشاطاتها السياسية والاقتصادية إلى محافظة السليمانية لكي لا يكون اهتمامها مقتصرا على أربيل». وتابع: «أما العامل الثاني فيتمثل في ظهور إيران كمنافس سياسي كبير لتركيا في المنطقة، فإيران تمتلك قنصليتين في الإقليم، وهي تحاول إقامة توازن بين المنطقتين وتطوير علاقاتها مع الإقليم، لذا تعمل تركيا من الآن على تطوير علاقاتها مع الإقليم أيضا وألا تركز على أربيل فقط، بينما ترى أن إيران تركز على السليمانية». وتابع قائلا إن «هذه الخطوة التركية هي جزء من المنافسة الاقتصادية بين الدولتين».
    وشدد أسسرد على أن تركيا بدأت في مواجهة إيران بشكل علني بعد انطلاق عملية «عاصفة الحزم» وأن الموقف التركي لن يقتصر على دعم هذه العملية بل تريد أنقرة مواجهة إيران اقتصاديا في إقليم كردستان والعراق.
    النائب في برلمان الإقليم عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، فرحان جوهر، أيد ما ذهب إليه أسسرد وقال، بدوره، لـ«الشرق الأوسط» إن «تركيا تريد من خلال فتح قنصليتها في مدينة السليمانية أن تلعب دورا أكبر في إقليم كردستان، وهي مهمة أيضا من الناحية الاقتصادية للإقليم، وفي الوقت ذاته تأتي هذه الخطوة لتحجيم الدور الإيراني، لأن طهران لها دور كبير في السليمانية، وأنقرة تريد أن تتمدد أكثر لتوسع من هيمنتها على المنطقة بأكملها»، محذرا من أن «أي صراع بين هاتين الدولتين في المنطقة لن يكون لصالحنا».
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media