أبطالنا المنتصرون في معارك تكريت يصدرون عفوا عن ..
    الأربعاء 1 أبريل / نيسان 2015 - 05:28
    حسن الخفاجي
    كتب كيسنجر في مذكراته : "حتى الان لا أتمكن من الكلام عن فيتنام دون إبداء الم وحزن عميقين" . مبعث الم وحزن  كيسنجر ناتج عن الخسائر  الكبيرة التي  تكبدتها أمريكا في فيتنام.
    كان كيسنجر  يظن ان مفاوضاته مع الوفد الفيتنامي الذي فاوضه في باريس ستكون سهلة يفرض فيها القوي - أمريكا - شروطه ، لكنه واجه وفدا مفاوضا صعبا. كان الوفد الفيتنامي بقيادة "لي دوك ثو" صلبا ، ربما أكثر صلابة من المقاتلين في الميدان ، حتى أن رئيس الوفد الفيتنامي تعمد إذلال كيسنجر أكثر من مرة  .
    وقفت الحرب وفق شروط فرضها الفيتناميون .
    توج لي دوك ثو مواقفه البطولية والمبدئية برفضه  تسلم جائزة نوبل مناصفة مع كيسنجر باعتبارهما صناع سلام .

    الانتصار العراقي الخالص في معركة تكريت  فرض واقعا جديدا ومنح فرصة لكل ساسة العراق لأن يكونوا بمستوى المقاتلين في الميدان. الانتصار يمنح دواعش السياسة فرصة لان يراجعوا أنفسهم وينتهجوا سياسة جديدة ويكفوا عن سياستهم التحريضية التآمرية السابقة ، لأنها واعتصاماتهم السابقة جلبت البلاء للعراق ولم تأتي لهم ولجمهورهم بنتيجة غير القتل والدمار وخراب مدنهم . ليس عيبا ان يراجع الإنسان والسياسي خاصة مواقفه.

     دعاة الأقاليم وتقسيم العراق أجهز انتصار تكريت على الباقي من أمالهم، بعد ان اختلط دم جميع مكونات الشعب العراقي في تكريت. الانتصار على الدواعش بشقيهم العسكري والسياسي, منح فرصة نجاح وجرعة قوة للساسة الوطنيين الذين قاتلوا أو أسهموا بالانتصار ولو بالمساندة الاعلامية.
    الانتصار يمنح فرصة للمتخاذلين لأن يكونوا أكثر توازنا واستقرارا.

    النقطة الأهم في الانتصار هو إنهاء حالة الانكسار والهزائم لتحل محلها حالة من التحدي والانتصارات. من المفترض ان يرتقي اداء جميع الساسة إلى قمم الانتصارات ويغادروا مستنقع الإنكسار والذل.

    هل من الصعب ان نطلب من  ساسة العراق ان يتشبهوا بالفيتناميين ويرتقوا إلى مستوى الدماء والأداء البطولي  للمقاتلين في الميادين؟.
    هل من الصعب عليهم خلع جلباب الشعور بالدونية الذي ارتدوه طوعا وبيدهم السلطة؟.
    العرف السائد ان المهزوم هو من يبحث عن تفاوض يضمن له سلامته ويخرجه من كابوس النهاية .
    البعض من ساستنا فعلوا العكس في قمة الانتصار على الدواعش رموا لدواعش السياسة بقارب إنقاذ بحجج واهية ومتهافتة.

    معاركنا الأخيرة مع داعش  في صلاح الدين وقبلها في امرلي وجرف النصر والضلوعية ومدن ديالى المحررة ابرزت دور قوى وطنية من خارج القوى الأمنية وهم الحشد الشعبي وفصائل المقاومة الإسلامية .
     هذه القوى الوطنية المقاتلة التي جاءت بفجر الانتصار من ليل الهزائم تعاني من الخذلان ونكران الجميل من بعض الساسة .

    مرحلة  الانتصارات يجب ان تلغي ما قبلها من حالات ذل مارسها اغلب الساسة دون ان يلتفتوا إلى مناصبهم او يلتفتوا إلى أنهم يمثلون العراق العظيم.
    متى  ترتقون الى اداء المقاتلين في الميدان يا ساسة يا كرام؟.

    المنتصرون في تكريت ومن باب الوطنية الحقة والعفو عند المقدرة وهو من شيم الشجعان ، أصدروا عفوا عن الساسة الدواعش وغيرهم ، الذين اساءوا لهم واسموهم مليشيات ، شرط ان يراجعوا أنفسهم ويرتقوا الى مستوى الدماء فهل هم فاعلون؟.
    أما إذا استمروا فلن يلوموا إلا أنفسهم، لأنهم سوف لن يكونوا اقوى من الدواعش.

    نبارك للعراقيين الانتصارات ونقبل الايادي التي جاءت بشمس الانتصارات لتطرد ليل الهزائم .

