العراقيون يزفون تكريت عروسا.. والداعشيون يتشحون بالسواد والدم
بغداد: آن صلاح (الصباح) - في يوم اسماه العراقيون «يوم عرس تكريت» في مواقع التواصل الاجتماعي وانطلقت فيه الزغاريد والافراح في شوارع بغداد والمحافظات, تم اعلان تحرير مدينة تكريت بشكل كامل من عصابات داعش الارهابية, فيما اتشحت مدينة الموصل, التي ما زال الداعشيون يسيطرون عليها, بالسواد والدم, بعد ان تلقى الداعشيون فيها انباء هزيمتهم على لسان الفلول التي هربت من ساحات المعارك الى الموصل محملة بجروح خطيرة.
ونقلت مصادر امنية ان العشرات من عناصر داعش وصلوا الى الموصل قادمين من تكريت بعد ان شنت القوات الامنية هجوما مباغتا تمكنت فيه من تحرير المدينة, موضحة ان «الافراد المسلحين الذين وصلوا الى المدينة جرى نقلهم على الفور الى مشافي الموصل لتلقي العلاج اللازم جراء اصابتهم بجروح خطرة».
واضافت المصادر ان «التنظيم دعا المواطنين عبر مكبرات الصوت في بعض مناطق المدينة الى التبرع بالدم لانقاذ جرحاه».وعن مجريات عملية التحرير, يوضح مصدر امني مطلع في حديثه لـ»الصباح», قائلا: انه «في فجر يوم الاثنين, انطلقت المرحلة الثالثة من عملية لبيك يارسول الله, لتحرير تكريت بالكامل», مشيرا الى ان العملية بدأت بقصف مركز على اوكار التنظيمات الارهابية قرب مجمع القصور الرئاسية وحي القادسية, باستخدام صواريخ الكاتيوشا والهاونات وصواريخ القاهر والبتار والاشتر الى جانب الصواريخ التابعة لفصائل الحشد الشعبي.
واضاف انه «وبعد عملية القصف تقدمت قوات خاصة مدربة على حرب المدن من الشرطة الاتحادية باشراف مباشر من الفريق رائد جودت شاكر قائد الشرطة الاتحادية وقوات من مكافحة الارهاب من الجهة الشرقية للمدينة وهي جهة مجمع القصور الرئاسية, وقابلتها من الجهة الغربية للمدينة قوات خاصة من فصائل الحشد الشعبي (عصائب اهل الحق وقوات بدر), لينقضوا على الدواعش من الصوبين».وتابع ان «العملية استخدمت فيها طائرة مسيرة للمراقبة المباشرة (ايوب) تابعة لكتائب حزب الله العراق لرصد تحركات العدو ومعالجته بفصيل اسناد صاروخي تابع لحزب الله العراق».واشار المصدر الامني الى ان «المقاومة كانت قوية من قبل الداعشيين في الساعات الاولى للهجوم, الا انها خفت واصبحت ضعيفة, وانهار الداعشيون امام اصرار وحزم وثبات القوات المقاتلة التي توجهت للتحرير بكل بسالة».
وفيما اوضح انه «تم قتل 18 انتحاريا داخل مجمع القصور الرئاسية», لفت الى ان اربع عبوات مزدوجة انفجرت على قوات الحشد الشعبي, واستشهد 9 عناصر منهم», مشيرا الى ان عناصر داعش اعتمدوا كثيرا على سلاح القنص لتعطيل تقدم القوات الامنية وابطال الحشد الشعبي, غير ان القوات استمرت في تقدمها وتمكنت من تحقيق النصر.
وبين المصدر انه «بعد هذا بدأت عملية قضم الارض اي اقتطاع الارض ومسكها والانتقال الى ارض اخرى بسرعة من قبل الفريق التكتيكي التابع لجهاز مكافحة الارهاب بهذه العملية», مشيرا الى انه بهذه الطريقة تم تحرير مبنى مستشفى تكريت, والقصور الرئاسية, ومبنى المحافظة, وساحة الاحتفالات.
ونوه المصدر الامني بأن بعض عناصر داعش تمكن من الفرار, مستدركا «غير ان الكثير منهم لم يتمكنوا من الهروب وتم قتل اغلبهم في مبنى محافظة تكريت», مشيرا الى ان عدد القتلى الداعشيين في هذه المعركة يعد الحصيلة الاكبر منذ بدء المعارك.
ولفت المصدر, الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لاسباب امنية الى ان الامر المهم في هذه العملية هي سيطرة القوات الامنية المسلحة على مقر الاتصالات التابع لـ«داعش», مشددا على اهمية هذا المركز المتطور جدا الاسرائيلي الصنع وكان يستخدمه عناصر العصابات لاغراضهم الخبيثة, كما استولت قواتنا الامنية على صواريخ حرارية تابعة لداعش وجدتها في مركز الاتصالات.
واشار المصدر الامني الى ان القوات الامنية تسير في الطرق التي زرعها الداعشيون الغاما وعبوات ناسفة, باستخدام جهاز تشويش موقعي, يعمل على تعطيل العبوة الناسفة لحين تأمين انفجارها من قبل القوات المختصة, لافتا الى ان عناصر داعش زرعوا الكثير من العبوات الناسفة في جميع طرق وازقة المدينة. واعرب المصدر الامني عن شكره لمساندة قوات الحشد الشعبي في هذه المعارك, مؤكدا ان الانتصار انتصار للعراقيين جميعا, مثمنا ايضا دور الاعلاميين من المراسلين الحربيين في تغطية هذه الانتصارات وبث الروح المعنوية في الجنود المقاتلين.
وقد تلقى المواطنون اعلان التحرير بفرح بالغ, حيث اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي باعلان الخبر وتناقله, وبث عبارات النصر ونشر صور التحرير, متناقلين التهاني, معربين عن املهم بأن تكون محافظتا الانبار والموصل الخطوة التالية للقضاء نهائيا على داعش.كما زف موقع الاعلام الميداني الحربي على الفيس بوك بشرى نصر القوات المسلحة وابطال الحشد الشعبي, مبينا ان المدينة باتت تحت السيطرة بشكل كامل.
وبث الموقع مقاطع فيديو تظهر الاعلاميين وابطال القوات المسلحة والحشد الشعبي يتجولون وسط شوارع المدينة وسط هتافات المدنيين الذين اعربوا عن فرحهم البالغ بعودتهم لاحضان الوطن والتخلص من سطوة عناصر «داعش» الذين اذاقوهم الامرين.
هذا ونشر بطل الحشد الشعبي المعروف باسم «ابو عزرائيل» صورة له على صفحته في الفيس بوك, محييا الجميع من وسط تكريت.
كما بشر الابطال المشاركون في المعارك الاهالي النازحين من ان منازلهم سالمة وقد تمكنت القوات المختصة من تفكيك العبوات الناسفة التي زرعها الداعشيون في المنازل والطرقات, معلنين أن عودتهم الى ديارهم ستكون اسرع مما يتوقعون.