    "إذا سلمت  من الاسد فلا تطمع في صيدة"

    الاربعاء ١ / ٤ /٢٠١٥
    Hassan.a.alkhafaji.gmail.com
    التعليقات
    1 - العصا لمن عصى
    غسان    01/04/2015 - 07:08:2
    هؤلاء الساسة الذين وصفتهم استاذ حسن هؤلاء حليبهم مو طاهر . المثل يقول : اللي ما يسوكه مرضعه سوك العصا ما ينفعه . هؤلاء ليسوا اكثر من طحالب تقتات بصورة طفيلية وانتهازية . شفنا كثير منهم في الحياة . لازم نطبق عليهم قانون العصا لمن عصى لان ماراح يجوزون . مع التحية
    2 - خذلان مستمر
    فراس العراقي    01/04/2015 - 09:44:0
    (البعض من ساستنا فعلوا العكس في قمة الانتصار على الدواعش رموا لدواعش السياسة بقارب إنقاذ بحجج واهية ومتهافتة) صحيح هذا ما جرى وسيجري فهؤلاء ليسوا هم من صنع النصر ولا يهمهم المستقبل وحتى كاتب المقال مع وافر احترامي لشخصه نسمع منه احيانا كلامات وطنيه عاليه باسم التوافق والاحتواء واستيعاب الاخر والعفو عند المقدره… ( الايده بالماي مو مثل الايده بالنار) نحن امام عدو لا يفهم سوى لغه العنف خذلان اخر راحت قناه العراقيه بالامس تمجد بالجيش والشرطه الاتحاديه وبالكاد تذكر الحشد الشعبي هل نسينا بسرعه… اليس الجيش والشرطه هم من ضيعوها ابتدا والدوله المليئله بالخيانات والفساد هل نحتاج لتجربه قاسيه مره ثانيه لكي نتعلم متى سينهض العراق اذا وهله لا يتعضون الا يجب معاقبه المقصرين الذين سلموا المدن والذين حاربوا الحكومه والقانون ام باسم اللحمه الوطنيه نترك المسي بلا عقاب ومن امن العقاب اساء الادب
    3 - ماتبقى هو الأهم
    احمد الواسطي    01/04/2015 - 12:51:1
    نتفتخر فعلا بإخوتنا وأبناءنا المجاهدين الذين وقف كل العالم الخارجي بإعلامه وسياسييه ضدهم كما وقف ضدهم دواعش السياسة العراقية ومنافقي الاعلام ووكالات العهر الإعلامي مثل شبكة رودادوو الكردية وباسنيوز الإسرائيليتين بأمتياز ، المطلوب وقفة شجاعة لتحرير مدن الأنبار التي تستغيث وحيث الجيش العراقي لاحول له ولا قوة هناك ومعلوماتي اخذتها من جنود في مواقع القتال ، بدون ابطال الحشد الشعبي لن يكون هناك نصر لان سلاح الجندي وتجهيزاته تدعوا للشفقة رغم المليارات التي هدرت في صفقات الأسلحة
    4 - يا ابطال الحشد اعدتم لنا الامل المفقود
    داخل السومري    01/04/2015 - 13:06:4
    تحية للابطال بأنتصارهم على العفن الوهابي في تكريت.انتم ايها المضحون بالغالي والنفيس من اجل كرامة وادي الرافدين اعدتم لنا الامل الذي فقدناه بسبب سياسة الانبطاح التي تمارسها الحكومة الا شرعية ومجلس نواب الارهابين والحرامية.ما نريد ان نعرفه بعد هذا الانتصار هو ماالذي حل بمجموعة الاوباش الذين كانوا محاصرين في مدينة تكريت.يراودني شك ان رئيس الوزراء قد اذعن لطلب رئيس عشيرة قطر الارهابي ابن الارهابي وسمح لضباع الوهابية بالفرار سالمين من قبضة ابطال الحشد الشعبي.ان انت عملتها يا عبادي فليس لك مكان في وادي الرافدين بعد اليوم.
    5 - لن أسامح فهل تسامح بدم ولدك!!!!
    ياسمين    01/04/2015 - 18:16:5
    وأخيرا فرحة طالما انتظرناها ،بارك الله بسواعدكم يا ابطال ، وسحقا للدو أعيش ، ولكن لن يعيد التاريخ نكبته بكلمة اذهبوا أنتم الطلقاء ليعودوا ويعود أحفادهم بمذابح التاريخ ، وليس ببعيد المقولة التي هدمت العراق ( عفا الله عما سلف) ،ليذبح العراق آلاف المرات ، اسألوا أمهات المغدورين هل هن مستعدين للتسامح؟ يجب ان يحاسبوا ان يطبق عليهم قانونهم الهمجي ، لا للتسامح لا وألف لا
    6 - لن نسامح ولا مجرم
    حليمه الصراف    02/04/2015 - 03:53:5
    الاستاذ الفاضل حسن الخفاجي المحترم. لماذ عفا الله عما سلف.. هذه المقوله يمكن ان نتعامل بها مع من لم يقصد الاساء او يقصد الاذى ولكن قام به من دون رشد او عن جهاله ولكن لهؤلاء الحثاله جرذان الثغور لا والف لا وحقا كما قال الاخ في رده اذا فكر العبادي فقط التفكير بالاعفاء عنهم بنيه قابل الاساءة بالإحسان فيكوت قد كتب على نفسه وعلى الشعب الذل والخنوع
    أضف تعليق
    اسمكم:
    بريدكم الالكتروني:
    عنوان التعليق:
    التعليق:
    اتجاه التعليق:
    شروط التعليق:لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى لائق بالتعليقات لكونها تعبر عن مدى تقدم وثقافة صاحب التعليق علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media